أرجو من القارئ العزيز أن يتابع معي في عدة مقالات تبدأ هذا الأسبوع ولمدة ثلاثة أسابيع قادمة ما عانيناه من الجماعة الإرهابية التي التحفت بعباية الدين الإسلامي الحنيف وأصابت مصر في صميم هويتها الوطنية, ولعل في تلك السلسلة من المقالات سوف نعيد لذاكرة القارئ وكل مصري ما تم علي يد هذه الجماعة موثقة تاريخيا في ذاكرة الأمة, حتي لا ننسي!! نحن جموع الأقباط المصريين مسلمين ومسيحيين نمتنع عن الاعتراف بأية طائفة سياسية- تأخذ أحد العنصرين للأمة (كدين) شعار أو علم!!
ولم أر ولم أسمع ولم أقرأ في التاريخ القديم أو المعاصر بأن الأمة قد فوضت بعضا من عنصريها لحمل لواء الدين والعمل به في ملعب السياسة والذي هو ملعب يباح فيه الكذب والنفاق والغاية التي تبررها الوسيلة كلها أشياء ضد كامل الخلق وضد علاقة الإنسان بربه وضد فطرة الدين ونقائه وصفاء العلاقة بين العبد والرب سواء في المسجد أو الكنيسة!
ولعل تورط بعض الجماعات وأهمها تنظيم الإخوان المسلمين منذ نشأته بمدينة الإسماعيلية عام 1928 كجمعية دينية تحض علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعلنت نشاطها في البداية بالوعظ الديني وإقامة الزوايا والمساجد والمدارس علي يد الأستاذ حسن البنا (المرشد العام للجماعة).
ثم تورط هذا التنظيم من خلال (فريق الجوالة) وهم مليشيا عسكرية أنشئت في هذا الزمن تحت لواء الدفاع عن فلسطين في حوادث سنة 1946 وسنة 1947 وسنة 1948 حتي تورطهم في قتل محمود فهمي النقراشي باشا ببهو مبني وزارة الداخلية صباح يوم الثلاثاء 1948/12/28 أثر إصدار قرار حل الجماعة في 10/28/.1948
ومنذ هذا التاريخ وهذه الجماعة في حوار ومعارك سياسية مع النظم الحاكمة في مصر وكانت دائما مستخدمة كل الوسائل للوصول إلي أهدافها السياسية سواء في النقابات أو الأندية أو المجالس المحلية أو الشعبية حتي أعلي التنظيمات الوطنية أهمية وهي مجلس الشعب ومجلس الشوري!!
وذلك من خلال تنظيم سياسي يعمل من خلال خلايا مترابطة وبالقطع الدين هو شعارهم وهي العباءة التي يلتفون بها في مجتمع افتقد لكثير من الخدمات المباشرة التي عجزت عنها مختلف القوي السياسية الأخري!!
ومما يؤكد أن جموع المصريين وأغلبيتهم يمتنعون عن الاقتناع بهذه التنظيمات السياسية هو مظاهر الرفض والفزع الذي انتاب المصريين خلال حوادث بعينها نذكر أهمها:ـ
حادث قطار الإسكندرية 1976/8/14 ـ تفجير عبوة ناسفة أسفر عن قتل وجرح عدد كبير من المواطنين ـ وحوكم المتهمون في القضية رقم 3 لسنة 1976, واختطاف طائرة مصرية متجهة للأقصر وحوكم فيها المتهمون في القضية رقم 6 لسنة 1976, تفجير عبوة ناسفة في الدور الخامس بمجمع التحرير في 1976/8/15 وحوكم فيها المتهمون في القضية رقم 8 لسنة 1976, جماعة الجهاد ومهاجمتهم للكلية الفنية العسكرية في 1974/4/18, جماعة التكفير والهجرة وخطفهم للشيخ الذهبي وقتله في 1977/6/15, جماعة الجهاد ـ واغتيال الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1973, جماعة الجهاد واغتيال ضباط وجنود الشرطة في أسيوط ومحاكمتهم في القضية رقم 62 لسنة 1982, محاولة اغتيال الرئيس محمد حسني مبارك في أديس أبابا في 1995/6/26, محاولة اغتيال المرحوم الدكتور عاطف صدقي ـ رئيس الوزراء في 1993/11/23, محاولة اغتيال الأستاذ صفوت الشريف ـ وزير الإعلام وحوكموا في القضية رقم 11 لسنة 1993, محاولات الأغتيال للصحفي مكرم محمد أحمد, الكاتب الكبير المرحوم نجيب محفوظ واغتيال الكاتب فرج فودة, محاولات اغتيال وزراء الداخلية اللواء المرحوم. حسن أبو باشا في 1976 والمرحوم زكي بدر 1990 واللواء نبوي أسماعيل 1991 والمرحوم اللواء عبدالحليم موسي 1992 واللواء حسن الألفي في 1992, محاولات ضرب السياحة خلال عام 1993 في البواخر والأتوبيسات السياحية في التحرير, نسف الأتوبيس السياحي بميدان التحرير في 1997/10/18, حادث معبد حتشبسوت وقتل السياح الأجانب يوم 1997/11/17 وقتلوا المهاجمين جميعا في ذات المكان, ثم تفجير السفارة المصرية في باكستان 1995, اغتيال الدبلوماسي المصري علاء نظمي بالسفارة المصرية في جنيف 1995, تفجيرات طابا وشرم الشيخ 2004 والتي تسببت بجانب قتل عشرات الأبرياء وإغلاق أبواب رزق ملايين من المصريين.
وحتي فورة شباب مصر يوم 25 يناير 2011, وانتفاضة شعب مصر ضد النظام حكم شاخ في موقعه إلي أن جاءت الفرصة لتلك الجماعة لكي تستولي علي مقاليد الأمور ويتطور الأمر إلي أن استطاعت أن تتولي مقاليد حكم مصر بعد أن أفرزت كل مفاهيمها واستدعت كل عناصرها من الخارج ومن السجون المصرية لكي تسود حالة السواد الأعظم في حياة المصريين حتي يوم 30 يونيو .2013
وعلي سبيل الذكر وليس الحصر تم رصد هذه الأحداث في مقالي للتدليل علي أن العباءة الإسلامية كانت هي الشعار وراء كل هذه الجرائم والتي كانت ضد شعب مصر كله وليس فئة دون أخري ضد أقباط مصر كلهم (مسلمين ومسيحيين) ـ لذا رفض الشعب المصري هذه العباءة ـ ورفض الإسلام السياسي ـ وسيظل يرفضه ـ ومطلوب من جميع القوي السياسية في الوطن أن تصطف أمام الإسلام السياسي!!
فالإسلام دين الله الحنيف وهو عقيدة المسلم وعنوان سلوكه وتعامله مع الغير ومع عنصر الأمة الآخر مؤمنين بما جاء في كتاب الله, ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن صدق الله العظيم وحديث الرسول العظيم استوصوا بالقبط خيرا فإن لكم فيهم نسبا وصهرا صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.. وللحديث بقية….