يعيش العالم بين مطرقة الحاجة لتحريك عجلة اقتصاده وإعادة فتح حدوده وأعماله ، وسندان الخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، لا يُعرف على وجه الدقة مدى قوتها أو تأثيرها… فبين خائف ومطمئن، مصدق ومكذب , وفي ظل ما شهدته عدد ليس بقليل من دول العالم،خلال الأيام الماضية ، من عودة الإرتفاع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بعد أن بدأت في التراجع لفترة، مع تخفيف إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء العالم ، حذر خبراء الصحة العالمية من إمكانية حدوث موجة ثانية قوية من فيروس كورونا، والتى بدأت مؤشرات مقلقة على الظهور في عدد من الدول قد تُنذر بحدوث الموجة الثانية من الوباء , وفى الوقت الذى اتخذت فيه الحكومة العديد من الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد ، وتحمل الدولة خسائر كبيره فى كافة القطاعات من أجل الحفاظ على حياة المواطنين نجد البعض مازال يتعامل مع الأزمة ، بعدم اللامبالاة والخروج فى الشوارع والتزاحم بشكل مبالغ ودون أدنى مسؤولية وعدم مراعاة بأن ذلك قد يعرض حياته وحياة أسرته للخطر….. هل ستظل الحكومة فى إصدار إجراءات للوقاية دون تحمل المواطن المسؤولية والتزامه بهذه القرارات؟ .. فالدولة ملزمه باتخاذ كل ما يلزم من حماية مواطنيها ويجب أن يكون لديه الوعى الكامل بخطورة الوضع الحالى في ظل وجود انخفاض ملحوظ في معدل الإصابات، وعدم التوصل إلى لقاح فعّال لمواجهة هذا الفيروس يخشون “الموجة الثانية”، وهل الموجة الثانية حتمية؟ وإلى أي مدى قد تكون سيئة؟…..
خط دفاعنا الأول هو الاحتياطات الاحترازية
في البداية صرح الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية، بأنه لا نستطيع القول بأننا دخلنا في موجة ثانية من فيروس كورونا، لأن الموجة الحالية لم تنته، موضحاً أنه ما زال لدينا حالات انخفضت ، ولكن هناك تزايد في الأعداد الأيام الماضية وكنا نتوقع ذلك بشدة لأنه نفس الشىء حدث في أيام عيد الفطر، وفى الأعياد تكون الحركة كثيفة بين المحافظات وتجمعات كبيرة على السواحل والشواطئ , وأوضح، أن الموجة الثانية لكورونا في الخريف احتمال متوقع ، لأنه مرض معدى يصيب الجهاز التنفسى وأعراضه تشبه الأنفلونزا الموسمية وتزيد انتشارها في الخريف والشتاء، ووارد ان يحدث خلط بين الأنفلونزا الموسمية والفيروس , وشدد على أن خط دفاعنا الأول هو الاحتياطات الاحترازية بشدة والالتزام بها ولكل القواعد والإرشادات، موضحاً أن القضية ليست استنشاق هواء نقى ولكن تحدث تجمعات على البحر وفى المطاعم ولقاءات عائلية مؤكدا اننا بدأنا مبكرا باستعدادات قوية ، موضحاً أن عودة مستشفيات العزل لممارسة عملها الطبيعى لا يقلق لأنه لا زالت لديها خبرات في التعامل مع الحالات إذا زادت وهناك توافر للأدوية , وأشار إلى أن مستشفيات العزل مستعدة في حالة أي زيادة في الحالات والتي تحتاج رعاية مركزة فكل ذلك متوفر، مؤكدا أنه على مستوى الدولة والمستوى الطبى لم نفقد العزيمة والاستمرارية والمتابعة والتأكد أن الحالة مستقرة.
