لقد أنهت حرب السادس من أكتوبر “1973م” أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية بعد ان تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس.
بهذه الكلمات بدأ الفدائي عبد المنعم قناوي من أبناء محافظة السويس وعضو منظمة سيناء العربية التابعة لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع المصرية حديثه عن ذكرياته أثناء تواجده على ارض سيناء خلال يوم العبور والحكايات التي تدل على بطولات الجنود المصريين فكان لنا معه الحوار التالى
– ما هى ذكرياتك عن انتصارات اكتوبر ؟
يتذكر الفدائي عبد المنعم قناوى قائلا : كان يوم السادس من اكتوبر العاشر من رمضان يوافق يوم السبت وكنت متواجد شرق القناة فى سيناء كأحد الرادارات البشرية لجلب المعلومات وإرسالها من خلال أجهزة اتصالات بعيدة المدى حيث تدربت على معرفة و تميز أسلحة العدو الإسرائيلي البرية و البحرية و الجوية
– ما هو دورك كأحد الفدائيين أثناء الحرب ؟
و يكمل الفدائي عبد المنعم قناوى كلامه قائلا لقد كلفت قبل قيام الحرب بحوالي 22 يوماً أن أكون أحد عيون المخابرات الحربية في سيناء فتم دفعي يوم 14 سبتمبر 1973 إلى ممر “متلا ” ومكثت هناك أراقب حركة قوات العدو وأقوم بتسجيل قواته التي تمر من أمامي وعن طريق اللاسلكي أقوم بإبلاغها للقيادة في القاهرة
و فى يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان تمكنت أنا ومعى أحد الفدائين من بدو سيناء من الوصول الى الضفة الشرقية لخليج السويس بالقرب من منطقة أبو زنيمة إلى ممر “متلا ” من الناحية الشرقية ومكثت هناك أراقب حركة قوات العدو وأقوم بتسجيل قواته التي تمر من أمامي وعن طريق اللاسلكي أقوم بإبلاغها للقيادة في القاهرة
– ماذا عن العدو الإسرائيلى فى تلك اللحظات ؟
كان الطيران الاسرائيلى يستطلع كل يوم الجبهة من بورسعيد إلى الزعفرانة ورغم ذلك تم خداع الأقمار الصناعية الأمريكية و الاسرائيلية و و تحرك الجيش المصرى بمختلف اسلحته و قواته من العمق المتمركزة فيها الى غرب القناة دون أن يشعر بهم أحد من العدو الاسرائيلى.
وفى يوم العاشر من رمضان فوجئت بعبور القوات المصرية جبهة طولها حوالى 175 كيلو متر من منطقة بورتوفيق بالسويس جنوبا الى بورسعيد فى وضح النهار وسط صيحات الله اكبر
– ما هو الموقف الذى شاهدته وراسخ فى ذكريات الفدائى قناوى ؟
تناسى الجنود المصريين الجوع والعطش في رمضان وحملوا أسلحتهم وعبروا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس ووجدت الجندى المسيحى بجوار الجندى المسلم والاثنان صائمين و كلمة الله أكبر كانت تزلزل الارض تحت اقدام الصهاينة و كان الأبطال المصريين فى خط المواجهة مع العدو الاسرائيلى
ويستكمل ” قناوى ” حديث الذكريات قائلا: شهدت المصابين من جنودنا الأبطال وكان الواحد منهم و هو فى اشد الألم من اصابته عندما يقدمون له كوب من الماء كان يسأل هل المغرب اذن فكان هناك اصرار على الصوم والحفاظ عليه فى الحرب
– ما هو دورك بعد مرحلة العبور ؟
بعد ان تمكنت القوات المسلحة المصرية من العبور إلى الضفة الشرقية للقنال وإسقاط الساتر الترابي الذى يصل الى ارتفاع 22 مترا وبدء احتلال وإسقاط قلاع وحصون خط بارليف و كانوا يتعاملون مع حقول الالغام و يهاجموا العدو فى النقط الحصينة.
في مساء هذا اليوم وكمرحلة ثانية بعد عبور الجنود جاءت خطوة إنشاء الجسور لتتمكن قوات المدرعات وبقية وحدات الجيش من العبور لتأمين الضفة الشرقية واستكمال خطة الحرب .
و مكثت حتى يوم 16 أكتوبر أراقب حركة قوات العدو وأقوم بتسجيل قواته التي تمر من أمامي وعن طريق اللاسلكي أقوم بإبلاغها للقيادة في القاهرة
ثم انتقلت إلى سلسلة جبال عتاقة من يوم 19 أكتوبر 1973 إلى 29 يناير 1974 لرصد تحركات العدو حول السويس من الجنوب حتى منطقة الأدبية و استطعت بفضل الله ان أنقذ قيادة الجيش الثالث الميداني من التدمير حين شاهدت تحركات للعدو وتم إبلاغها للقيادة وتم نقلها إلى منطقة الروبيكى على بعد 50 كيلومتر قبل ضرب الموقع.