الكثير من الأخبار والتطورات السريعة للأحداث من وراء التصرفات الهمجية التركية والتي يقف العالم كله محللا لما يحدث من التعديات لرئيس دولة صناعة الإرهاب أردوغان والذي لم يترك دولة عربية إلا وكانت أصابع إرهابه الأسود فيها ابتداء من احتلال الشمال السوري وتدمير حلب وترحيل مواطنين المرتزقة في أدلب بمرتبات إليأدوات قتل تذهب بها طائراته من سوريا إلي اليمن وإلي لبنان والسعودية والإمارات والعراق وأخيرا إلي ليبيا كي تكون اداة البطش والقتل للمواطنين الليبيين في طرابلس وضواحيها. والغريب في الموضوع هو كيف لدولة العالم لديه كل الأدلة والبراهين في الأقمار الصناعية وكذلك الدمار الواضح الذي تنقله كاميرات التلفزة ليل نهار عن قتل الأكراد في العراق وسوريا والعجيب أن الولايات المتحدة الراعي الأوحد للأكراد وجيش البشمارجي الكردي والكل يعلم ويفهم الوعود التي أعطتها أمريكا لإقامة دولة الكرد شريطة انكسار نظام الأسد في سورية وانسحاب القوات الأمريكية في الشمال السوري كي تحل محلها جيش سوريا الديمقراطي ولكن ما أن انكمش نظام الأسد إلا ووجدنا أن الجيش التركي يدخل في تلك المناطق ويتمدد أكثر من 62كم وتغلق الولايات المتحدة عينها وآذانها عن الأكراد ثم نجد الطيران التركي يضرب ويقتل الأكراد في سوريا وفي العراق. ولم يقف الإرهاب التركي عند الحدود السورية والعراقية بل ووصل إلي ابتزاز المملكة العربية السعودية في قضية مقتل جمال الخشقجي وإرسال جميعات صادق بمسمي توصيل الأغذية للمواطنين اليمنيين في حين أنها تدعم الانتشار الحوثي ونقل الأخبار اليهم وذهب أبعد من ذلك إلي نقل المرتزقة من سورية إلي ليبيا وتجنيدهم كي يكونوا جنود أمن تدعم حكومة الوفاق التابعة لأردوغان والتي يتقاضي رسوم دعمها من البترول المهرب ومن بيع السلاح ومن أيضا عقود البناء والتصدير, ولولا التدخل المصري لحماية الأراضي الليبية لكانت هناك عراق آخر, ومنذ الوهلة الأولي التي بدأت فيها مصر إنتاج الغاز الطبيعي من المناطق الاقتصادية بعد الاتفاق المصري القبرصي اليوناني والذي نجحت فيه الأطراف إلي وضع مستويات تفاهم تفيد كلي البلدين من عمليات البحث والاستكشاف وإقامة خط غاز يربط قبرص ومصر لاستقبال الغاز القبرصي في مصر مما عجل بتصرفات همجية من الجانب التركي واعتدت علي الحفار الإيطالي ساييبم 12000 من مناطق امتياز أمام شمال قبرص واستمرت التعديات إلي إدخال ثلاثة حفارات تركية للبحث والتنقيب والاستكشاف عن الغاز أمام الشواطئ القبرصية أرسلت مؤخرا كذلك سفينة مسح سيرمي أما المناطق اليونانية, ولم تقف عند ذلك بل أرادت عقد اتفاق مع الجانب الليبي يدعي فيه أردوغان أنه لديه حدودا مع الجانب الليبي بادعاء أن الجرف القاري يصل طبقاته الرسوبية الحاويه للغاز الطبيعي إلي الشاطئ الليبي وعقد اتفاق مع حكومة الوفاق لترسيم الحدود البحرية, ويعتبر هذا غير شرعي لأن هناك دولتين داخل حوض المتوسط ولديهم جزر بها سكان وتابعة إلي دولة اليونان وبالتالي يتم تقسيم الحدود إلي إحداثيات دول مقابلة حيث هناك تقابل بين اليونان وتركيا ومصر واليونان وليس هناك حدود مباشرة بين مصر وتركيا كما تدعي الخارجية التركية, وهنا جاءت المباحثات المصرية اليونانية والتي استمرت لأكثر من أربع سنوات بالتحليل والدراسة وتقييم القوانين ومراجعة التاريخ إلي أن تم الاتفاق والتوقيع عليه من قبل القاهرة واثينا وما وقعت مصر واليونان ترسيم حدودهما إلا ووجدنا هناك اعتراضات من الأتراك علي هذا الاتفاق وما لبثت أن أرسلت سفينة مسح سيزمية تجوب الشواطئ والجزر اليونانية والذي يعتبر استفزازا واضحا للحقوق اليونانية في أراضيها مما استدعي إرسال اليونان لقوة بحرية عسكرية جاهزه علي الاشتباك وتحالفت فرنسا وقبرص مع اليونان وأرسلتا قواتهما البحرية إلي الحدود اليونانية تحسبا لدخول أي اشتباك مع الأتراك واستدعت اليونان بطلب إلي مجلس الأمن الدولي وكذلك استدعت الاتحاد الأوربي وحلف الناتو كي تقيم التعديات التركية علي مناطق السياده القبرصية واليونانية وهناك تعاطف وتكتل مع فرنسا واليونان وقبرص وانضمت لهم ألمانيا وبروكسل وأيضا إيطاليا. والسؤال الذي يطرح نفسه هل سوف تترك الولايات المتحدة الانشقاق الحادث في دول حلف الناتو وغض البصر والانتباه عن التعديات التركية علي دول داخل الحلف وأيضا داخل الاتحاد الأوروبي والإجابة سوف تكون قريبة جدا بأنها ستتخلي عن دعم تركيا بل وسوف تدعوا إلي انقلاب والإطاحة بمجنون العظمة الاستعمارية لدولة تقوم علي أصابع الإرهاب والعنف ونشره في كل دول العالم مهددا للأمن والسلم العالمي… وإلي تكملة في الحلقة القادمة.