الموجة الثانية في نوفمبر
في البداية قال الدكتور حسام حسني، رئيس لجنة مكافحة فيروس كورونا: إن الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد ستظهر في شهر نوفمبر المقبل ، بالتزامن مع فيروسات موسمية أخرى معروفة ، لذا من الضروي جدًا التشخيص الدقيق للتفرقة بين الفيروسات , وأضاف : أنه من المتوقع ظهور الموجة الثانية للفيروس مع وجود العلاج الواقي ، ولذا لن تكون قوية، مؤكدًا جاهزية وزارة الصحة للتعامل مع جميع الاحتمالات , وأشار رئيس اللجنة العملية لمكافحة فيروس كورونا، إلى أن أعراض الفيروس حاليًا أقل حدة من بداية الجائحة ، وهناك تغيرات في الأعراض، لكن سرعة الاستجابة لأدوية بروتوكول العلاج أفضل بكثير من السابق, موضحا أن الفيروس لا يغير من طبيعته ولكن يغير من شكله بهدف الهروب من المناعة، ولذا يجب الاستمرارعلى نفس الإجراءات الاحترازية للسيطرة على الفيروس , وقال رئيس لجنة مكافحة كورونا : إن اللجنة توقعت منذ شهر ونصف وصول منحنى الإصابات إلى أعلى الأرقام في شهر يونيو، ثم دخوله في مرحلة ثبات، ثم بداية الهبوط في النصف الثاني من شهر يوليوالماضى، وكل ذلك وفقًا لدراسات وأبحاث علمية, وأضاف: بأنه في حالة فقدان مصر السيطرة على أزمة فيروس كورونا، والتي أهمها وعي الشعب والإجراءات الاحترازية المستمرة، ستزيد أعداد المصابين من جديد، أي حدوث موجة ثانية للفيروس,وأشار إلى أن عدم حدوث الموجة الثانية للفيروس يرتبط بشكل بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وأهمها الالتزام بارتداء الكمامة، مشيرا إلى أن تعريف الموجة الثانية هو انخفاض نسبة الإصابات إلى 5 %، وبعدها حدوث زيادة جديدة في أعداد المصابين وحول اقتراب فصل الشتاء،شددعلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، كى لا تعود مؤشرات الارتفاع مرة ثانية.
عدم التهاون في الإجراءات الاحترازية
قال الدكتور شريف وديع ، مستشار وزيرة الصحة للطوارئ، أن مصر سوف تتعرض لموجة ارتدادية خلال الفترة المقبلة , وارتفاع عدد حالات الإصابة بـفيروس كورونا , كما أضاف: ذلك يحدث نتيجة لعدم التزام المواطن بخطوات الوقاية الواجب اتباعها، والشعور بالأمان مشدداعلى ضرورة توخي الحذر الشديد وعدم التهاون في الإجراءات الاحترازية لتجنب الوصول إلى ما يعرف بالهزة أو الموجة الارتدادية على مصر، لتجنب ما حدث مع الدول السابقة، وعودة انتشار الفيروس بقوة , وأستكمل بأن جميع الفيروسات التي انتشرت سابقا كان لها موجة ثانية، ولذلك من المتوقع حدوث موجة ثانية لـ فيروس كورونا على مصر بشكل كبير، نتيجة عدم التزام المواطن بخطوات الوقاية الواجب اتباعها، والشعور بالأمان , وأكد أن انخفاض منحنى أعداد المصابين بفيروس كورونا في مصريدل على سير منظومة الصحة المصرية في الطريق السليم ، مشددا على ضرورة توخي الحذرالشديد وعدم التهاون في الإجراءات الاحترازية لتجنب الوصول إلى هذه الموجة, أضاف:إن هناك العديد من الاحتمالات الواردة، حول فيروس كورونا، والعمل بشكل جاد على تواجد لقاح لوقف انتشار الفيروس, كما أوضح أن الفرق بين الموجة الارتدادية والموجة الثانية قائلًا:إن الموجة الثانية تحدث عندما تنخفض أعداد الإصابات حتى القاع وتعود الأوضاع لطبيعتها دون تسجيل حالات ، ثم يعود الفيروس لينتشر مرة أخرى , ونتيجة لذلك يجب الحرص على اتباع جميع الإجراءات الاحترازية، لتجنب حدوث الموجة الارتدادية على مصر، وارتفاع الإصابات مرة أخرى، وكذلك الأماكن التي كانت تسجل إصابات أقل قد تتعرض لهذه الهزة نتيجة لانتقال المواطنين المصابين من أماكن أخرى.
عدم التعامل بأن الفيروس قد انتهى
قال الدكتور أحمد شاهين, أستاذ علم الفيروسات، مرحلة الثبات دائما يعقبها هبوط ، وذلك لأن الموجات الفيروسية عبارة عن منحنى يمكن أن تكون نسبة الهبوط كبيرة الى أن تنتهي لكن ما يقلق أن تتركز الموجة الثانية في بعض الأماكن ، مؤكدًا أن الإجراءات الاحترازية المتخذة والتأكيد على ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي ساهم بشكل كبير في انخفاض الأعداد والتزام المواطن وعدم التعامل بأن الفيروس قد انتهى فان فيروس كورونا شكّل نظام حياة جديد للعالم كله , حيث تجاوزنا فترة الذروة ، والذى يعقبها الثبات في المعدلات لتبدأ تقل تدريجيًا، كما حدث في بعض الدول،موضحًا , أن الموجة الثانية قد تكون في بعض الأماكن وليس كل الأماكن ولكنها قد تكون أشد وأعنف من الموجة الأولى أو أقل ، مشيرا إلى أن أي الفيروس التنفسي كالموجات الزلزالية مثل فيروس السارس الذي كان له قمة وبعدها اختفى وأصبح موسميًا،ونظرا لأن فيروس كورونا قريب من سارس.
