فاجأتنا الصحف العالمية وعلى رأسها صحيفة TIME بسؤال غريب: هل الشوفان فعلا وجبة صحية؟ لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الشوفان للتساؤل ، فقبلها بشهر تساءلت الدوريات العلمية Clinic Cleveland هل الشوفان هو الإختيار الصحى لك ؟؟
عن هذا يجيب دكتور محمود سمير استشاري الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة قائلا: تربع الشوفان على قمة تجارة المنتجات الصحية ومنتجات الرشاقة لسنوات طويلة ، وتم تصويره على أنه حارق للدهون وأيقونة الرشاقة والصحة، بالفعل يعتبر الشوفان من الأغذية الصحية ، ولكن هل يستحق كل هذه الضجة العالمية؟
ويشير دكتور محمود سمير إلى أن الدراسة التي أجريت على الشوفان عام ٢٠١٦ ونشرت فى مجلة Preventive and Clinical of JournalCardiolog ، أعلنت أن دقيق الشوفان يحتوي على نشويات عالية فى مؤشر عامل التسكير Index Glycemic ( أى أنه من الممكن أن يتسبب فى إرتفاع نسبة السكر فى الدم خلال ساعة ) ، مما يترتب عليه ارتفاع في هرمون الأنسولين فى الدم، وبالتالى إرتفاع معدلات تخزين النشويات فى صورة دهون. ولكن بمقارنة الشوفان بأقرانه من النشويات الموجودة في أنظمتنا الغذائية ، تبين أن الشوفان فى صورته المستخدمة فى تصنيع الأغذية له مؤشر تسكير (Index Glycemic )أعلى من الخبز
الأسمر ، خبز الحبوب الكاملة، وخبز الشعير، وأيضاً أعلى من المعكرونة المصنعة من دقيق السيمولينا.
ويوضح دكتور محمود سمير أن الشوفان تم التسويق له على أنه الحل السحرى للجوع وللشعور بالشبع نظرا لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف، ولكنه عاد الشوفان ليخسر المقارنة أمام البقوليات وعلى رأسها الفول، الذى يعتبر وجبة الإفطار المفضلة لدى المصريين.ولنكون منصفين، فإن الحبوب الساخنة تجعل وجبة الإفطار سهلة جدا، و بالفعل الشوفان يعتبر غذاء صحي عالي الألياف، ولكن هل يستحق الأمر التضحية بعادات الإفطار المعتمدة على البروتينات الحيوانية كالبيض والأجبان، و البروتينات النباتية كالفول والطعمية، وما يصاحبه من خضروات طازجة لنستبدلها بالشوفان، فهذا الأمر يعتبر خسارة كبيرة .
ويستطرد دكتور محمود سمير قائلا : بعد معالجة الشوفان وتصنيعه في عبوات مع
العديد من النكهات والمواد الحافظة، و استخدام السكر أو العسل لتحليته أو إضافة الفاكهة له سيتسبب في ارتفاع محتواه من السعرات الحرارية والسكريات بشكل غير طبيعى. وفي واقع الأمر، الشوفان غني بالألياف الهامة للصحة العامة وصحة الجهاز الهضمي و القلب والوقاية من
إرتفاع الكوليسترول والدهون بالدم. ولكن هو يتشابه مع العديد من الأطعمة الأخرى فى هذه القيمة الغذائية ، بل يتفوق عليه فيها البقوليات و الكثير من الخضروات والفواكه، وبالطبع هذه الأطعمة أقل من الشوفان في التكلفة.
و يستطرد أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية و الإكلينيكية – جامعة ستانفورد قائلاً : في الحقيقة كان الشوفان عامل هام للاعبي ”كمال الأجسام” لأنه يعتبر وجبة غذائية مرتفعة للغاية بالسعرات الحرارية ولا تؤدي إلى الشعور بالشبع مثل ”بدائلة من فصيلة النشويات” و من هنا كان هدف استخدام الشوفان كوجبة رئيسية عند الاستيقاظ من النوم مع اللبن و العسل و مكمل ال whey protein للاعب كمال الاجسام أمر مستحب ، وهذا طبيعي للاعب يقضي أغلب يومه في التدريب الشاق جدا و يتناول ٦-٧ وجبات يوميا حتى يفي بما يحتاجه جسمه من العناصر الغذائية ، فنبحث له عن بديل لا يشبعه كثيراً ، ويستطيع جسمه أن يأخذ منه نفس المحتوي الغذائي و خصوصا من النشويات ولا يسبب له شعور بالشبع و الامتلاء فكان إختيار الشوفان هو الحل الأمثل حتى يستطيع أن يكمل باقي وجباته السبعة.وبالتالي كانت الاختيارات في الإفطار لكمال الأجسام تجعلنا نذهب إلى الشوفان بديل عن الخبز البلدي ، لان ٤ معالق شوفان مع ملعقة كبيرة من العسل = رغيف بلدي كامل مشبع .
