هذه الستة يبغضها الرب, وسبعة هي مكرهة نفسه: عيون متعالية, لسان كاذب, أيد سافكة دما بريئا, قلب ينشئ أفكارا رديئة, أرجل سريعة الجريان إلي السوء, شاهد زور يفوه بالأكاذيب, وزارع خصومات بين إخوة
(أمثال6:16-19)
أرجل سريعة الجريان إلي السوء
لقد وهبنا الله عطايا كثيرة, ومن بين هذه العطايا الجسد, وأعضاء الجسد أعطاها الله لنا لكي ما نمجده في كل عمل صالح, ولكن الغريب أن الإنسان يستخدمها في صنع خطايا كثيرة.
فجسدنا مثلا لم يخلقه الله للشر, بل نلاحظ أن الله بعد أن خلق الإنسان ورأي الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا (تك1:31). ولكن الخطية جعلت الإنسان يسلك سلوكا آخر.
يقول معلمنا بولس الرسول: أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم, الذي لكم من الله, وأنكم لستم لأنفسكم (1كو6:19), وفي رسالته إلي أهل رومية يقول: تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة (رو12:1).
فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله (1كو6:20).
كيف تكون لنا الأرجل المقدسة؟
الكاهن يدهن الطفل بالميرون علي أرجله 12 رشما:
+ الرجل اليمني (6 رشومات) ويقول: كمال نعمة الروح القدس, ودرع الإيمان والحق. آمين.
+ الرجل اليسري (6 رشومات) ويقول: أدهنك يا (فلان) بدهن مقدس باسم الآب والابن والروح القدس.. آمين, وكأن الكاهن يقول: يارب قدس طريقه.
ولكي يكون طريقك مقدسا ورجليك مقدستين, ليكن لك المسيح قدوة ومثالا.
يقول لنا القديس بطرس الرسول: فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا, تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته (1بط2:21).
علينا أن نلاحظ خطوات وآثار قدمي المسيح حتي نسير علي هداه ونسير خلفه بالآتي:
1- إنكار الذات:
قال السيد المسيح لتلاميذه: إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني (مت16:24) الذي يحب ذاته بطريقة خاطئة, يحب أن يكبر أكثر من غيره, وأمام ذلك لا مانع من أن يصطدم بغيره وتكون له الخطوات والأرجل السريعة نحو الشر ليصل إلي ما يريده, وقد لا يسمح لغيره بفرصة حتي لا ينال شيئا, وتقوده ذاته إلي خصومات وربما إلي معارك.
ولكي تنكر ذاتك ضع المسيح مثالا لك, الذي يقول عنه الكتاب: أخلي نفسه, آخذا صورة عبد, صائرا في شبه الناس (في 2:7).
فعاش فقيرا بلا وظيفة رسمية في المجتمع, وتنازل عن كرامته, وصلب عنا وأحصي مع أثمة (إش53) ووقف كمذنب لكي نتبرر.
ولذلك إن أردت أن تنكر ذاتك اصلب الجسد مع الشهوات, امنعها عن متع هذا العالم.
اجتهد بأن تحمل صليب الجهاد في حياة الفضيلة, بالالتزام في حياة الطهارة, بالشجاعة في قول الصدق, بالتعب في الخدمة.
احتمل الظلم والاضطهاد, عش حياة البذل من أجل الآخرين, فهذا صليب أيضا.
2- صنع الخير:
لقد ظل السيد المسيح ثلاث سنوات وبضعة أشهر لا ينقطع نهارا وليلا عن التجوال في كل أنحاء فلسطين يعلم الناس ويصنع لهم المعجزات أفرادا وجماعات, فما طرق مكانا إلا وملأه بتعاليمه ومعجزاته.
لقد قال بطرس الرسول عنه: جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس, لأن الله كان معه (أع10:38). كان الرب يسوع يفتقد ويجول يصنع خيرا ويشفي كل مرض وكل سقم في الشعب.
+ هل لك خطوات في الافتقاد..؟
القديس يعقوب الرسول يقول: الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامي والأرامل في ضيقتهم, وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم (يع1:27).
- اجعل رجليك سريعتا الجريان للخير بكل صورة ممكنة.
- ضع أمامك عبارة بولس الرسول: ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام, المبشرين بالخيرات (رو10:15).
- الافتقاد هو تعبير عن الحب, تشعر من تفتقده بالحب لتكسبه للمسيح, من خلاله تتعرف علي احتياجات من تفتقده:
+ قد يكون في احتياج روحي فتجذبه للمسيح.
+ قد يكون في احتياج عقيدي فتصحح له مفاهيم عقيدية.
+ قد يكون في احتياج مادي أو عاطفي, فتشعره أن هناك إنسانا يسنده.
3- السلوك الروحي:
وإنما أقول: اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد, وهذان يقاوم أحدهما الآخر, حتي تفعلون ما لا تريدون.. وأعمال الجسد ظاهرة, التي هي: زني عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر, … وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام, طول أناة لطف صلاح, إيمان وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. إن كنا نعيش بالروح, فلنسلك أيضا بحسب الروح (غلا5:16-25).
السلوك بالروح هو أن يخضع الإنسان لروح الله (الروح القدس). وأيضا هو عدم الجري وراء الشهوات الجسدية الشريرة.
والروح تسعي للمشي في طريق الله, ولكن يعطلها تعلق الجسد بالشهوات, والذين ينقادون بالروح القدس تنطفئ فيهم كل رغبة شهوانية شريرة.
الإنسان الذي يخضع لروح الله تثمر حياته فضائل بعمل الروح القدس.