لايوجد دليل أن الموجة الثانية أشرس
من جانبه، أكد الدكتور أمجد الحداد, رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أنه لا يوجد دليل إذا كانت هذه الموجة الثانية أشرس أو أقل حدة من مثيلها، فنجد أن الأنفلونزا الإسبانية كانت لها موجة ثانية وكانت أعنف من الموجة الأولى، وعلى النقيض نجد فيروس ” السارس ” وهو أحد الفيروسات التاجية مثل “كورونا” ولكن لم نجد له موجة ثانية على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات به وأصبح ضعيفًا، متسائلا هل فيروس كورونا سيسلك مسلك السارس ويصبح موسمي وضعيفًا كفيروس الأنفلونزا أم سيصبح أكثر شراسة؟ فالإجابة هنا ليس معلوم حتى وقتنا هذا لأنه فيروس مستجد لا نعرف سرعة تحوره هل للأشرس أم للأضعف، لكن هل الموجة الثانية قد تعاود بقوة أم لا أم سيصبح كمثيله سارس موسمي لا أحد يعلم إذا كان هذا الفيروس التنفسي ضعف أم شرس إلا في فصلي الخريف والشتاء القادمين لكن الوضع الحالي الفيروس أصبح أقل حدة ، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية على الرغم من انخفاض معدل الإصابات بل مازال هناك خطورة على فئات كبارالسن وأصحاب الأمراض المزمنة ، فمعدل انخفاض الإصابات ليست بسبب ضعف الفيروس لكن نتيجة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة الذى ساهم في التخفيف من حدته وانتشاره ، لذا يجب الاستمرار في الإجراءات الاحترازية حتى التوصل لإيجاد لقاح.
ارتفاع منحنى الأعداد مرة أخرى
شددة الدكتورة شيماء استاذ مساعد بقسم تمريض وصحه المجتمع جامعة عين شمس , على ضرورة الالتزام بالاجراءات الاحترافيه التى تناشد بها وزارة الصحه ومنظمه الصحه العالميه لأنها الفيصل فى الوقايه من فيروس كورونا خاصه أننا لاحظنا ارتفاع منحنى الاعداد مرة أخرى وفتح مستشفيات العزل بعد أن أغلق بعضها , وترى أن غسل اليدين بالماء والصابون هو أمر هام للغايه وفى حاله عدم توافرها نستخدم الكلور المخفف بالماء أو الكحول أو الخل المخفف أيضا ,وهذا أمور سبق وذكرناها ونوال نذكرها للتذكرة وعدم النسيان لأهميتها حفاظا على الصحه العامه , تعبر عن استياءها من التصرفات السلبيه التى يقوم بها المواطنين من إلقاء الكنانه فى الشارع أو البصق والكح وترى أنها هذا أمرغير مقبول أخلاقيا أو دينيا أو إنسانيا.
مبادرات لرفض لسلوك السلبي
ومن جانبه، يؤكد الدكتور محيي الدين سليمان وكيل مستشفى حميات العباسيه أن شعور المواطنين بالأمان الان ورجوعهم لحياتهم الطبيعيه والاستغناء عن الكمامه أمر خاطىء وينذر بخطر كبير ويستحق التوعيه به عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام , وطالب بنشر مبادرات لرفض ذلك السلوك السلبى من قبل بعض المواطنين الذين يلقون الكمامه على الأرض ويبصقون فى الشوارع لانه سيصاب عامل النظافه ويتاذى آخرون يمشون فى الشارع دون أى ذنب لهم , أن الأمر مازال يستحق الحيطه والحذر وفقا لبيانات منظمه الصحه العالميه وأعتقد أن الحالات ستكون أقل حده من ناحيه الأعراض ولكن أكثر فى الانتشار وستصبح كورونا مثل الانفلونزا الموسمية.
الحفاظ على التباعد الاجتماعي
ويرى الدكتور أسامه أشرف رئيس مستشفى الميدانى بعين شمس، ومعنى فتح الأسواق والرجوع للعمل لايعنى الاستغناء عن الكمامه أو الإهمال فى الإجراءات الاحترازيه بل علينا المثابرة فى الاهتمام بارتداء الكمامه والحفاظ على التباعد الاجتماعى والبعد عن الأماكن المزدحمة وتقليل الزيارات العائليه ,والهدف من توقف الحظر هو رجوع الموظفين لعملهم حفاظا على عجله الانتاج وتحسين ظروف المعيشه مع الاستمرار فى الحفاظ على كل الإجراءات الاحترازية.
