بالولع الفرنسي المعروف للبنان هرع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة بيروت بعد انفجار المرفأ المروع والذي يتزامن مع أقسي أزمة اقتصادية مالية تضرب لبنان علي امتداد تاريخه.
قالوا.. في المرة الأولي وبعد أيام من انفجار المرفأ دخل ماكرون بيروت من الأحياء المنكوبة والمرفأ المدمر.
وفي المرة الثانية بدأ الزيارة بفيروز الشخصية التي يتوحد معها اللبنانيون دون سواها بامتداد نصف قرن.
تحفظ ماكرون كثيرا بشأن الزيارة وما دار بينه وبين أيقونة الغناء العربي طيلة ساعة وربع الساعة.
قال.. كنت أشعر بالرهبة وأنا أمام السحر الذي تتمتع به, وهذا الوضوح السياسي.. واعتقد أنها تحمل بشكل ما جزءا من لبنان الحلم.. وصوتها الذي رافقته كل الأجيال لايزال مهما.. لقد تحدثنا وأيضا صمتنا.
وكم كانت سعادتها وأنا أقلدها وسام جوقة الشرف أرفع وسام في فرنسا.
عندما سئل ماكرون عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها لبيروت, وهي الأغنية التي كانت تبثها معظم القنوات اللبنانية المحلية أثناء عرض صور الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي والذي أودي بحياة نحو 200 شخص ودمر أحياء بأكملها وتسبب في تشريد 250 ألف شخص وهدم مؤسسات ومئات البيوت.
تربط فيروز بالفرنسيين علاقة صداقة وثيقة توطدت سنة 1975 بظهورها علي شاشة التليفزيون الفرنسي, وطرحت أغنية بيروت قبل أن يدخل لبنان أتون الحرب الأهلية التي استمرت من 1975 حتي 1990, اتخذت العلاقة شكلا أعمق عندما شدت فوق مسرح الأولمبيا بباريس عام 1979 بأغنية باريس يا زهرة الحرية.. يا دهب التاريخ, ثم أتبعتها بأغنيات وطنية وقت أن كانت الحرب الأهلية علي أشدها فغنت يا هوي بيروت,,وردني إلي بلادي.
أروع ما فيالأيقونة الفيروزيةأنها رسمت بصوتها وبالكلمات والقصائد التي غنتها حدود لبنان الذي تحبه.
غنت للبنان ولأشقائه العرب دون أن تدخل في جهارات التبعية والإسفاف علي حد تعبير النقاد والسياسيين.
أبت فيروز أن تكون ذات موقف سياسي فصارت قبلة كل الفرقاء اللبنانيين.
وفي هذه الآونة التي يعيشها لبنان في ظل أزمة سياسية اقتصادية طاحنة أججها انفجار المرفأ. ووسط تداعيات جائحة كورونا والشعور باليأس والإحباط من الغد, مثلت فيروز لدي كل اللبنانيين علي اختلاف مشاربهم الأمل وأن ضياع الوطن مستحيل.
يحلم ماكرون أن توحد فيروز الأطياف السياسية في لبنان بجهود فرنسية, فهل تستطيعجسر القمر الفيروزي أن يصل ماقطعته حبال السياسة في لبنان؟!