– المشروع يقلل الفجوة الغذائية ويحقق الاكتفاء الذاتي
– رسم خريطة لسلالات الثروة الحيوانية .. وأماكنها.
شهد قطاع الثروة الحيوانية , طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة , حيث تهتم الدولة بهذا القطاع لتحقيق إنتاج وطني من اللحوم والألبان يلبي احتياجات السوق المحلية ، كما تستهدف بدعمها لهذا القطاع استكمال الطاقات الإنتاجية بالمزارع، والعمل على تطوير مجازر الإنتاج الحيواني والحجر البيطري وتحسين السلالات…. افتتح الرئيس السيسى مؤخرا المرحلة الأولى من المشروع القومى “المليون ونصف رأس ماشية” في الفيوم علي مساحة ٤٨٥ فدان بتكلفة 20 مليار جنيه, فى ظل طموحات لتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء والقضاء على غلاء أسعار اللحوم الذي يمثل مشكلة كبيرة يعانى منها المواطنون ، حيث تستهلك مصر سنويا 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء منها 60% لحوم مستوردة من الخارج، (30% من استهلاك اللحوم مجمد ، و30% يذبح فى الداخل) و40% من الذبح المحلى , كما أن متوسط نصيب الفرد من استهلاك اللحوم يصل إلى 8 كجم، يرتفع هذا المتوسط ليصل إلى 30 كجم فى الولايات المتحدة و 28 كجم فى أوروبا و40 كجم فى البرازيل …عن المشروع القومى المليون ونصف رأس ماشية .
مرحلة أولى على مساحة 485 فدان
فى البداية قال اللواء مصطفى أمين على , مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية: أنه تم الانتهاء من مجمع الانتاج الحيواني في مدينة يوسف الصديق بالفيوم كمرحلة أولى على مساحة 485 فدان، مشيرا إلى أنه يوجد 4 مجمعات اخرى للإنتاج الحيواني فى منطقة النوبارية بإجمالي 40 ألف رأس للتربية والتسمين. وأضاف: أن ضمن المشروعات الأخري الجاري تنفيذها في هذا المجال أيضا مجزرين آليين متكاملين في سفاجا والنوبارية يتم الانتهاء في أكتوبر 2020 ، بالإضافة إلى مصنعين لمنتجات الألبان المختلفة في برج العرب وفي مدينة السادات بإجمالي طاقة إنتاجية 240 ألف طن سنويا يتم الانتهاء من إنشائها في ديسمبر 2020 .
وأشار إلى أنه في نهاية العام الجارى سنكون قد نفذنا المرحلة الأولى من المشروع بطاقة 200 ألف رأس ماشية تتجاوز تكلفتها حوالي 20 مليار جنيه , وأكد مدير عام مشروعات الخدمة الوطنية، أن مجمع الإنتاج الحيوانى بالفيوم بالتعاون مع وزارة الزراعة لإنشاء عدد مزارع لتسمين ومزارع أخرى لإنتاج الألبان، سعيا لتقليل الفجوة الغذائية فى مجال البروتين الحيوانى، وخفض الاستيراد للحوم والدواجن ومنتجات الألبان,مضيفا: أن هذه المشروعات تهدف إلى المساهمة فى تعزيز الأمن القومي الغذائى للمواطنين، وتحقيق التكامل المتبادل بين أنشطة مشروعات الخدمة الوطنية لتعظيم العائد من الاستثمارات المتاحة، وتقليل السعر المطروح للجمهور، وتوفير فرص عمل للجمهور, موضحا أنه من واقع البيانات الخاصة باللحوم الحمراء , موضحا أن مجمع الإنتاج المتكامل وباقى المشروعات التى تم افتتاحها وفر 4200 فرصة عمل مباشرة للشباب من مختلف التخصصات، مشيرا إلى أنه جارى تنفيذ مشروعات أخرى فى هذا المجال مثل 9 مجمعات فى عدة مواقع بمحافظات الوادي الجديد والمنوفية والفيوم ومطروح بإجمالي طاقة استيعابية 54 ألف رأس ماشية للتربية، و 19 ألف رأس ماشية الألبان وتم الإنتهاء من تنفيذها وصلات فى أكتوبر 2020 , بالإضافة إلى 2 مجزر آلى متكامل فى سفاجا والنوبارية , فضلا عن مصنعين لمنتجات الألبان المختلفة فى برج العرب ومدينة السادات بإجمالى طاقة إنتاجية 240 ألف طن سنويا .