موجة أشد فتكًا بأوروبا
قال “هانز كلوج” مدير المنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة العالمية :إن دول أوروبا عليها أن تستعد لموجة أشد فتكًا من فيروس كورونا، لافتًا إلى أن الوباء لم ينته بعد , ووجه “كلوج” تحذيرًا شديدًا للدول التي بدأت في تخفيف قيود الإغلاق قائلًا إن الوقت الحالي هو وقت الاستعداد وليس الاحتفال، مشيرًا إلى أنه ينبغي على الدول أن تستخدم هذا الوقت بحكمة وتبدأ في تعزيز أنظمة الصحة العامة وكذلك بناء القدرات في المستشفيات والرعاية الأولية ووحدات العناية المركزة, وشدد على أن انخفاض حالات الإصابات بكورونا في دول مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لا تعني أن الوباء يقترب من نهايته، مشيرا إلى أن أن بؤرة تفشي الفيروس تقع الآن في شرق القارة، مع ارتفاع عدد الحالات في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان. الولايات المتحدة الأمريكية…. تواصل ارتفاع الحالات في البلاد حيث ظهرت 63 ألفا و262 إصابة جديدة ليصل إجمالي الإصابات الى أكثر من 3,42 مليون شخص , كما تسبب الوباء ب850 وفاة جديدة لتصل الحصيلة الاجمالية الى 136 ألفا و432 وفاة, وأعلنت جامعة جونز هوبكنز أن هناك أكثر من 3 ملايين و225 ألف و721 حالة إصابة مؤكدة بفيروس تكورونا في الولايات المتحدة، ويتجاوزهذا العدد، عدد سكان 21 ولاية , وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، وتوفي 134 ألف و580 شخصاً على الأقل بسبب مضاعفات الفيروس.
الهند…. بعد تخفيف القيود، تدهور الوضع الصحي في البلاد، فقد سجلت أعداداً مرتفعة للإصابة بكورونا بعد إعلانها السيطرة على المرض والانخفاض التدريجي في عدد الحالات، لكن ارتفعت معدلات الوفاة خلال اليومين الماضيين لتصبح الأعلى في العالم. كوريا الجنوبية….. بعدما كانت من الدول الناجحة في محاربة فيروس كورونا، وأول دولة تعلن عن موجة ثانية من حالات الإصابة بفيروس كورونا , وقال المركز الكوري لمكافحة الأمراض و أن ارتفاع الحالات الجديدة يشير إلى مرحلة ثانية من الوباء في العاصمة سيول. إسبانيا… أبلغت إسبانيا عن ارتفاع جديد في الحالات في منتصف يونيو لكن المسؤولين قالوا إن “تفشي المرض” لا يزال تحت السيطرة ولم تحدث الموجة الثانية بعد.
البرازيل…سجلت 1300 وفاة إضافية لتصل الى أكثر من 74 ألف وفاة مع مليوني إصابة. كولومبيا….أعادت الحكومة الكولومبية في فرض تدابير حجر صارمة على حوالى 3,5 ملايين نسمة للحدّ من التزايد “المُقلق” في أعداد المصابين بكوفيد-19، الوباء الذي يتوقّع أن يبلغ ذروة تفشّيه في هذا البلد في غضون أسابيع، ويشمل هذا الحجر الصارم 2,5 مليون نسمة من أصل سكّان العاصمة بوجوتا البالغ عددهم ثمانية ملايين ي حين تخطّى عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس 5400 وفاة بينها 1123 حالة وفاة في بوجوتا .
ثلاث موجات للإنفلونزا الإسبانية
وذكر معهد “روبرت كوخ” الألماني المتخصص في أبحاث الأمراض المعدية والفيروسات، أنه ستكون هناك موجات أخرى من وباء كورونا وسيتسبب هذا الفيروس في مزيد من الإصابات حتى يُصاب ما يتراوح بين 60 و70 % من السكان , مد فترات العزل الاجتماعي حتى بدا أنها لن تنتهي، أن هذا الفيروس ذو قدرة واسعة على الانتشار، كل شخص مصاب به يمكن أن يُصيب، خلال سبعة إلى أربعة عشر يوما، شخصين إلى ثلاثة… ويذكر ان انتشرت الإنفلونزا الإسبانية على ثلاث موجات قبل اختفائها، فالموجة الأولى ظهرت في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في ربيع عام 1918، وتسببت في عدد قليل من الضحايا وبدت إلى حد كبير مثل الإنفلونزا الموسمية واندلعت موجة ثانية في أواخر أغسطس ، وكانت أكثر ضراوة وحدثت خلالها غالبية الوفيات البالغ عددها 50 مليوناً في الأسابيع الـ13 بين منتصف سبتمبرومنتصف ديسمبر, أما الموجة الثالثة والأخيرة فقد وقعت في الأشهر الأولى من عام 1919 واستمرت حتى الربيع، وكانت أقل شدة من الثانية وتجدر الإشارة إلى أن عدد الموجات وتسلسلها الزمني يختلف بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.