نظمت سفارة هولندا بمصر لقاءً موسعًا لإعلان انطلاق أورانج كورنر القاهرة، وذلك في إطار دعم الاقتصاد الوطني، وتشجيع الاستثمار في قطاع ريادة الأعمال، وتعزيز نمو الشراكات الناشئة في هذا القطاع الحيوي.
وقد عقب سفير هولندا بمصر، لورانس وستاوف، على هذا اللقاء قائلاً: إن مملكة هولندا تروج لسياسة طموحة في مجال المساعدات والتجارة والاستثمار تهدف إلى إيجاد حلول شاملة للجميع. وبدورها تلعب ريادة الأعمال دورا حيويا وبالغ الأهمية في تحقيق ذلك؛ فهي تساهم في نشر ثقافة الإبداع والحد من البطالة ، وقد أثبت أصحاب المشروعات من الشباب في مختلف أنحاء العالم انهم يتمتعون بسمة المجازفة التي تؤدي الى حدوث التغيير ، و بإمكانهم تحقيق ذلك بموارد محدودة في كثير من الأحيان، فهم دائما يسعون الى خلق وظائفهم بأنفسهم بدلا من السعي إلى الحصول على وظيفة وتقدم أورانج الدعم لرواد الأعمال من الشباب في تطوير أفكارهم و مهارتهم الشخصية .
وقالت السيدة عزيزة شعت، المستشارة الاقتصادية والتجارية بالسفارة : إن أورانج كورنر هي مبادرة من حكومة هولندا لدعم الشباب من خلال ريادة الأعمال لتطوير مهاراتهم الشخصية، لتأسيس مجالات ناجحة مستديمة تفيد المجتمع واقتصاد الدولة.
وأضافت أن البرنامج ينفذ حالياً بأكثر من دولة ، ومنها الكونغو والسودان والعراق ومصر؛ والتي يُنفذ فيها بمحافظة القاهرة وصعيد مصر. وأوضحت السيدة عزيزة أن البرنامج مدته سنتين، تمتد كل دورة خلالهما لمدة 6 أشهر،
ومن المتوقع تخريج حوالي 20 شركة خلال مدة البرنامج.
وقالت السيدة عزيزة أن هولندا بلد يتميز بالتقدم في التجارة والاستثمار ويبحث دائماً عن حلول طموحة للابتكار ، وكلنا نعرف أن ريادة الأعمال هي المحرك الأساسي لتطور الدول ، وهو ما يتفق مع خطة مصر 20\30 .
والبرنامج سيكون في مجالات الزراعة والقطاع الابتكاري، وسيشارك به 50% من السيدات رائدات الأعمال، وستستضيف شركة “كالتيف” 3 سيدات أعمال للتعرف على قصص نجاحهن,
** وشكر أ. هشام وهبي، الرئيس التنفيذي لشركة كالتيف، دعم السفارة، وقال: لقد بدأنا برنامج الريادة منذ عام 2013 ، وهذا العام نقوم بتطوير البرنامج أكثر بالشراكة مع سفارة هولندا بمصر، ومع الوكالة المسؤولة عن تنظيم أورانج كورنر
على مستوى العالم، وهي خبرة مهمة لنا، وفي نفس الوقت نوصل لهم خبراتنا.
وقال هشام عن البرنامج : إنه يبنى على عدة محاور ، ومنها جزئية الزراعة ، ولدينا عدة شركات التحقوا بالبرنامج، وقد استثمرنا في أكثر من شركة بمجال الزراعة بالسنوات الماضية، أو في صناعات مكملة لها لدعم الزراعة.
فعلي سبيل المثال : هناك شركة تحول المخلفات الزراعية إلى أخشاب ، وأخرى ابتكرت ماكينة. لمراقبة جفاف محاصيل المانجو..
ولذلك، فمن ضمن ال١٥ شركة التي سنقبلها بكل الدورة سيكون هناك ٧ أو ٨ شركات بمجال الزراعة ، وهناك ٣٠٪ من الشركات التي سنقبلها ستكون بمجالات أخرى كالحرف اليدوية والتصميم والثقافةوالفن، وهذه الجزئية فيها تحدي، خاصة في البحث عن الشركات التي يمكن أن تستثمر فيها.
و٢٠٪ سيكون القبول فيها لشركات من مجالات مختلفة أخرى، وسنركز على دعم سيدات الأعمال ،وفكرة أننا نعمل تخصيص واضح للسيدات (٥٠٪) هي بالنسبة لنا تحدي، لم نعمله من قبل، ولكنناسنقوم به. وهذه رسالة قوية ، أننا. نهتم بالسيدات رائدات الأعمال بشكل أكبر.
وبهذا سنركز خلال دورة البرنامج على محاور محددة هي (الزراعة ، الحرف اليدوية ، الصناعات. الإبداعية، السيدات رائدات الأعمال).
واضاف أ. هشام: نريد التعاون مع المنظمات الأخرى التي تدعم سيدات الأعمال ، وندعو من خلال هذااللقاء الى دعوة أي سيدات أعمال يمكن التعاون معهن، ونحن متحمسين جدًا لبدء البرنامج ، والذي ستُقَام منخلاله ٤ دورات على مدار سنتين. وإن شاء الله سيتم تكرار البرنامج مع نجاحه.
ودائما نبحث عن شركات بالقطاع الخاص لدعم البرنامج سواء ماليًا، أو بأي وسيلة لعمل استدامة للبرنامج.. ونحن مدعومين بشكل أساسي من وزارة الخارجية الهولندية ، وباب التقديم مفتوح للبرنامج،وقد جاءت لنا بالفعل. طلبات للالتحاق به ، لأنه مفتوح منذ فترة ، ونحن سنأخذ رواد الأعمال الذين مازالوا في بدء مكون العمل، واهم شيء أن يكون مشروعهم له تأثير على المجتمع والتنمية.
** وفي أسئلة لي حول معايير القبول للالتحاق بالبرنامج؟ وكذلك كيف يمكن نشره بالمجتمع- في حال نجاحه- لتعميم الاستفادة؟
— أجابت السيدة عزيزة: عند التقدم للالتحاق بالبرنامج ستكون هناك ورشة عمل للمتقدمين ، وستكون هناك مسابقة لاختيار افضل مشروعات الملتحقين. بالبرنامج من التي ستكون ابتكارية ولها استدامة وتأثيرعلى المجتمع.
ومن خلال العمل في القطاع الزراعي مثلًا، سيتم بحث ورصد المشاكل بكل محافظة، والعمل على حلهابالتنسيق مع كل محافظ.
وأضاف أ. هشام: إن الشركات الناشئة ستبدأ صغيرة، ومع نجاحها ، بعدها يمكن مخاطبة المسئولين . وهناك على سبيل المثال شركة للطاقة الشمسية ، خاطبت الدولة بعد توسعها، وعلى جانب آخر ممكن أنيكون من يبدأ مشروعًا ابتكاريًا يكون بهدف تحقيق دخل أكبر.
** وفي سؤال حول هل يوجد دعم مادي أيضًا للشباب من خلال البرنامج ؟
— أجاب أ. هشام : لا يوجد دعم مادي بالبرنامج بل توجيه وتدريب، واكتساب الخبرة ، وهي الاستفادةالرئيسية بالبرنامج ، الذي في نهايته نقوم بتنظيم حدث كبير لعرض الأمور على مجتمع ريادة الأعمال لمزيد من الدعم.
— وأضافت أ. عزيزة: هناك صندوق جديد يقومون بالعمل عليه حاليًا في هولندا 🇳🇱 ، ولكنه لم يطبقبعد بمصر ، والهدف منه تمويل الشباب بدعم بسيط في البداية بحد أقصى ٥ آلاف يورو.
** وفي سؤال عن شروط الالتحاق بالبرنامج ؟
— أجاب أ. هشام: يمكن لأي فتاة أو شاب من عمر (١٨-٣٥) التقدم بمشروع جديد في مرحلة الإطلاق،بحيث يكون مقدم معه خطة عمل ، وكذلك تنفيذ مبدئي أو تمهيدي لفكرة المشروع لضمان جديته.
وطبقاً لمعايير التقييم سنختار أفضل ١٥ مشروع، وبالطبع كلما زادت المشروعات المقدمة زادت المنافسة، وارتفعت معايير التقييم.
وأضافت أ. عزيزة إنه سيكون هناك ورشات عمل قبل البرنامج لمساعدة المتقدمين في بلورة أفكارهم وتقديمها بأفضل طريقة.
# ندوة ل٣ سيدات ناجحات
وقد أقيمت ندوة عقب اللقاء مع ٣ سيدات ( سارة، منى، شروق) للحديث عن قصص نجاحهن ، كمثال لرائدات الأعمال الناجحات، وأدارت الندوة رانيا أيمن.
وقد تضمنت الندوة خبرات حقيقية على أرض الواقع لإفادة. شباب آخرين، حيث تحدثت ” سارة” عنكيف أنها رغم تخرجها من اقتصاد/ فرنسي ، وعملها في البنوك في البداية ، إلا أنها ذهبت وراء حلمها في تصميم الحلي والاكسسوارات ، وكيف انها تقوم بكل مراحلها يدوياً، حتى تصميم اسم العميلة علىقطعة الحلي نفسها لتكون متفردة بذاتها.
— وتحدثت “منى” عن دراستها واحترافها للطبخ، لمدة ٦ سنوات ، ثم قيامها بفتح مشروع خاص بها منذ عام، بعد أن أحست أنها وصلت لأن يكون لها طابع خاص مطلوب في عملها، غير تقليدي أو متعارف عليه في السوق.
— وتحدثت “شروق” عن كيف بدأت محل تجاري صغير لبيع منتجات الملابس المختلفة في نوفمبر٢٠١٧، وقالت ان الأمر كان صعب في البداية ولكنها طورت في الترويج للمحل عبر الانترنت خاصةخلال ازمة كورونا.
وتحدثت منى عن كيفية التعامل مع الأزمة، حيث ارتضت كل السيدات العاملات معها عن طيب خاطر أخذ مقابل مادي عن كل طلبية فقط ، بدلاً من أجورهن في تلك الفترة .
** وكان هناك سؤال حول أهم النصائح التي يمكن أن تقدمها السيدات لمن تردن بدء مشروعات خاصة بهن لتصبحن رائدات أعمال أخريات ؟
— أجابت سارة: أي شخص يجب أن يعمل خطة للتمويل والتسويق ، ويكون عنده نظرة لكيف سيكون رد فعل فكرة المشروع عند الناس.
كما يجب البدء بميزانية قليلة جداً ، ومع خطة جيدة وخطوات طفل (تدريجية في الحركة) ، فالنجاح سيأتي.
وأضافت مقررة اللجنة أنه يجب أن تكون هناك مرونة في خطة الترويج، وأعطت مثالا ً على ذلك بشركات كبرى مثل (مانجو و زارا) اللذين توجهوا للترويج والبيع عبر الانترنت خلال أزمة كورونا.
وقالت منى : نحن دائماً عندنا أحلام كبيرة وواقع مختلف لا يسير معها.. فإما تُحبط أو تُحَجِم الحلم.. بدلاً من ذلك.. اكتب حلمك، وحاول تحقيقه على المدى الطويل.
وقالت شروق: إن الصبر هو أهم شيءٍ..فلايوجد أمر يتحقق سريعاً.. ولا تأخذ أي تعليق سلبي بشكل. شخصي.. أحياناً كنت أبكي من التعليقات السلبية، ولكني تعلمت منها.. فليس بالضرورة التقابل بينذوق المصمم وما يريده الناس.
وأضافت سارة : أقول للبنات الخائفة والمتوترة من بدء مشروع خاص بهن ( لن تخسروا شيئاً) .
وأكدت منى على ضرورة أن تكون المرونة مصاحبة للإصرار على عمل مشروع أو تحقيق حلم ما، لتكون دائما هناك خطة بديلة لإنجاح المشروع أو تحقيق الحلم.