55% نسبة الاكتفاء الذاتي
من جانبه أكد الدكتور مصطفى الصياد, نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لشئون الثروة الحيوانية والسمكية ، ان المشروع يتم بالتعاون بين وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، حيث نفذ فى 8 مواقع فى النوبارية على عدة مواقع هى, البستان وصلاح العبد وصندوق التأمين واليشع,وأضاف:أنه في بداية التخطيط للإنتاج الحيواني، حيث أن المستهدف هو تقليل الاستيراد من الخارج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الحيواني، حتى وإن لم يكن بنسبة 100%، ولكن أن يكون الاستيراد بنسب أقل، مثلما كان الوضع في فترة كورونا، حيث اعتمدت مصر بشكل أكبر على الإنتاج المحلي.
وأوضح ، أن الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء حوالي 55%، ويتم استيراد 45% من الخارج , مؤكدا أن الوزارة تسعى جاهدة , لتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء، من خلال: تقديم دعما للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة وتوفير القروض الميسرة بنسبة 5% ، والتى وصلت قيمة القروض المنصرفة فيه إلى 1,6 مليار جنيه , مؤكدا أن رئيس الجمهورية وجه بزيادة الدعم للمشروع القومي للبتلو لزيادة الإنتاج من اللحوم الحمراء , كما يتم حاليا حصر كامل لمراكز تجميع الألبان والثروة الحيوانية، ويوجد إحصاء واضح وخريطة كاملة بشأنها, مما يمكن الوزارة من تحديد الإنتاج المتوقع من اللحوم الحمراء ، لتحديد الكميات المطلوب استيرادها دون زيادة أونقص للحفاظ على الإنتاج المحلي، لمعرفة احتياجات المربين والمنتجين لتوفير كافة أوجه المساعدة لصغارالمربين والدعم للمزارع النظامية,وكذلك استمرارالمنتجين المحليين في دورة الإنتاج ، وضمان أفضل هامش ربح لهم , بالاضافة الى رسم خريطة للسلالات وتوزيع الثروة الحيوانية وأماكن السلالات المستوردة لتوفير احتياجتها من التلقيح، وتم التركيزعلى إجراء حصر دقيق لتعداد الرؤوس المحلية التي سيتم تلقيحها وتحسينها وراثيا لزيادة الإنتاجية منها , وأضاف:إن الدولة وفرت الدعم الكامل للتحسين الوراثي بتهجين السلالات الأجنبية المتميزة مع السلالات المصرية وتوفير التمويل اللازم للتلقيح الصناعى من خلال خطة اعتمدت على حصر دقيق للثروة الحيوانية,حيث أعلنت وزارة الزراعة اعتزامها إصداربطاقة للحيوان مثله مثل الإنسان، لتكون بمثابة شهاد الميلاد الخاصة به، والعمل على منع دخول الأسواق إلا الحيوان الذي لديه بطاقة ومرقم ، وذلك حتى لا ينقل العدوى للسوق أو للمزرعة التي سينتقل لها وأشارت وزارة الزراعة إلى معرفة أعداد الحيوانات كي يتم وضع الحيوانات في حسابتها.
المشروع القومي لإحياء البتلو
كما نفذ القطاع، المشروع القومي لإحياء “البتلو”، وجرى اقراض ما يقرب من 6 آلاف مستفيد لتمويل ما يزيد عن 61 ألف رأس ماشية بقيمة إجمالية 836 مليون جنيه تقريبا، ونتيجة للمتابعات الميدانية المكثفة سجلت نسبة استرداد القروض 100% وقت استحقاقها.
توفير البروتين الحيوانى
فيما أكد الدكتور طارق سليمان , رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة على توافر جميع المواد الغذائية البروتينية بكميات تغطي الاحتياجات، مطالباً المواطنين بعدم التكالب والتزاحم على منافذ البيع، وعدم تخزين السلع، وأضاف: نعمل على توفير البروتين الحيوانى بشكل آمن وصحى… ويذكر أن المشروع القومى المليون ونصف رأس ماشية بتكلفة ١٥٠ مليار جنيه , حيث افتتح المرحلة الأولى مؤخرا في الفيوم علي مساحة ٤٨٥ فدان وفرت ٤٠٠٠ فرص عمل المرحلة دي تضم ٣ مزارع تربية وتسمين الماشية بإجمالي ١٨ ألف رأس بجانب مجزر آلي يضم خطين تم إنشاؤه على أحدث النظم العالمية وكافة الاشتراطات الصحية والبيئية ، وقسم حفظ وتبريد وتجميد بطاقة تخزينية ١٩٥٠ طن ثم يتم نقل اللحوم للسوق المحلي من خلال عربات مجهزة القسم التشفية والتصنيع ومصنع لحوم مشفاه بطاقة ١٥٠ طن.
10 معامل تخصصية
أوضح الدكتور محمد سعيد صابر , مدير المركز العلمي البيطري للأبحاث والتدريب بالفيوم , أنه تم تصميم وتجهيز المركز لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي في مجالات الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي للنهوض بالثروة الحيوانية ، ومجالات الكشف عن الأغذية والمياه لضمان وصول غذاء صحي وآمن وخالي من مسببات الأمراض طبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية وهيئة سلامة الغذاء. وأضاف: أنه تم تدعيم هذا المركز بأحدث الأجهزة التكنولوجية المتطورة في مختلف المجالات العلمية والبحثية حيث يعمل من خلال 10 معامل تخصصية ، مضيفا أن هذا المركز مجهز لعقد المؤتمرات العلمية المحلية والدولية وكذلك استقبال الدارسين والباحثين من مختلف الجامعات المصرية للتدريب على أحدث التقنيات الموجودة بالمركز, موضحا أنه تم تزويد المركز بأربع قاعات محاضرات وثلاث قاعات للمؤتمرات وقاعتين مجهزة لأعضاء هيئة التدريس فضلا عن مكتبة علمية للتسهيل على الباحثين والدارسين الحصول على البيانات والمعلومات والمراجع البحثية.
نستورد 70 % من حجم الاستهلاك
أكد حسن حافظ رئيس رابطة مستوردى اللحوم الأفريقية, أننا نستورد ما يقرب من 70 % من حجم الاستهلاك وليس 55 % كما تدعى وزارة الزراعة ، مؤكدا أن أخطر ما يواجه الثروة الحيوانية فى مصر الآن هو الاعتماد على السلالات الخارجية وهو ما يهدد بضياع هوية الماشية البلدية والتى أصبحت الآن لا تتعدى الـ 20 % من الموجودة بمزارع الانتاج الحيوانى .
وأضاف: أننا نحتاج إلى التعامل مع مشروع المليون رأس ماشية بشكل أفضل مما يتم حاليا ، حيث يجب أن يكون الاتجاه نحو إيجاد ولدات جديدة بلدية وعجلات وإيقاف استيراد رؤوس الأبقار من الخارج لأن ذلك من شأنه تعظيم القيمة المضافة للمشروع من خلال مشروعات الألبان وتغليف اللحوم والجلود وغيرها، مؤكدا أنه على الحكومة الإسراع بتنشيط مشروع البتلو ومنح الشركات المنتجة للحوم قروضا بفائدة بسيطة أقل من 7 %، حيث ان قروض مشروع البتلو يحصل عليها الفلاحون دون أن يستثمروها فى المشروع ، مشيرا إلى أنه على الحكومة دعم المزارع الكبرى مع وجود رقابة عليها وضرورة دعم العلف , وذكر أن آخر تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة أوضح ، أن تعداد قطعان الثروة الحيوانية بمصر يبلغ 18 مليونا و250 رأسًا منها 3.8 مليون رأس من الجاموس، و4.7 مليون رأس من الأبقار، و5.4 مليون رأس من الأغنام و4.2 مليون رأس من الماعز، وحسب التقرير تبلغ درجات الاكتفاء الذاتى من اللحوم البيضاء حوالي 90%، ولحوم حمراء 60% وبيض المائدة 100% ومن الألبان 80% .
