إذا كان المثل الدارج يقول أن الشراقوة عزموا القطر” .. فى إشارة إلى أروع الأمثلة التى ضربها أبناء الشرقية فى الجود والكرم، بعد أن عزموا ركاب أحد القطارات التى تعطلت أمام قرية أكياد بمركز فاقوس قبل أذان المغرب بأحد أيام شهر رمضان، ولكن هذا الأمر يتكرر يوميًا طوال فصل الصيف بقرية أبو ريش بمركز دراو شمال أسوان، حيث يحرص أبناء وأهالي القرية، على تقديم المساعدة لركاب قطارات الطوالى، أو قطارات الغلابة كما تعرف بهذه القرى، من خلال تقديم الماء البارد والمشروبات خلال فترة توقفه تلك القطارات فى هذه المنطقة.
يقول سيد إبراهيم مهندس زراعى من مدينة دراو، أن أبناء أسوان بشكل عام وأهالي قرية ابوريش بمركز دراو، على وجه الخصوص، يشتهرون دائماً بقيم النبل والشهامة فى إطعام العابرين للطرق والمسافرين عبر القطارات فى عادة طيبة يحافظون عليها، أملا فى الأجر والثواب على الرغم من قسوة الظروف الإجتماعية والإقتصادية.
وتابع أنه أثناء توقف ما يُسمى بقطارات الطوالى أو قطارات الغلابة على حد تعبير الأهالى أمام القرية، قبل دخوله محطة قطار مدينة دراو بنحو ثلاث دقائق لمرور القطار المكيف المنطلق من محطة أسوان فى تمام الساعة الثالثة ظهراً، وفي هذه المنطقة يخرج عدد كبير من الرجال والأطفال سكان المكان ليقدموا المساعدات لركاب قطار الغلابة والذى يتوقف يومياً فى المنطقة.
وأضاف ” الدكتور الحسن على خليفة”، أن الأهالى يبادرون بتقديم الماء البارد، لركاب هذه القطارات التي أصطحبها عبر عدد من زجاجات وأكواب المياه، والكلامن المبردة للمياه، لتقديمها للركاب الذين يعانون من العطش خلال فترة الظهيرة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة فى فصل الصيف بأسوان .