البعض قد يسأل كيف لدولة مثل تركيا تعتبر نفسها مؤخرا أنها دولة الوصاية علي العالم العربي بينما كل أفراد جيشها عقيدتهم أن لا دين ولكن يبدو أن النزعة الإخوانية والتي حاولت القيادة السياسية التركية مرارا وتكرارا أن تستقطب بعضا من الجنرالات داخل المؤسسة العسكرية التركية والتي استخدمت كثيرا من الأساليب في عهد رجب غول إما بالرشاوي أو بالقتل لكن لم تفلح تلك المحاولات لولا التخطيط الذي يدعم بالمال من قطر ويمد بالمعلومات والشخصيات التي لابد من اعتقالها من الجانب الإسرائيلي والتي وضعت كل ثقلها منذ أن تولي طيب رجب مقاليد العرش وبني قصر السلطة العثمانية وبين ليلة وضحاها كان الانقلاب عسكري المدبلج والتي استخدمت أصابعه من الوهلة الأولي قناة الجزيرة وبي بي سي في تصوير إعلامي وتمثيل مسرحي لما تناولته شاشات التلفزة والصحف العالمية حيث بدأ الانقلاب العسكري في الثامنة مساء وانتهي في الثانية صباحا ويبدو أن الواصي عليه في كل مراحل تطلعاته السياسية منذ أن بدأ كانت ثلاث دول في أوروبا والغرب والشرق الأوسط.
ومن هنا كانت الكسرة التي وجدها جيش من الجيوش القديمة في الاستعمار وإرهاب الدول وكانت سياسة هذا الجيش التركي أنهم أسياد الإمبراطوريات فجعلوا لأنفسهم محاريب وتماثيل تبين أنهم لا يتبعون أحدا من الساسة في تركيا وأنهم فصيل منفرد بإدارته ومصادر دخله وتغيير قادته ولكن يبدو أن آغا خان نسي تلك الحقبة من التاريخ واختصرها بالانقلاب المزعوم والذي جعل من هؤلاء القادة والجنرالات معتقلين وأضحوكة في الشوارع التركية يخلعون لهم الثياب ويضربونهم بالأحذية ويعتقلون عائلات بأكملهم ويسحلون القيادة في كل مكان.
ويبدو أن الناس استهانوا بقدرات الجيش التركي والذي عزل آغا خان معظم القادة العظام واستبدلهم بأهل الثقة فوضع خلوصي أكار الذي أراد من الوهلة الأولي تغيير معتقدات الجيش التركي من جيش مغلق علي نفسه إلي جيش مستأجر للقطريين وجيش ترسل ألويته وكتائبه إلي تدريب المرتزقة في سوريا والعراق واليمن وغزة وليبيا وجيش ينفذ أوامر لعقلية منفصلة لا تدرك بوادر الأمور فتارة نزاعات بحرية في المتوسط مع قبرص واليونان وفرنسا وتارة الدخول إلي الأراضي العراقية دون إذن ومهاجمة مواطنيها من الأكراد وتارة للتخبط مع الجيش الروسي في شمال سوريا وتارة لبيع السلاح للحوثيين وتارة لتدريب الإثيوبيين داخل معسكرات أديس أبابا وتارة لتدريب المرتزقة وإقامة قاعدة عسكرية في سواكن السودانية والصومال وأخيرا وليس آخرا تحويل المرتزقة السوريين إلي ليبيا وإرهاب أهلها وسرقة بترولها وأموالها علنا دون محاسب أو رقيب.
وظلت الاعتقالات واستخدام فرع داخل الجيش كي تكون قبضة آغا خان حديدية سماه العسس وهم ينتشرون بين القيادة ومكاتبهم وينتقلون الأخبار إلي الاستخبارات والتي تلقي تقريرها إلي الآغا كي يختار لهم المصير إما الاعتقال أو القتل.
ومن هنا ظهرت الشركة الأقوي تكتلا داخل صومعة الجيش الآغاخاني وهي حركة أحمر علماني والتي وضعت مبادئها علي تحرير الجيش من قبضة اعتقال أردوغان والسعي إلي عودة الاحترام لقيادات الجيش وتغيير نظام الاستبداد ودعم قدرات الجيش التركي كي يكون جيشا مدافعا عن مواطنيها وليس جيشا للسمسرة والمأجر لإرهاب الشعوب.
وبين لحظة وأخري تكبر شوكة حركة أحمر علماني وتنذر بإمساك الجيش بتركيا وترتيب أوراقها بعد انتهاء عهد إخوان آغا قريبا.. تعود تركيا وشعبها إلي شأنها لا شأن غيرها وإرهاب جيرانها.. وإلي تكملة قادمة.