ذهبت إلي إحدي المصالح الحكومية وتذكرت أحمد حلمي في فيلم عسل أسود وطابور الروتين الطويل فالمواطنون منذ صلاة الفجر أمام الشهر العقاري لتسجيل أسمائهم وبعد ساعتين من تسجيل البيانات يقوم الموظف بسؤالك ما هي الخدمة التي تحتاج إليها ويأخذ الورق وبعد ساعتين تأخذ دورك في الخزينة لتسديد الرسوم وبعدها تنتظر ساعة أخري لاستخراج العقد أو التوكيل.
ولسوء حظك أنه بعد طول انتظار يتعطل السيستم لأكثر من 3 ساعات والمواطنون ينتظرون في حالة من الزهق والملل لطول الوقت وعند سؤال الموظف يرد عليك بكل هدوء عاوز تاخذ ورقك وتيجي بكرة اتفضل وكأنك انتظرت عشر دقائق وليست ست ساعات فلا تقدير لوقت المواطن أو ظروفه أو ضياع يوم من عمله.
وهناك قصص أخري عن ابنة جاءت بوالدتها المسنة لاستخراج توكيل لقبض المعاش وبعد انتظار 5 ساعات يطلب الموظف منها إحضارها في الغد وهناك شاب أراد أن يمشي حاله (بالرشا) علي لسان أحمد حلمي ومع ذلك انتظر 4 ساعات.
العجيب أن هذه المصالح ليس لها كبير تشكو له وأحداث اليوم ليست استثناء ولكنها عادة تتكرر باستمرار دون تدخل لحل أزمة المواطنين وما يزيد المشكلة هي انتشار الكورونا وازدحام المصلحة جدا ومع مرور الساعات يضطر المواطن إلي خلع الكمامة لشعوره بضيق التنفس فيعود المواطن إلي منزله حاملا العدوي بالإضافة إلي الضغط الذي أصابه نتيجة طول الانتظار.
وهذا هو حال المرور أيضا فعند ذهابك لاستخراج الرخصة أو فحص السيارة تقضي ساعات وساعات تنتظر رحمة الموظف وطابور الانتظار.
اسمحوا لي أخبركم بجملة ظريفة قالها لي مهندس الفحص هناك عدد كبير من التأشيرات لاستخراج الرخصة بعد شراء شنطة الإسعاف والبطارية الإجبارية (قال المهندس عديتوا علي الكشك إللي هناك وعديتوا علي كشك تحيا مصر) ومع كل خطوة تدفع فلوس كتير. والأغرب أن المصالح لازالت تعمل بنظام سكرتير أول وسكرتير تاني علشان توصل فالموظف علي الشباك يبعتك لزميله الجالس بجواره علشان تختم الورق وتعدي علي واحد تاني يمضيلك.
وتساءلت لماذا كل هذه الإهانة وضياع الوقت والمال لإنهاء الخدمة فعمر المواطن يضيع في المصالح الحكومية.
ونجد المدارس تعلم الأبناء استثمار الوقت في مصالح لا تقدر قيمة الوقت ليظل المفهوم السائد أن يوم الحكومة بسنة.