أكدت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء على الالتزام والتمسك بأمن الطبيب الحائز على جائزة نوبل للسلام. وشددت الأمم المتحدة، على التزام “مونوسكو” – بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية – بأمن الدكتور مكويجي وعيادة “بانزي” التي أسسها ويرأسها في شرقي البلاد.
وتعود الأحداث الى أغسطس الماضي، حينما تلقى الدكتور دينيس موكويجي، المدافع عن حقوق الإنسان والحائز على جائزة نوبل للسلام (2018)، رسائل تهديد بالقتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي مكالمات هاتفية مباشرة له ولأسرته، كان ذلك على اثر اعلان إدانته بقتل المدنيين في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودعواته المتجددة لمساءلة النظام عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان.وبعد تقارير صحفية نُشرت حول تخلي (مونوسكو) عن حماية الطبيب الكونغولي د. دينيس موكويجي وطاقم المستشفى الذي يشرف عليه.
وبعد سحب قوات حفظ السلام التي كانت تحرس المستشفى ومقرّ إقامة د. موكويجي. وتركه فريسة للنظام الحاكم.صرح ستيفانه دوجاريك الناطق بلسان الأمن العام للأمم المتحدة قائلاً: “على الرغم من وجود عدد حالات كوفيد-19 بين قوات حفظ السلام وما كان لها من تأثير على الجهود، واصلنا العمل عن قرب مع د. موكويجي، ومع السلطات الكونغولية والشركاء الدوليين، لضمان تلبية احتياجاته الأمنية واحتياجات العيادة بطريقة فعّالة ومستدامة”.
وأضاف دوجاريك: “تقع مسؤولية الأمن الشخصي للشخصيات الكونغولية على عاتق السلطات، لكن “مونوسكو” توفر كل دعم ممكن في نطاق إمكانياتها المحدودة”، مشيرا إلى أن هذا النهج يتطلب مواصلة تطوير قدرة محلية أكبر بين الشرطة الوطنية، بدعم من البعثة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى.
من جانبه، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، ردّا على أسئلة إحدى الصحفيات في المؤتمر الصحفي في جنيف يوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة لا تشدد فقط على سلامة د. موكويجي، ولكن أيضا على سلامة الطاقم البالغ عددهم 64 موظفا في كل وردية في مستشفى “بانزي.”
وقال روبرت: “إن مونوسكو مجهدة وتتعرض للضغوط على جبهات عديدة. مبدئيا بسبب كـوفيد-19، والإغلاق وما إلى ذلك. ومن هنا برزت فكرة أن البعثة لا توفر حماية للمستشفى، وقد تغيّر ذلك، ولكنهم لا يزالون في وضع لا يسمح لهم بالوجود الدائم في المستشفى بسبب حالة مواردهم الخاصة”.
وأوضح كولفيل أن “مونوسكو” لا تزال تقوم بدوريات حول المستشفى، ووضعت نظام تنبيه مع الطاقم، وبموازاة ذلك، اختيرت دفعة أولى تتكون من 30 ضابطا من ضباط الأمن الكونغوليين بالتنسيق مع فريق د. موكويجي، واخضعوا للتدقيق والتدريب تمهيدا لنشرها في المستشفى بهدف تأمين الحماية له وللطاقم.
الجدير بالذكر ان د. موكويجي معروفا بدفاعه عن حقوق النساء والأطفال وضحايا العنف، واعلن ترحيبه بإدانة 20 جنديا وضابط شرطة بتهمة الاغتصاب في “لوفونجي” بإقليم “أوفيرا.” بعد صدور الحكم ضدهم في سبتمبر في نهاية سلسلة من جلسات الاستماع في محكمة عسكرية في أوفيرا.وبين الضحايا 10 من القصر، بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاما، وتتراوح أعمار معظمهم بين 3 و17 عاما..
وفي يوليو الماضي، طالب الطبيب المدافع عن حقوق الإنسان بإنشاء محكمة جنائية دولية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، “لضمان تحقيق العدالة لضحايا العنف الجنسي والناجين منه في أوقات النزاع”. ودعا إلى دعم إنشاء آليات تقصي الحقائق وبرامج التعويض بالإضافة إلى إصلاحات بعيدة المدى لقطاعي الأمن والعدالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتُعد قوات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكبر القوات في العالم، و تولت البعثة المهمة في يوليو 2010 بناء على قرار مجلس الأمن 1925 (2010) الذي خوّل للبعثة استخدام جميع الوسائل لتنفيذ ما فُوّضت به، من بين أمور أخرى، حماية المواطنين والعاملين في المجالات الإنسانية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعرّضين لخطر العنف الجسدي، ومساندة الحكومة في استقرارها وفي جهود دعم السلام.وفرت البعثة وحدةً من عشرة جنود، تعمل على مدار الساعة لمرافقة د. موكويجي.