ناقشت كلية البنات, جامعة عين شمس اليوم الأثنين الموافق 24/8/2020 “أول رسالة دكتوراه” عن “صندوق تحيا مصر” بعنوان الإعلام الجديد وتشكيل الرأي العام نحو الدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الرئاسة المصرية “صندوق تحيا مصر نموذجًا “، للباحثة هناء حسين قرني، المدرس المساعد بشعبة الإعلام قسم الاجتماع بكلية البنات ،تحت إشراف أ.د/ محمود علم الدين :أستاذ الصحافة والإعلام, بكليةالإعلام – جامعة القاهرة ، وأ. د / فاطمة القليني,أستاذ علم الاجتماع الإعلامي بكلية البنات – جامعة عين شمس ، وأ.م.د / عالية عبد العال , أستاذ علم الاجتماع الإعلامي المساعد بكلية البنات جامعة عين شمس .
وشارك فى مناقشة الرسالة الأستاذ الدكتور , وائل إسماعيل عبد الباري, أستاذ الإعلام رئيس قسم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس والأستاذ الدكتور, محرز حسين غالى أستاذ الصحافة, بكلية الاعلام – جامعة القاهرة .
وجاءت مشكلة الدراسة في رصد طبيعة الدور الذي يقوم به الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام المصري وتحليله وتفسيره نحو برامج ومبادرات صندوق تحيا مصر،وذلك من خلال التعرف على نوعية المشكلات التي تتناولها برامج صندوق تحيا مصر،ومدى إسهامها في حل تلك المشكلات على أرض الواقع والجهات الأخرى المساهمة في حلها سواء كانت حكومية أو شركات خاصة،ومعرفة الاستراتيجية التي تتبعها الجهات الحكومية في التسويق للبرامج والخدمات التي يحتوي عليها الصندوق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لإدارة سمعتها عبر الإنترنت،ورصد موقف الرأي العام الإلكتروني تجاه الدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الرئاسة المصرية من خلال برامج ومبادرات صندوق تحيا مصر وما يعكسه هذا من مؤشرات لصُناع القرار الرسمي في مصر حول اتجاهات الرأي العام المصري نحو الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مصر في الوقت الحالي.
وتُعد أهمية الدراسة في أنها من أولى الدراسات البحثية التي درست اتجاهات الرأي العام المصري نحو صندوق تحيا مصر،ونظرًا لأهمية موضوع الدراسة بوصفه الأول من نوعه منذ مدّة طويلة،فضلًا عن أنه يأتي بعد مرحلة صعبة مرت بها مصر منذ قيام ثورتيْ 25 يناير و30 يونيو،سواء سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، كما تعد الدراسة من أولى الدراسات البحثية العربية عامة والمصرية خاصة ًفي تطبيق أدوات بحثية جديدة في تحليل محتوى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على قاعدة بيانات ضخمة،وذلك بالاعتماد على موقعيْ Analytics Facebook،Socialbakers اللذيْن يستخدمان في جمع البيانات عبر مدة زمنية طويلة من مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تسهم هذه الدراسة في الخروج بمجموعة من المؤشرات الأساسية لحالة أهم مواقع التواصل الاجتماعي نموًّا وانتشارًا لعام2019، بالاعتماد في مصادرها على أهم المواقع الدولية والعالمية المسئولة عن إصدار إحصائيات محددة لنمو التسويق الرقمى.
وتسهم أيضاً في توفير خلفية معلوماتية لصناع القرار والمسئولين حول اتجاهات الرأي العام المصري نحو أداء الرئيس،بما يفيد في تعديل أو تغيير أو الاستمرار في انتهاج بعض السياسات بما يلائم حاجات الرأي العام،ويساعد في الحصول على رضا الرأي العام المصري عن أداء الرئيس.
وتوصلت نتائج الدراسة إلي : من أهم أسباب ثقة المبحوثين في الصفحة الرسمية للصندوق على موقع الفيس بوك هي “دعم الرئيس في تبنيه وإعلانه لمبادرة صندوق تحيا مصر بنفسه”،وتصدرت مباردة “100 مليون صحة ” قائمة المبادرات الرئاسية الأكثر معرفة لدى الجمهور عينة الدراسة. واهتمام الجمهور المصري بالتفاعل والمتابعة لمبادرات وبرامج الدعم الاجتماعي والرعاية الصحية التي يقوم بتنفيذها صندوق تحيا مصر، كما كشفت نتائج الدراسة أن هناك ثقة مرتفعة واتجاهات إيجابية نحو الصفحة الرسمية لصندوق تحيا مصر من خلال موقع فيس بوك،ونجحت بالفعل أن تصبح بمثابة مجال عام جديد لدى مستخدمي الموقع،يتميز بالتفاعلية بين القائمين على الصفحة والمستخدمين بعضهم بعضًا ،من خلال الأنشطة والأخبار والخدمات وحملات التوعية التي يقوم بها الصندوق وأعطت الفرصة للمستخدمين من المبحوثين لتقييم أداء الصندوق بوصفه مؤسسة حكومية تابعة للرئاسة المصرية،في التعامل مع القضايا والمشكلات التي تهم المجتمع المصري بعدِّها قضايا مباشرة تمس حياتهم اليومية .
و استخلصت الدراسة ،أن مؤسسة الرئاسة المصرية قد نجحت بالفعل في خلق رؤية تشمل العمالة والعدالة من خلال صندوق تحيا مصر،الذي جاء بحلول مبتكرة للخروج من
الأزمات التي كانت تعاني منها الدولة المصرية لفترة زمنية طويلة،كما ساعد في خلق ما يسمى “حكومة مسئولة تستجيب” لاحتياجات ومتطلبات جميع فئات الشعب المصري.
وجاءت من أهم توصيات الدراسة :زيادة الاهتمام بإجراء دراسات وبحوث علمية حول أداء الرئاسة المصرية الحالية، وما تقوم به من خطط ومشروعات تنموية للبلاد على مختلف الأصعدة،وترجمتُها للغات المختلفة ونشرها في الدوريات العلمية الأجنبية حول الرأي العام المصري والتغطية الإخبارية لأداء الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” ورصد أبرز الإنجازات التي تمت في عهده.
والتقييم المستمر لأداء وسائل الإعلام الجديد الخاصة بصندوق تحيا مصر ضروريًّا من أجل تحقيق اتصال تنموي مفيد يعكس الاحتياجات الحقيقية لأفراد المجتمع،وذلك من خلال قيام المسئولين عن البعد الإعلامي بتقييم جميع خطط التطوير بشكل نقدي،ومقارنة عملية التطوير بالعمليات المماثلة في أماكن أخرى سواء وطنية أو عالمية،وكذلك مقارنة الخطة بالنتائج المنفذة بالفعل،حيث إن التنمية ليست مسألة ارتفاع المؤشرات الاقتصادية وحدها،ما يهم حقًّا هو التقدم الاجتماعي والثقافي للشعوب جنبًا إلى جنب مع إرادتهم الإقتصادية.