أية أزمة في الحياة لها مخارج كثيرة, فالأزمات المالية علي أي المستويات سواء (محلية أو عالمية) لها مخرج وأكثر, إما بالإقتراض, أو بالبيع لبعض الأصول, أو بالتنازل عن بعض الإستهلاكات الترفيهية, أو بالقبول والخضوع لشروط المؤسسات الدولية (كصندوق النقد الدولي) أو (البنك الدولي) وهي ذات توجهات سياسية دولية وليست مؤدية لدورها لوجه الله, أو لسواد عيون اللاجئين لها!!
كما أن الأزمات السياسية متعددة, ولكن أصعبها علي الإطلاق هي تلك الأزمات التي بيدنا حلها ونتباطأ في اتخاذ القرارات المناسبة (عمدا) حيث لا نرغب في الحل!!
أي أن أصعب الأزمات التي يمكن أن تواجه أمة هو أن يكون هناك حلول عدة للخروج من الأزمة, وهناك روشتة كاملة للعبور والوصول إلي نقطة لقاء ولكن نحن (أصحاب الأزمة) لا نريد الحل!!
ولعل المثل الحي علي وجهة نظري المتشائمة هذه تتبلور في قضية أو مشكلة الشعب الفلسطيني!! والأزمة (الفلسطينية ـ الفلسطينية)!! وليست في واقع الأمر الأزمة (الفلسطينية ـ الإسرائيلية)!!
وهذه من عجائب الأمور في وطننا الكبير, خارج حدود مصر ولا تحتاج إلي تفسير للتدليل علي صحة وجهة النظر التي أقدمها لحضراتكم.
فأصحاب القضية لا يريدون حل القضية (هم مبسوطين كده)!! وكل فيما يري وفيما يعتقد صواب!! المصلحة القبلية أو الشخصية في بعض الأحيان أو العنصرية أو الضيقة تحتم عليهم ألا يخرجوا عن خط القبيلة والعشيرة!! فهذا الذي يحدث أمامنا في فلسطين ليس بقرار جماعة الإخوان هناك (حماس) أو (هنية) أو حتي ممثلهم (خالد مشعل), ولا حتي في الجانب الآخر (محمود أبومازن) أو رفاقه ورثة المرحوم (ياسر عرفات) وما أشبه الإخوان هناك بما كان لدينا في (الزمن الأغبر) هنا في مصر والحمد لله!! تخلصنا منهم وإلي الأبد بمشيئة الله وشعب مصر وجيشها.
وحينما نعود للحالة المصرية في أزمة كأزمة (الدعوة) ووجوب تحديثها والتي تصدي لها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بجرأة حسد عليها من العالم كله, حيث في معقل العمائم, وفي مناسبة دينية جمعتهم, وهي ليلة القدر في رمضان الكريم منذ ثلاث سنوات, ودعوته بضرورة تحديث خطاب الدعاة, وأن صورة الإسلام في العالم أصبحت مهددة للإسلام ذاته, وطهارته, ونقاوته, والذي أنزل علي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم.
وهنا تشجع من المحدثين في الدعوة, فأخذ الباحث اسلام البحيري المبادرة وفي عز ما كنا تحت سطوة الإخوان الإرهابية, لكي يدفع بكل ما لديه من علم وأدوات بحث ومناهج دراسة, إلي ما هو عليه الإسلام الحق, وتبعته الأخت فاطمة ناعوت وغيرهم إلا ونجد بأنهم أودوعوا السجون, يا خبر أبيض!! ماذا يحدث في هذه الأمة!! وكيف الخروج من هذه الأزمة؟؟
فهنا في القاهرة المحروسة طرحنا رؤيتنا لتوجه مصر المدني وأكدنا ذلك خلال يونيو 2013 نجحت مقاصد شعب مصر في تحقيق إرادته وإعادة هويته, فماذا حدث؟؟
ومع ذلك ظلت الغلبة للعمائم, واستلت الأسلحة البيضاء من (ثناياها) لكي تقتل الفكرة (بالقانون!!) نعم بالقانون, أستلت الخناجر, وأخذت في طعن كل بادرة أمل في الخروج من الأزمة بالقانون!
إذن المشكلة ليست في الدعاة ولا في الدعوة ولكنها في القانون!!
إن ما نسمع عنه وما نراه, وما نقرأه وما نشاهده لو كنا قرأناه في سيناريوهات أفلام الأبيض والأسود, ما صدقناه, الخروج من الأزمة يتطلب أن نتجاهل كل عيوبنا وأن نتفرغ لوجه الله ومصلحة الوطن دون تعصب.