إن إيمان مريم يفوق إيمان جميع الناس والملائكة .
فقد كانت ترى إبنها في مذود بيت لحم ، وتؤمن أنه خالق الأكوان .
رأته يُولد، وآمنت بأزليته .
رأته فقيراً تعوزه أدنى الضروريات، وآمنت بأنه سيد الأكوان .
رأته نائماً على قليل من التبن في مذود، وأخبرها إيمانها بأنه القدير .
وقد رأته يهرب من وجه هيرودس، ولم يهتز يوماً إيمانه بأنه ملك الملوك .
رأته لا يتكلم البتة، وآمنت أنه الحكمة الأزلية بذاتها .
سمعته يبكي وآمنت أنه فرح الفردوس .
وأخيراً، رأته يموت على الصليب، عرضة لكل أشكال الإهانة، وإن تزعزع إيمان الآخرين، بقيت هي تؤمن إيماناً راسخاً بأنه ﷲ .