ويكشف أبانوب ألبرت عن أن تطور أسلوب الرياضة عبر السنوات الماضية و إهتمام الناس بصالات الچيم و بحثهم عن شكل العضلات المفتولة جعلهم يتساءلون عن طريقة الطعام و النوعيات التي يستعملها أبطال و لاعبي كمال الأجسام، فاكتشفنا أهمية بعض المنتجات على رأسها الشوفان و زيت الزيتون وزبدة فول السوداني ، و لم يعلم من بحث عن تلك المنتجات إننا نستعملها في الأساس لزيادة الوزن بشكل أسرع !! لأن كمية بسيطة منها تساوي سعرات حرارية مرتفعة و هذا هو المطلوب مع تغذية الرياضيين ، أصغر وجبة ممكنة و أعلي قيمة غذائية .
وحول تساؤل كثير من الناس عن، هل من الأفضل استعمال الشوفان بديل للخبز المصري !؟ أو لا نستعمله بهدف فقد الوزن !؟ يجيب أبانوب ألبرت قائلاً: في الحقيقة أن الإجابة جزء منها لخصها الدكتور محمود سمير ، و لكن الجزء الآخر هو أنه من الممكن تناول أي وجبة غذائية في مرحلة إنقاص الوزن “شرط أن يكون حساب سعراتها الغذائية بشكل صحيح” ، وذلك يعني أن أي شخص يمكنه أن يأكل شوكولاتة في الدايت الخاص به و يفقد الدهون ، وأن يأكل شوفان و يكتسب جسمة المزيد من الدهون !! و العكس صحيح و ذلك يعتمد على الكمية المأكولة و ليس النوعية فقط بالرغم من أهميتها .
ويؤكد أبانوب ألبرت على أننا نفضل دائما أن يكون البرنامج الغذائي خاصة لمرضى السمنة يحتوي على وجبات مشبعة أكثر ، لأن مرضي السمنة دائما يكونوا في حالة فقد للسعرات الحرارية و ذلك يؤدي إلي شعورهم المتزايد بالجوع ، لهذا نلجأ إلى البقوليات و علي رأسها الفول ، لانه غني بالبروتينات و الألياف، و أيضاً النشويات مما يؤدي إلي الشعور بالشبع لفترات أطول و سعراته الحرارية أقل بكثير من غيره من بدائل النشويات . في النهاية عزيزي القارئ تخسيس الجسم له أسس علمية بحتة ، من الضروري استشارة أخصائي التغذية قبل البدء في عمل خطة غذائية لنفسك ، لأنك قد يخفي عنك حساب البروتينات والدهون و النشويات و السوائل و الفيتامينات و الأملاح المعدنية المناسبة لجسمك و حالتك الصحية بشكل صحيح، و يذهب الأمر بك لأضرار تكون في غنى عنها ، حساب السعرات الحرارية وحده ، لا يكفي حتى تفقد الدهون بصحة جيدة، وهناك الكثير من الأضرار في حالة فقد الوزن بطريقة خاطئة، لذلك دائما أطلع الطبيب الخاص بك و استشيره في وضع الخطة الغذائية المناسبة لك حتى تكون دائما بصحة رائعة .
ومن الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية والرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية و شركة ايجى فارما، والدكتور محمود سمير استشاري الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة ومحاضر دولي في التغذية الإكلينيكية أطلقا مبادرة صحية تقع تحت عنوان ” طبيب العائلة ” وذلك تضامنا مع المبادرات الصحية العديدة التى أطلقها السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للإهتمام بصحة المصريين و إيمانا باتجاه الدولة العام بملف الصحة، توعية الشعب المصري بل والعربي وكل من يقرأها، وذلك حتى يعود بالنفع على صحة العائلة .