المنتحر هو قاتل نفسه .. ونفسه ليست ملكه انما هى ملك الله – والله وحده بيده الحياه وبيده الموت. فكما لا تستطيع ان تهبانسانا الحياه فليس من حقك ان تحرم نفس—حتى ان كانت نفسك انت—من هذه النعمه.
إذا تأملنا بعض الافكار سنجد:
1) ان المنتحر اما ان يكون مريضا بالاكتئاب وهو مرض خارج عن السيطره – عندئذ لا ذنبا على هذا النوع من المنتحرين لانتفكيره غير ناضج وغير سوى ولذلك يعامل معامله الذى لا ادراك له – اما بسبب جهله الشخصى او الظروف المحيطه به اوالوراثه – او ما الى ذلك. فلا ذنب له ولا جريره . كفاقد العقل الذى لا مانع ان تصلى عليه الكنيسه عند وفاته.
2) هناك اناس يؤلهون انفسهم بمعنى انهم يظنون انهم يفهمون فى كل شئ – وليس هناك من يفكر فى العالم احسن منهم .. ويظنون انهم من حقهم اتخاذ قرارات هى لله وحده، مثل قرار انهاء الحياة او الانتحار. وهذا نوع من الجهل الروحى – اذ قالالجاهل فى قلبه ليس اله لانه هو الاله – هو خداع لشيطان الكبرياء الذى حينما يسيطر على انسان يظن انه يفهم حتى ولو عنطريق الاحتيال ..
انظروا اخيتوفل احد حكماء داود النبى ظن فى نفسه انه الاحكم وان قراراته وافكاره الشيطانيه لا تنزل الارض – وفعلا فالشيطانبحكمته يستطيع ان يزين لك الامور حتى لو كانت هلاك للاخرين – ولكن الله من محبته لاولاده يبدد هذه الحيل الشيطانيه عندئذيحزن حكماء الشيطان ولا يطيقون الحياه دون تنفيذ مشوراتهم الرديئه فينتحرون. هذا بالضبط ما حدث مع اخيتوفل اذ بدد اللهمشورته الشيطانيه من اجل انقاذ داود من الموت بيد ابنه ابشالوم. انتحر اخيتوفل بحكم كبريائه لانه لم يطيق الحياه دون تنفيذمشورته.
ولا ننسى يهوذا الخائن .. فهو اراد ان يجمع بين محبته للمال ومحبته لسيده ولكن يستحيل ان يجمع الانسان بين محبته للنوروالظلام فى قلب واحد .. واعلنها السيد المسيح صراحه لا يستطيع احد ان يعبد إلهين، اما الله واما المال. لكن يهوذا ظن انهبحكمته ( الشيطانيه ) يستطيع ان يحقق ما يريده رغم انه ضد اراده الله. كان يهوذا قوى الملاحظه، اذ لاحظ ان السيد المسيحيستطيع ان يجوز من ايدى الناس بسهوله .. فمرة ارادوا ان يتوجوه ملكا فجاز من وسطهم ومضى – ومرة ارادوا ان يقبضواعليه ليقتلونه فجاز من وسطهم ومضى .. لذلك انتهز الفرصه بان هناك ثلاثين من الفضه لمن يدل اين يوجد السيد المسيح .. فقالفى نفسه وهو يظن انه يفهم احسن من غيره من التلاميذ انه يمكنه ان يسلمه ( السيد المسيح ) لليهود وهو بطبيعته سهل جداًان يجوز من وسطهم ويمضى .. ويبقى ضرب عصفورين بحجر اذ حصل على المال وضحك على اليهود لذلك فى انجيل معلمنامرقس البشير يقول لمن سيقبضون على المسيح امسكوه ( بحرص ) يعنى انا سلمته لكم وعندما يجوز منكم ويمضى من وسطكمليس لكم الحق ان تسألونى اين يسوع لانه اختفى من بين ايدينا. لم يكن يعلم انه فى المرتين السابقين لم تكن ساعة المسيح قدجاءت ليتم المكتوب عنه فى الكتب المقدسه. ومع هذا حينما سأل السيد المسيح صالبيه من تطلبون قالوا يسوع الناصرى سقطواعلى وجوههم ولو كان يريد ان يهرب لم يكن هناك مانع، لكنه لهذا جاء ولذلك فهو سلم ذاته بارادته وسلطانه مردداً لى سلطان اناضعها ولى سلطان ان آخذها. مشكله يهوذا انه لما رأى ان وجهة نظره خابت وان هذا الامر يتعارض مع كبريائه – مضى حزيناًيائسا .. وقرر ان ينهى حياته بسبب الكبرياء.
هيرودس الملك بكبريائه لم يتخيل ان يكون هناك ملك لاسرائيل سواه .. ففكر وفكر وقرر ان يقتل جميع اطفال بيت لحم وبما لديهمن سلطان وجبروت قام بهذا العمل الدنئ – ولكن شاءت اراده الله ان تنقذ يسوع من جبروت هيرودس الذى حكم على نفسهبالابديه التعيسه وبئس المصير.
آخاب وزوجته الشريره ايزابيل .. جاءتهم فكره وهى كيف لنابوت اليزرعيلى ان يخالف امر آخاب وبحيله شيطانيه احتالواواخذوا الحقل بدون حق – ولكن هناك ضابط الكل الذى ارسل ايليا الى اخاب الملك قائلا له فى المكان الذى لحست الكلاب دمنابوت اليزرعيلى تلحس دماءك انت وزوجتك – وقد كان .
خطيه الكبرياء هى اساس خطيه الانتحار فهى—اى الكبرياء— تفقدك فضيله الرجاء، لان كبريائك لا يسمح لك ان تتذلل امام الله– وكيف تتضع وانت تؤله ذاتك كنبوخذ نصر فى سفر دانيال .
خطيه الكبرياء