يشتد سعيد المنافسة المحتدمة بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي مع اقتراب موعد الاقتراع بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وتتزين الشوارع والمباني والحانات بشعاري الحزبين: الحمار للدميقراطيين والفيل للجمهوريين.. فلماذا الفيل ولماذا الحمار؟
قصة الحمار للديمقراطين ترجع لسنة 1828 عندما اختاره المرشح الديمقراطي أندرو جاكسون شعارا ليخوض به السباق الرئاسي.
في البداية كتب جاكسون في حملته الانتخابية شعار لنترك الشعب يحكم وسخر منه منافسه الجمهوري ووصفه بأنه شعبوي ورخيص, مما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر وألصق علي ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القري والبلدات المجاورة لمحل إقامته. وهكذا مضي في دعايته لبرنامجه الانتخابي الشعبوي ضد منافسه الجمهوري جون كوينسي آدمز الذي كان يظهر علي أنه نخبوي وليس قريبا من هموم المواطنين. وفاز جاكسون بالمعقد الرئاسي في 4 مارس .1829
لم يتحول الحمار إلي رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع سوي سنة 1870 عندما اختار رسام الكاريكاتور توماس ناست ـ وكان يعمل بمجلة هاربر الأسبوعية ـ حمارا أسود اللون عنيدا كرمز للحزب الديمقراطي, ورسمه في حالة مبارزة مع فيل جمهوري مذعور.
ومنذ ذلك الوقت والحمار صار شعار الحزب الديمقراطي يفتخرون به ويطلقون معه أفضل شعاراتهم السياسية.
أما الفيل فقد ظهر كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة سنة 1860 أثناء الدعاية الانتخابية لـ إبراهام لينكولن الذي فاز في الانتخابات.
وكانت الولايات المتحدة أثناء تلك الانتخابات الرئاسية مقسمة بين الشمال والجنوب بسبب اختلاف الرؤي حول قضية تحرير العبيد, وكان هدف لينكولن توحيد البلاد أو تقليل حدة الانقسام علي أقل تقدير.
لكن الفيل لم يتحول إلي شعار سياسي للجمهورين إلا سنة 1870 عندما قام نفس الرسام الكاريكاتوري الشهير توماس ناست بالتعبير عن رفضه لخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الحزبية فاختصرها شعار الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل مات تطأه قدماه, وكتب علي جسمه عبارة الصوت الجمهوري ومنذ ذلك الوقت تحول الفيل إلي شعار للحزب الجمهوري, وقال ناست: إنه اختار الفيل الضخم للدلالة علي كثرة المال لدي الجمهوريين, إضافة لصوتهم الانتخابي الثقيل.
ويحظي الشعاران الحمار والفيل باهتمام بالغ داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري ويتصدران المشاهد والمناسبات لاسيما السياسية أثناء الحملات الانتخابية الرئاسية.
ومع اقتراب موعد الاقتراع في الثالث من نوفمبر المقبل يفرض التساؤل نفسه: هل ينجح دونالد ترامب بصخبه الدائم أن يقنع الناخب الأمريكي بأفضلية حزب الفيل علي حزب الحمار, ويفوز علي منافسه الديمقراطي جوبايدن.. أم ماذا؟!