حكاية طويلة من زمن بعيد ، علاقة متوترة نتاج سنوات طويلة من التنافس والندية ، التاريخ شاهدا على احداثها ، مدونا مشاحناتها بكل حذافيرها، وفجأة تشتعل النار ثم تهدأ ، ويمر الوقت فتعود مجددا للاشتعال ثم تهدأ، والتاريخ يسجل سنوات من التنافس بين الكبيرين أبناء المدينة الباسلة جماهير المصري البورسعيدي والنادي الأهلي ، وبمرور الزمن يزيد الصدع بين الجماهير من آطار التنافس الرياضي الي المسلحة والحشد ، وتظل النار تحت الرماد بينهما ، حتي استغلها البعض لاحداث فتنة بين الكبيرين.
فالرياضة أخلاق اولا قبل البطولات والتنافس الشريف بين الناديين ، يدور في فلك بورسعيد “عاشقة المصري” و الأهلي، وهو التنافس الأكثر ضراوة وشراسة في المستطيل الأخضر على الساحة الكروية منذ قديم الأزل، فسواء في مباريات الدوري أو لقاءات كاس مصري تتسم مباريات الناديين بالطابع الخاص فقبلها يستعد الجميع سواء مسئولين الناديين أو الاعبين وكذلك الجمهورين وكافة محبي ومشجعي الرياضة في مصر لأجل أكثر اللقاءات الكروية متعة وندية.
وفي بورسعيد الباسلة تعلق الزينات، وترتفع أصوات الراديو، وتضاء الأنوار، وتقام الأفراح في معقل الخضر، فحلم الجماهير دائما الاقتراب من بطولة يكون علي بعد خطوات من القلعة الخضراء ، وفجأة ينقض المارد الأحمر ليحصد اللقب و يفوز بالكأس ، حتي أصبح بين الناديين تنافس رياضي وبين الجماهير عداء زادت حدته بمرور الوقت ، كراهية ولدت داخل الملعب ، وانتشرت بين المدرجات ، قبل أن تكون خارجه وانتشرت مشاحنات ابتعدت بها الجماهير عن تنافسية الرياضة.
المصرى البورسعيدي مصنع نجوم الكرة ، واول نادي في منطقة قناة السويس ، عاني من متلازمة الهجرة والشهرة ، فكلما بزع نجم بالفريق خطفته أندية العاصمة فلولا هجره لاعبوه ، لكان أعظم الأندية، فمدرسة القلعة الخضراء معمل لتخريج كبار نجوم الكرة ، أمثال أبو حباجة، حلمي أبو المعاطي، عبد الرحمن فوزي، الضظوي، وألدو، حمدين الزامك وغيرهم .
وبالرغم من التنافر بين الجماهير البوسعيدية والقلعة الحمراء فاز الأهلي بنصيب الأسد من لاعبي بورسعيد منهم (أبو حباجة وحلمي أبو المعاطي والسيد الضظوي الذي أنهى حياته في المصري بعد شهرة ذائعة نالها في النادي الأهلي، صحيح أنه حاول العودة في السنة الأخيرة له للأهلي مجددا.
ترصد بوابة وطنى نهائى كأس مصر بين فريقى الأهلى والمصرى البورسعيدى، منذ نشأتها عام 1921، حيث التقيا 6 مرات ، وجميعها فاز بها المارد الأحمر وهى موسم 1926 / 1927 فاز الأهلى على المصرى “5-0″، و فى موسم 1944 / 1945 فاز الأهلى “3-2″، وفى موسم 1946 / 1947 فاز الأهلى “2-1″، وفى موسم 1982 / 1983 فاز الأهلى “1-0″، و فى موسم 1983 / 1984 فاز الأهلى “3-1″، وفى موسم 1988 / 1989 فاز الأهلى “3-0”.
وبداية الحكاية في العام 1926عندما بلغ النادي المصري نهائي كاس مصر لأول مرة حلمت الجماهير بحصد اللقب الاول لها، وكان الصدمة هي الخسارة من الفريق الأحمر بخمسة أهداف حطمت امال الجماهير البورسعيدية، وتأتي تاني محطات قطار العداء في العام 1945عندما كان المصري يلاعب الاهلي علي نهائي كاس مصر للمرة الثانية في القاهرة وكان المصري البورسعيدي متقدم بهدفين وانقطع البث الإذاعي عن الراديو وكان هذا الوقت التلفزيون غير منتشر في مصر فاحتفلت الجماهير داخل بورسعيد الباسلة وانتظرت علي محطة القطار فريقها البطل ولكن هي أضغاث احلام فبعد انقطاع البث مباشرة أحرز النادي الاهلي ثلاث اهداف ليحصد البطولة ويحزن جماهير المصري البورسعيدي التي حلمت كثيرا بالتتويج، وتنكر الأمر مرة ثالثة عام 1947 ليحصد الاهلي اللقب الثالث علي حساب المصري وبعدها بدأ تاريخ من سجال العداء بسبب خطف الاهلي كثيرا من لاعبي المصري المتألقين، وهدأت الامور بضع سنين وكانت كالنار تحت الرماد حتي عادت للاشتعال مرة أخري عام 1984 بعد أن حطم الاهلي معنويات مشجعي الفارس الاخضر بسبب اقتناص الكأس منه في الثواني الأخيرة من المباراة والتي حتي اليوم تعترض عليها جماهير بورسعيد بسبب تسلل لاعب الأهلي .
وجاءت فترة الثمانينيات هادئة قليلا حتي نهايتها عندما اقتنص الاهلي الكاس للمرة السادسة علي حساب الخضر فأصبح العداء الاحمر وجماهيره مبدأ لأبناء بورسعيد بسبب ماعانوه من خيبات إلي أن هدأت في مطلع التسعينيات بين الجماهير والناديين وأصبح هناك تبادل لاعبين وعلاقات جيدة بعض الشئ حتي حدث مشكلة الماتش الشهير عام 2012والتي تعرف بمذبحة بورسعيد وقرارات حرمان المصري من اللعب لمدة عامان وبعدها حرمانه من اللعب في معقله وبعدها أصبح العداء سمة لقاءات الفريقين وأن هدأت قليلا .
ويظل السجال في الملاعب طويلا بين العملاقين بعد انتقال التؤام حسن لتدريب المصري لتزيد من حدة الخلاف في ذلك الوقت بعد خسارة كاس السوبر بدولة الإمارات عام 2017في الثواني الاخيرة حتي أصبح العداء بين جمهور الناديين يحكم التنافس ورغم مرور الكثير من الاعبين والمدربين علي القلعة الخضراء الان أن المصري يظل معشوق جماهير بورسعيد الباسلة وتظل الجماهير تحلم بمعانقة البطولات .