أكد مسؤول سوداني وفرنسي على أن فيضانات النيل غير المسبوقة التي يشهدها السودان باتت تشكل تهديداً لمواقع أثرية يعود بعضها للقرن السادس قبل الميلاد.
قال حاتم النور مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان اليوم الثلاثاء إن الفيضانات العارمة التي يشهدها السودان حالياً تهدد موقعين يضمان أهرامات مروي ونوري الملكية وهما من أهم المواقع الأثرية في البلاد.
وأضاف حاتم النور إن الحمام الملكي في مروي، وهو حوض يمتلئ سنوياً خلال موسم فيضان النيل، معرض للخطر بسبب مستويات المياه غير المسبوقة، مضيفاً أن الفرق تعكف منذ أمس الاثنين على حماية الموقع من الغرق.
وقال النور إن المقابر الواقعة على عمق يتراوح بين سبعة وعشرة أمتار أسفل الأهرامات في مدينة نوري، التي تبعد 350 كيلومترا شمالي الخرطوم تضررت بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية.
وفي نفس الاتجاه ذهب مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو؛ إذ قال لوكالة فرانس برس الاثنين أنّ منطقة “البجراوية” الأثرية التي كانت في ما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهدّدة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي. وقال عالم الآثار الفرنسي إنّ مفتّشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس معبّأة بالرمال واستخدام المضخّات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.
وبحسب خبير الآثار الفرنسي فإنّه “لم يسبق أبداً للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل”. وإذ أكّد مايو أنّ “الوضع حالياً تحت السيطرة” حذّر من أنّه “إذا استمرّ ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتّخذة كافية”. وأضاف أنّ مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل
وأعلن مجلس الأمن والدفاع بالسودان منذ يومين حالة الطوارئ بعموم البلاد بعد وفاة نحو 100 شخص وانهيار أكثر من 100 ألف منزل جراء الفيضانات والأمطار التي فاقت معدلاتها الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1988 و 1946.
أعلن مجلس الأمن والدفاع في السودان حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر بحسب ما نشرت وزارة الداخلية السودانية .