رصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، ما ذكره الدكتور هانز جيديك عالم المصريات بجامعة جونزهو بكتر بواشنطن بأن خروج بنى إسرائيل كان فى ربيع عام 1477 ق.م. فى عهد الملكة حتشبسوت، ودلل على ذلك بأن هذا التاريخ كما يعتقد قريب من تاريخ حدوث انفجار بركانى بجزيرة تيرا التى تعرف بجزيرة سانتورين 70كم شمال جزيرة كريت باليونان وأنه تصادف أن خروج بنى إسرائيل كان عقب هذا الانفجار عند وصولهم إلى بحيرة المنزلة، لكى يسلكوا الطريق الساحلى إلى أرض كنعان، فلما أشرفوا على ربوة تطل على الصحراء جنوب شرق البحيرة بحوالة ستة أميال ونصف نظروا فإذا بجيش فرعون يتعقبهم فوقفوا استعدادًا للدفاع، وكان وصول الجيش بخيله ومركباته فى اللحظة التى وصل فيها المد إلى شاطئ البحر المتوسط عند البحيرة فارتفع منسوب المياه وفاضت على الأراضى المجاورة فأغرقت جنود فرعون ومركباته.
ويضيف الدكتور ريحان بأن كاتبًا مصريًا وهو غطاس عبد الملك الخشبة أيد هذه النظرية ونشرها فى كتاب يحمل عنوان “رحلة بنى إسرائيل إلى مصر الفرعونية والخروج” ذاكرًا أن ميلاد نبى الله موسى كان عام 1548ق.م.، وكان خروج بنى إسرائيل فى عهد الملكة حتشبسوت عام 1468ق.م. بقيادة نبى الله موسى وكان عمره ثمانون عامًا، وقد ماتت غرقًا عندما لاحقتهم مع الجيش فى أطراف بحيرة المنزلة وأصيبت بالحمة نتيجة ذلك ودفنها تحتمس الثالث سرًا لاغتصابها الحكم منه ولقد أخرجت حتشبسوت من الماء فى حالة سيئة لذلك أصيبت بالحمى وتكتم أخوها تحتمس الثالث خبرها فلما ماتت دفنها خلسة دون تحنيط أو مراسيم ملكية، ولم يشأ إذاعة خبرها أصلًا ولا يوجد أية أخبار فى تاريخ الآثار المصرية والنصوص عن الملكة حتشبسوت بعد الخروج عام 1468ق.م. ويعنى أنها غرقت أثناء مطاردتها لنبى الله موسى وشعب بنى إسرائيل كما يدعّى
كما ذكر غطاس عبد الملك الخشبة أن هناك نصًا ينسب إلى الملكة حتشبسوت يرجع إلى ما بعد طرد الهكسوس فيما بين عام 1486إلى 1469ق.م. ينبئ عن سخطها وضيقها من سلوك المهاجرين الذين كانوا فى أواريس شمال الدلتا منذ عهد الهكسوس، ويذكر بأنها سمحت لأولئك المخربين الذين أغضبوا الآلهة بالخروج
ويرد الدكتور ريحان على ذلك بأن شخصية فرعون الذى نجاها الله سبحانه وتعالى من الغرق بجسدها لم يحددها القرآن الكريم حتى لا يشغل الناس بالبحث فيما لا يفيد ويأخذوا العظة من القصة والمعجزة فقط ولكن جهات معينة سخرت نفسها للبحث عن هذه الشخصية لأغراض فى نفسها وشوهت تاريخ مصر باتهام معظم ملوكها بأنهم فراعنة موسى ولم تسلم شخصية حتى الملكة حتشبسوت وهى سيدة اتهمت بذلك كما اتهم أحمس وتحتمس الأول وإخناتون وحور محب ورمسيس الثانى ومرنبتاح وسيتى الثانى بأنهم فراعنة للخروج
ويشير الدكتور ريحان بأن كل ما سيق فى هذا الشأن مجرد تكهنات ولا تعد أدلة علمية ولا تستند إلى أدلة أثرية ملموسة وبخصوص حتشبسوت فقد حكمت 22 عامًا وحكم تحتمس الثالث 32 عامًا وبفرض ولادة موسى فى عهد حتشبسوت فإن عند بلوغه 61 عامًا حين فراره من مصر سيكون فى فترة حكم تحتمس الثالث وليست حتشبسوت مما يهدم النظرية تمامًا كما أن اقتران انفجار بركانى فى إحدى جزر اليونان التى تبعد عن بحيرة المنزلة – لو افترضنا أن العبور كان عند بحيرة المنزلة من الأصل – بأكثر من ألف كيلومتر بحدوث موجات مد فى وقت خروج بنو إسرائيل أدت إلى غرق فرعون وجيشه أمرًا غير منطقى وكأنه متعمد لمثل هذه المناسبة بالذات، كما أنه لا يوجد فى أحداث التاريخ العام ما يثبت حدوث هذا الانفجار البركانى فى ربيع تلك السنة 1477ق.م. والأهم من ذلك كله أن غرق فرعون وجيشه كان بفعل معجزة إلهية واضحة وليست حركات مد وجزر حيث جاء الأمر الإلهى }فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ{