قال كريستيان برجر؛ سفير الاتحاد الأوروبي بمصر: إن الاتحاد الأوروبي أصبح خلال السنوات الماضية شريكًا مهمًا بشكل متزايد في التنمية الريفية بمصر، بمساهمة إجمالية تصل إلى أكثر من 200 مليون يورو للبرامج السابقة والحالية. وأضاف أن أول برنامج زراعي مدعوم من الاتحاد الأوروبي مر على تنفيذه أكثر من 20 عاما. وأوضح قائلا: “يأتي برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية في إطار أوسع من الدعم الذي نقدمه للمناطق الريفية ولتطوير الزراعة في أرجاء مصر”.
وأشار جيامباولو كانتيني؛ سفير إيطاليا بمصر، إلى أن برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية يهدف إلى تعزيز قدرات الجمعيات الريفية، لكل من المزارعين وغير المزارعين على حد سواء، من حيث الإدارة المستدامة للموارد المحلية و استكشاف حلول مبتكرة لزيادة الدخل.
وأضاف: “يسعى البرنامج لتحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية من خلال زيادة الإنتاج الزراعي المستدام عبر إدارة المياه والموارد الطبيعية بشكل أكثر فعالية وكفاءة، وتحسين سبل المعيشة الريفية بتعزيز الأنشطة المدرة للدخل”.
وقد اكتسب القائمون على برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية مجموعة واسعة من الخبرات على مدار فترة التنفيذ والتي تشاركوها مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين، وذلك خلال الفعالية الختامية التي أقيمت في القاهرة.
تم التخطيط للبرنامج في البداية ليكون على مدار خمس سنوات، ليتم تمديدها لاحقًا إلى ست سنوات. وتم تنفيذ البرنامج من خلال 11 دعوة لتقديم عروض مع منظمات مصرية ودولية، و 14 دعوة لتقديم عطاءات، 4 منها تتعلق مباشرة بإعادة تأهيل البنية التحتية للري بمحافظتي المنيا والفيوم.
السلطات المصرية الرئيسية التي يتم التعاون معها في البرنامج هي: وزارة التعاون الدولي كمنسق وطني، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي باعتبارها الوزارة الرئيسية، ووزارة الموارد المائية والري، ووزارة التنمية المحلية. وموّل الاتحاد الأوروبي في محافظة مطروح فيما يتصل ببرنامج “مكون إزالة الألغام” الذي نفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي والتعاون الإيطالي يعملان على تعزيز التنمية الريفية في ثلاث محافظات مصرية هي مطروح والمنيا والفيوم عبر برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية (2014-2020) والذي تنفذه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والتنمية الإيطالية، من خلال السفارة الإيطالية بمصر بمساعدة فنية من الوكالة الإيطالية للتعاون وبتمويل يقدر بـ 11 مليون يورو، إضافة إلى منحة من الاتحاد الأوروبي تصل إلى 21.9 مليون يورو.
ويهدف برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية إلى المساهمة في تطوير المعرفة القائمة على أفضل الممارسات أثناء إعداد المشاريع المستقبلية في التنمية الريفية. ففي محافظة مطروح، طوّر المشروع أفضل ممارسات حصاد المياه في الأراضي الجافة في المنطقة الساحلية الشمالية الغربية في مصر. وزاد المشروع أيضًا من قدرة الرعاة على الصمود وعمل على تعزيز المؤشرات الجغرافية.
وفي المنيا والفيوم، أدى المشروع إلى زيادة إنتاجية الأراضي والمياه من خلال إعادة تأهيل شبكة الري وممارسات إدارة النفايات. وأظهر المشروع أهمية النهج التشاركي حين يتعلق الأمر بتطوير الري وإدارة النفايات في الأراضي القديمة. في هاتين المحافظتين، أظهر المشروع أيضًا القيمة المضافة المتمثلة في إدخال تقنيات جديدة مخصصة وجيدة التكيف لمحاصيل البستنة عالية الغلة لأغراض التسويق. كما أظهر المشروع ككل أهمية مراعاة الجوانب المتعلقة بالجندر لتحقيق نتائج مستدامة ومؤثرة فيما يتعلق بالتنمية الريفية.
وبناءً على تجربة برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية، يمكن تكييف تلك الممارسات وتحسينها في المستقبل لتسهيل عملية الارتقاء ورفع المستوى من قبل المستفيدين النهائيين مما يؤدي إلى تأثير أكبر واستدامة أفضل.