فتح نظام الدمج بالتعليم، الباب أمام العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة للالتحاق بالجامعات بعد اجتياز الثانوية العامة ضمن نظام الدمج، ولقد أتيحت الفرصة ولأول مرة فى عام 2016 للطلاب أصحاب متلازمة داون أن يلتحقوا بالجامعات مثل أقرانهم، وهو الأمر الذى لم يكن متاحا لهم من قبل.. مريم نعيم من الأشخاص أصحاب متلازمة داون ستلتحق العام الدراسى القادم بالصف الرابع بكلية الآداب بجامعة حلوان تميزت خلال سنوات الجامعة الثلاثة الماضية واستطاعت أن تجتاز الامتحانات ضمن نظام الدمج بالكلية و تخطت العديد من العقبات ..وبدأت مريم منذ عدة أيام التدريب و العمل مع شركة network international Egypt
فلقد أتيحت لها الفرصة للعمل معهم من خلال الإنترنت خلال الفترة الحالية بسبب جائحة فيروس كورونا … تجربة ملهمة للكثيرين ممن تواجههم تحديات و يعتقدون أنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان ….تفاصيل كثيرة عن مريم و تجربتها بالدمج فى التعليم و بداية العمل منذ مطلع سبتمبر الجاري نتعرف عليها فى السطور التالية:
المهندسة سناء منير والدة مريم نعيم ، قالت: “مريم ابنتى من أصحاب متلازمة داون و منذ سنوات عمرها الأولى و نحن نهتم بتدريبها وتأهيلها استعدادا للدمج بالمدرسة ، مريم عمرها حاليا 22 سنة ، وطالبة بكلية الآداب قسم مكتبات بجامعة حلوان بنظام الدمج، وهي بطلة رياضية في ألعاب رياضية مختلفة ومثلت مصر في مؤتمر الشباب للأولمبياد الخاص-2018 وحصلت على بطولة إقليمية 2014 والبطولة العالمية 2019 بأبوظبي شهر مارس الجاري.وهي طالبة بالمعهد العالي لفنون الباليه الصف الرابع القسم الحر .وتقوم بعروض مسرحية مختلفة في مسرح الشمس التابع لوزارة الثقافة.”
وأضافت المهندسة سناء قائلة:” فيما يتعلق بالدمج لأبنائنا من خبرتي تعد تجربة ناجحة تماما لأنها يتم من خلالها أمرين لا يقل أحدهما أهمية عن الأخر،وهم: تحسين أداء أولادنا في تواجدهم بحياة طبيعية تماما، والآخر زيادة الوعي المجتمعي بكيفية التعامل معهم ، وأتمنى في المرحلة القادمة أن يتم النهوض بمن لن يتمكن من الإلتحاق بالدمج التعليمي وإتاحة فرصة لمحو الأمية لهم.”
واستطردت قائلة: ” دخلت مريم كلية الآداب قسم وثائق ومكتبات ، وبالرغم من بعد المسافة الى الجامعة الا انى كنت أصر على دخول كلية تطبق نظام الدمج الفعلي سواء بالحضور او باسلوب الامتحانات التي تتناسب مع قدراتهم وهذا القسم يكون دخوله بمقابله شخصيه والحمدلله دخلنا الكليه ودخلنا القسم .و بعد دخول الجامعة وجدنا أنهم لديهم مركز التميز الذي يستقبل الطلاب ذوى الإعاقة بجميع أنواعها ويقوم بمساعدة الطلاب في احتياجاتهم. وكل مره اروح فيها الكلية مع مريم أكون سعيدة جدا بأن في مكان كله حب وتعاون سواء كان من دكاترة القسم أو الطلاب رغم حجم المعاناة اللي بجده في المشوار الصعب. وأثناء تواجد مريم طوال الثلاثة أعوام السابقين فى قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب ، وانا ارى انه قسم عريق لكمية المعرفة والمعلومات به وليس هذا فقط وايضا قسم متطور دائما وخدمي يحث الطلبة على التعاون، لأنه يتعاون مع أي شخص يحتاج معلومات او ابحاث وليس هذا فحسب بل يحث الطلبة بعمل مشاريع خدمية سواء كانت داخل الكلية أو خارجها مع التعاون مع طلاب الدمج.”
وعن فرصة التدريب والعمل التي حصلت عليها مريم قالت المهندسة سناء :” البداية كانت فى يوم 26 فبراير الماضى حيث تواصل معى تليفونيا أحد العاملين بالشركة و قالوا انهم بالتعاون مع مؤسسة أرض الحب لذوي الإحتياجات الخاصة سنقوم بتدريب مريم لتعمل بالشركة بعد ذلك ،و لكن بسبب جائحة كورونا تعطل الأمر عدة أشهر ثم بعد ذلك تواصلت معنا الشركة مرة أخرى فى نهاية شهر أغسطس الماضى وتم الاتفاق على بدء التدريب والعمل لمريم بالشركة من خلال الإنترنت خلال الفترة الحالية ،وبالفعل بدأت مريم التدريب والعمل معهم منذ مطلع شهر سبتمبر الجارى ،وتعمل معهم حاليا مريم فى إدخال البيانات و تخزين و طباعة البيانات ،و فى أثناء العام الدراسى المقبل مراعاة مواعيد العمل لمريم بحيث لا تتعارض مع مواعيد محاضراتها و دراستها. ”