أجاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السابع من أكتوبر الجاري رفع السرية عن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بـ هيلاري كلينتون إبان تقلدها منصب وزيرة الخارجية بإدارة الرئيس باراك أوباما (2009 ـ 2017).
بالطبع لم يقدم ترامب علي الخطوة من باب الشفافية وإنما أراد توجيه ضربة قاضية لخصمه الديموقراطي جوبايدن.
فلا هدف للرئيس سوي الفوز بولاية ثانية وبأي ثمن.
صحيح أن ترامب قد لا يحقق الكثير من نشر رسائل هيلاري لدي الناخب الأمريكي قليل الاكتراث بالسياسة الخارجية لكنه يتعلق ولو بقشة سعيا وراء تلويث سمعة الحزب الديموقراطي المنافس وأن مرشحه غير مؤهل للمنصب الرفيع.
وكيف لا يفرج عن رسائل بريد تحمل قدرا من السرية للأمن القومي الأمريكي وتمس المرشح المنافس لم يمض علي فاعلياتها أكثر من عشر سنوات.
بينما أزمات الرئيس متعددة وخصومه يتصيدون له الخطأ تلو الآخر ومن ثم وجد نفسه محاصرا ولا سبيل سوي الإقدام علي فضح بايدن وكان نائبا للرئيس باراك أوباما.
ترامب يثرثر كثيرا ويرفع من رصيد أخطائه ويعادي الصحفيين والإعلام الأمريكي وفي واقعة مقتل الشاب الأسمر جورج فلويد لم يدن الشرطي الأبيض الذي قتله بضغط الركبة حتي منع الهواء برقبته وفارق الحياة مما خصم كثيرا من رصيده.
أما جائحة كورونا فتعد مصدر الانتقاد الأكبر لترامب ويوصف أداؤه بالأسوأ علي مستوي العالم باعتبار أن الولايات المتحدة تتصدر أعداد الوفيات عالميا بنحو مليون حالة وفاة وما يقرب من 8 ملايين شخص مصاب.
ما يهمنا من نشر بريد هيلاري مثير الجدل هو فضح عمق العلاقة التي ربطت بين الإدارة الأمريكية إبان ولاية باراك أوباما وجماعة الإخوان المسلمين ضمن خطة ما سمي بالربيع العربي وقلب الأنظمة لإحداث تغيير تحت مسمي الديموقراطية عبر فوضي أودت بخراب عديد من دول الشرق الأوسط كسوريا والعراق وليبيا واليمن.
وتكشف الرسائل قناعة إدارة أوباما بأن الإخوان هم الفيصل الأكثر تنظيما وبالتالي الأقدر علي تحقيق الديموقراطية!.
وعبر تفاهمات المصالح وجهوا دعمهم للجماعة بالاستعانة بدولة قطر ومصادر أخري.
تفشي بعض الرسائل حجم الدعم الموجه للجماعة بعد ثورة 25 يناير في مصر وتغيير مسارها ودعم وصول المرشح محمد مرسي للسلطة وتكشف خطط الإدارة الأمريكية لإعادة تشكيل مؤسسات الدولة المصرية من خلال الجماعة بما فيها الجيش والشرطة باتجاه تحقيق أهدافهم.
فلا يخفي علي الإدارة الأمريكية أن من يحكم مصر يسيطر علي المنطقة بأسرها خاصة وأن التنظيم الإخواني ينتشر في العديد من دول المنطقة.
حتي اليوم تعاني سوريا والعراق وليبيا واليمن من تداعيات ما أطلق عليه الربيع العربي وإذابة خريف مدمر اجتاح المنطقة بأسرها.