كورونا يتراجع ولا يجب التهاون مع الموجة الثانية.. هكذا أعلنت منظمة الصحة العالمية وحذرت فمن يدري ربما تكون الموجة الثانية أشد وأقسي.
في أوروبا وأمريكا اللاتينية بدأت الحكومات تتنبه لإعلان المنظمة الدولية, فعندما استهانت في الموجة الأولي أصيبت في مقتل بالأرواح والاقتصاد.
من أبسط وأهم الاحتياطات التي اتخذت في عشرات المدن والمناطق هناك ارتداء الكمامة وبعقوبات في حالة التراخي.
هناك مناطق ومدن وأحياء توصف بـ موطن وباء وتعامل بحرص شديد خوفا من عودة الفيروس.
في مصر بدا التراخي واضحا برغم تصريحات رئيس الحكومة ووزارة الصحة ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية بشأن كورونا. فقلما تصادف هذه الأونة رجلا أو امرأة بكمامة وكأن الفيروس ذهب مع أدراج الريح بلا عودة!.
سلوك مخجل يحمل في طياته قدرا من التناقض, ففي الشارع أصبح من النادر أن نشاهد أحدا والكمامة تزين وجهه. والملتزمون قليلون وهم من فئة كبار السن وشريحة هينة من الشباب والفتيات.
حتي المترو حيث كثافة الركاب والتقارب الاجتماعي فلا مبالغة إن وصف المشهد بالاستهتار والاستهانة, والمدهش أنه حتي الأمن لايراجع الركاب عند المداخل من حيث الالتزام بارتداء الكمامة!
من واقع مشاهدات ميدانية داخل عربة المترو يرتدي الكمامة كالتزام صحي واجب حوالي نصف الركاب! ومعظم المخالفين من الشباب ممن لايعانون مشاكل في التنفس وذلك في تنافض بالغ بالمقارنة بكبار السن, وقد يرتديها البعض مدلاة علي الرقبة!
مشهد التناقض الحقيقي والمخجل أن الإذاعة الداخلية بالمترو تعلن طوال الوقت بصورة متكررة من خلال شريط تسجيل أنهلاتهاون مع لايرتدي الكمامة.. ولن يسمح بدخول المرفق دون كمامة!!
صحيح مرت الموجة الأولي لوباء كورونا بأقل خسائر ممكنة في ظل إجراءات الحكومة المشددة والجهود الجبارة لوزارتي الصحة والبحث العلمي, لكن الخوف مازال جاثما, فالفيروس مجهول الهوية لايقدر أحد أن يتنبأ بشأن قوته ومدي تأثيره مع الموجة الثانية, فلماذا لايقود الإجراءات المشددة من جديد, فلا المواطن ولا الحكومة قادران علي الصمود أمام شراسة الفيروس حال انتشاره لاقدر الله.
كورونا فيروس لم يستدل حتي اليوم علي لقاع شاف له ولا يستطيع أحد تحديد مساره, فلماذا التراخي المخجل؟!.
ألا يتوجب علي الحكومة أن تشدد من إجراءات الوقاية من كورونا باعادة إلزام المواطنين بالإجراءات الاحتياطية وأولها وأبسطها ارتداء الكمامة, ومن لايلتزم فالقانون رادع؟!