لاحظنا في الآونة الأخيرة مسلسلات درامية كثيرة تحض علي الكره وعدم احترام الكبير, بل تحض علي الكره داخل الأسرة الواحدة وداخل العائلات, وعدم احترام الأم أو الأب في بعض الأحيان, فما الهدف من هذه الدراما؟ حتي إذ كانت موجودة بشكل بسيط داخل المجتمع المصري, فمثلا شاهدنا مسلسل البرنس, الذي خاض معركة شرسة لبث العنف والكره بين الأخوة, والتعامل بدون أي أخلاق, تعامل يسوده الحقد والغل وصولا إلي القتل والانتقام, شاهدنا مسلسل الطوفان, وكيف كان ينتظر الأبناء موت الأم, شاهدنا كيف تجمدت المشاعر, بدون أي رحمة ولا إنسانية وكل هذا من أجل المال, فأتساءل أيضا ما هدف هذا النوع من الدراما في المجتمع المصري؟ وأين الرقابة علي هذه المسلسلات التي تساعد علي انعدام الأخلاق داخل الأسر وبالطبع المجتمع المصري, فرأينا ما حدث مع الرجل المسن المعاق فهل وصلت الأخلاق إلي هذا الحد من التدني؟ وكيف لشاب في مقتبل عمره يسمح لنفسه أن يهين رجلا مسنا بهذا الشكل غير الأخلاقي أو أن يتنمر عليه. وليس فقط بل يقوم بإلقائه في المصرف والأعجب يقوم زميله بتصوير المشهد بكل بلاهة!! ودون أي مشاعر للخجل أو التأسف علي هذه الفعلة الشنعاء.
كيف وصلت الأخلاق إلي هذا الحد من التجاوز وعدم الاحترام, هل لم يتعلموا هؤلاء الشباب في يوم من الأيام كيف يتعاملون مع الأكبر سنا؟… وكيف يتعاملون مع الآخرين؟ وهل لم يقل لهم آباؤهم وأمهاتهم يوما ما احترم من أكبر منك سنا؟
هل ألوم الأب والأم علي عدم تربيتهم؟ أم ألوم الظروف التي تبدو واضحة؟ رغم قناعتي أنه مهما كانت الظروف سواء مادية أو اجتماعية التي يعيشها الفرد صعبة فهذا ليس بشرط أن يكون متدني أخلاقيا, فالظروف المادية لم تكن يوما من الأيام سببا في انعدام الأخلاق والمشاعر والإنسانية, فهنا أصر علي أن ألوم الأب والأم ومن قام بتربيته علي عدم تربيتهم!!!.
وألوم الإعلامالدراما المصرية بما تقدمه من مسلسلات وأفلام تبث العنف والكره, أليس بالأولي بث مسلسلات وبرامج وأفلام تفيد المجتمع وتبث روح المحبة والأخلاق الحميدة لبناء مجتمع نقي قوي يسوده الاحترام والقبول.