عندما عرفنا قصة كفاح طالبتي الثانوية العامة “سماح هاني ” “وآية حسين” اللتان تفوقتا في الثانوية العامة بمجاميع ب98℅ و99.5/℅
لم يستوقفنا تفوقهما بقدر مااستوقفنا كفاحهما رغم الظروف الاسريةوالاقتصادية الصعبة التى كان من الممكن أن تكون معطلة ليس فقط عن التفوق وانما عن مجرد
النجاح .
وفي استقراء لحالة الطالبتين المتفوقتين لاستخراج الدروس
المستفادة نجد الام هي التي تعول اسرتها اما نتيجة الطلاق او نتيجة مرضالزوج وفي كلتا الحالتين لم
نجد الام تستسهل ولا تتواني في
تربيةوتعليم الابنة بل كافحت
وعملت رغم ضعف الامكانيات وربما
انعدام المؤهلات وانشغالها بالعمل سواء في الغيط تجمع البصل او علي رصيف تبيع الاحذية..
كل ام لم تفكر أن تحرم ابنتها من التعليم ولا أن تكتفي
بتعليم متوسط لابنة يتضح تفوقها
وطموحها و لم تفكر في أن تتزوج
الابنة مبكرا لترتاح هي من المسئولية بل ثابرت الام علي عملها
البسيط المستطاعلتوفر لابنتها نفقات التعليم من الابتدائى الي
الاعدادي والثانوي …
ورغم ان كلا الطالبتين في مدارس حكوميه مفترض انها بلا مصروفاتوبمجرد رسوم بسيطةالا أن الواقع المرير مختلف والدروس الخصوصيةهي المدرسة الحقيقية علي ارض الواقع حتي هذه اللحظة !! ونفقاتالتعليم تقسم ظهر الامهات!!
ولكن التعب والشقاء لم يضيع هباء لان البذور جيدة ومروية حبا
واهتماما .
“سماح” و”آية” لم يستهويهما الاهتمام بالمظهر و الملابس وموديلالموبايل امام الزميلات بل كافحتا علي كل
الاصعدة مستميتات فياستذكار الدروس ..ومساعدة الام الغلبانة في اعمال المنزل والاكثرمنذلك
مشاركة الام ومساعدتها في عملها سواء من تقوم بجمع البصل اوبيع الاحذية علي الرصيف…
مانستقرئه ايضا في تلك الحالتين كيف ربت الام البنت علي عزة
النفس والكرامة والثقة بالنفس الذي جاءت نتيجته تفوقا مع بر بالام وعرفانبتضحيته بل والافتخار بها.
وأشدد علي ذلك لان بعض الاهالي يكادوا يشعرون أبنائهم بالتعيير لمابذلوه من اجلهم فيشعر الابناء بصغر النفس وسط زملائهم مما يدمرهمنفسيا حتي لو استطاعوا أن يحققوا النجاح .
ثم نأتي لما مافعله الدكتور عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية
باعلانه استعداد الجامعة تقديم منحتين دراسيتين
كاملتينللطالبتين “سماح هانى” للدراسة فى بكلية الاقتصاد والعلومالسياسية ، والطالبة ” آية حسني” للدراسة بكلية الطب وماناله تقدير من المجتمع ومن المجلس القومي للمرأة
واثلج صدر الامهات اللائى احني مصاريف تعليم البنات ظهورهن ولميعدن قادرات علي مصروفات اعلي
في الجامعة خاصة اذا كانت كلية
مثل كلية الطب او كلية اقتصاد وعلوم سياسية …كل هذا ونحن
نتكلمعن تعليم اصله مجاني لكن واقعه مختلف ايضا!!!!
ولكن مانود أن نقوله أن الجامعات لابد أن تضع سياسة ثابتة للطلبةالمتفوقين خاصة اوائل دفعاتهم وتقدم لهم تلك المنح الدراسية الكاملةفهناك من الطلبة المتفوقين الاوائل ايضا وفي ظروف صعبة !! ربما لم يتناولهم الاعلام .
…وان كنت لازلت متعجبة من أن تقدم جامعة حكومية منحة دراسيةيفترض انها اصلا مجانية!!! ..انها مفارقات الزمن العجيب!!
ولان الشئ بالشئ يذكر يحضرني
مافعله سيادة الرئيسالسيسي مع
السيدة المسنة المريضة التى
صادفته في موكب ما تشكوله أنها
لاتجد مستشفي تقبلها وهي مريضة سكر وضغط وقلبولاتستطيع سد تكاليف العلاج الموجود بالروشتة التى امسكتها بيدهامقدماها لسيادته.. واذا بسيادته يأمر بان تقدم لها كافة الخدماتالطبيه التى
تحتاجها ….و أن كانت هذه اللفتة
انسانية لامحالة..ولكنها تستدعي في ذاكرتنا عشرات الالاف من السيدات الفقيراتالمريضات المسنات
قليلات الحيله في مواجهة روتين لايعرفن دهاليزهللوصول الي
مستشفى تعالجهن..
وقطعا لم يتمكن من لقاء الرئيسلكنهن يحتجن
لسياسات موضوعة ومنفذة تحل مشاكلهن .
والخلاصة أن الحلول الفردية لاتغني عن سياسات عامة تحول دون
تسول الحقوق او انتزاع الامتيازات او الاستثناءات.