الاستثمار فى الماشية
قال الدكتور سعد نصار أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة أن الهدف من مشروع المليون رأس ماشية هو إعطاء فرصة للمزارع المصرى من الاستثمار فى الماشية واستخراج الألبان واللحوم وقد انتهت المرحلة الاولى من المشروع وهناك استكمال المراحل الأخرى وصولا للمليون رأس ماشية وقد تكاتفت العديد من الجهات الرسمية فى الدولة منها جهاز الخدمة الوطنية وبنك الزراعة المصرى ووزارة الزراعة ومن المتوقع تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم والالبان وبالتالي سيحقق انخفاض للاسعار ومحاربة غلاء التجار وتوفير تلك المشروعات تمويل بقروض ميسرة الفلاح و بفائدة بسيطة تقدر ب2,5% في الفلاح يأخذ الحيوان صغير ويقوم بسمينه ويعطيه 250 كيلو لحم وهذه تمثل بداية مربحه للفلاح وتحقق مكاسب.
محصنة ضد الأمراض
ومن جانبه أوضح الدكتور كميل نجيب , نائب رئيس مركز البحوث الزراعية سابقا وأستاذ الأمراض المعدية للحيوان والأسماك بالطب البيطرى,ان صفقة اللحوم المستوردة بمشروع المليون رأس ماشية لها عدة مزايا انها حاصله على تطعيمات ضد الامراض ومعدلات نموها أعلى فإنها تعطى 35 كيلو لحم نظرا للصفات الوراثية للحوم المستورد لان الجهات البيطرية الخارجية عملت على تحسين الصفات الوراثية , وعلينا ان نسعى لتعديل الصفات الوراثيه للحيوانت لدى مصر من خلال التلقيح مع الحيوان المستوردة وهذا سيعدل من صفاتها ولدينا خمس مليون غنم عندما كان التعداد السكانى 60 مليون وبالتالى ماذا سيتم مع التعداد السكانى الآن فى ظل عزوف الفلاح عن العمل بتربية الماشية والسعي للهجرة الداخلية الى المدن اتوقع ان تلك الصفقة تحقق استقرار الأسعار وتوفير كميات كبيرة من اللحوم وعلينا أن نوفر مصنع للحلب والألبان للاستفاده منها فى الأسواق ومواكبة تكنولوجيا الحلب الالكترونى والتلقيح الصناعى والأجنة وميكنه الإدارة خاصة أن المواطن المصرى يحتاج من البروتين الحيوانى حصة كبيرة وما يحصل عليه فى مصر يصل الى 22 جرام يوميا وهذا لا يتناسب مع معدلات العالمية للحوم.
التوازن بين الطلب والعرض
ترى الدكتورة يمنى الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس هذا النوع من المشروعات لابد من وجود خطة استراتيجية طويلة الأجل من خلال النظر لما هو متوقع من نجاح وحجم الموارد وتوائمها مع حجم الطلب بمعنى دائما لدينا صفقات ناجحة وتحقق نجاح ولكن هل هناك مصانع كافية لاستيعاب اللحوم والألبان ولديها القدرة على التسويق الناجح وتحدث التوازن بين الطلب والعرض لابد من التخطيط السليم اثناء وبعد المشروع لتحقيق الهدف المطلوب منه دون أى عقبات , وتستكمل هناك جهود مبذولة فى المشروعات الخاصة بالثروة الحيوانية من حيث التمويل والقروض ولكن المشكلة الرئيسية فى الثروة الحيوانية بمصر هى ادارة الملفات مثل مؤشر المتابعة والتقويم وهذا مفقود تماما على أرض الواقع ومردودها فى النهاية هل واجهنا قضية الفجوة الغذائية علينا ان ناخذ فى الاعتبار قاعدة البيانات للزارع وطاقة استيعابها وانواعها ونسعى لتقليل الفجوة بين الاستيراد والإنتاج من خلال تقليل استيراد الأعلاف الباهظة الثمن حيث نستورد 70% من الأعلاف وعلينا أن نسعى على البحث عن بديل لاعلاف محلية ستوفر كثيرا.