السلام لك يا مريم يا أم النور .. العذراء القديسة الملكة الجالسة على يمين الرب .. بتلك التسابيح الحسنة والتي تليق بالقديسة العذراء مريم، تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم ١٦ مسرى الموافق ٢٢ أغسطس من كل عام بذكرى إعلان إصعاد جسد العذراء مريم ..رمز النقاء والطهر والقدسية.. فالرب له المجد أراد أن يرفع جسد والدته بنفسه تكريماً لها .. لأنه لا يليق أن يبقى مدفوناً..هذا الجسد الذي حل وتجسد فيه الرب يسوع ، الذي استقبل جسدها على أجنحة ملائكته النورانية..مع تسابيح روحانية..والسيد المسيح يفتح لها باب الملكوت لتجلس عن يمين إبنها وإلهها.
تبارى الفنانون في إبراز قدراتهم ومواهبهم في تصوير حياة السيدة العذراء القديسة مريم منذ البشارة حتى إصعاد جسدها الطاهر إلى السماء.. فعبروا عن تلك الصفات الفريدة بأساليب مختلفة ومتنوعة.. حيث مست صفات شخصية أم النور وجدانهم وإلهامهم .. وكان لها أثرها على فكر كثير من الفنانين فرسموها برؤيتهم الفنية كل بأسلوبه الخاص.
نياحة العذراء القديسة مريم وإصعاد جسدها الطاهر لم يتناوله الفنانون إلا قليلا.. نجد هذا التصور تناوله فنانون مصريون وعالميون .. من اجمل اللوحات التي رسمت للعذراء مريم ام النور للفنان “انسطاسى” الموجودة فى كنيسة القديسة العذراء مريم بالمعادى .. والمعجزة نفسها نجدها في أيقونة نياحة العذراء مريم رسمها الفنانان إبراهيم ويوحنا، الموجودة في الكنيسة المعلقة بمصر القديمة.
ومن بين أجمل اللوحات أيضًا التي رسمت للقديسة مريم أم النور لوحة تجمع بين نياحة العذراء.. وإصعاد جسدها الطاهر للفنان يوسف جرجس عياد.. فرسم أم النور على سحابة نورانية تحملها أيدي الملائكة..والسيد المسيح يفتح لها باب الملكوت لتجلس عن يمينه.. ويظهر في النصف الأسفل من اللوحة عذارى جبل الزيتون..وتوما الرسول يتسلم الزنار وهو يتطلع إلى إصعاد جسدها الطاهر للسماء طالبا منها الشفاعة والبركة وإذا بزنارها “حزامها” الذي كان وسط لفائف جسده يسقط عليه من السماء فإلتقطه وقبله وسبح الله.. وكان الزنار المقدس برهانًا يثبت به لإخوته التلاميذ عما شاهد .. وهو موجود حتى اليوم بكنيسة العذراء أم الزنار بمدينة حمص السورية.
ومن أروع اللوحات العالمية في الفن لوحة العذراء مريم أم النور للفنان الإيطالي بوتيتشيلي..وهي من أشهر لوحات الفنان الدينية..حيث يتجلى فيها جمال التصميم وروعة الألوان .. .نلمس فيها امتزاج التعبير عن الحنان والأمومة وتتويج الرب يسوع لها…كذلك الخطوط والألوان القوية في إنحناءات الثياب التي تقود عين المشاهد مباشرة إلى وجه أم النور مريم من خلال التكوين وروعة الظل والنور في بساطة الألوان.
وتلك الإبداعات النادرة لا تزال تثير الإعجاب في العصر الحاضر.. كما كانت تثيره أيام رسمها منذ القرن الأولى .. تحمل بين طياتها روحانيات المحبة والبركة .. وتجعل الإنسان أكثر قربا من الله…
نطلب من الله أن يحافظ على بلدنا.. وشفاعة القديسة العذراء مريم في هذه الأيام لشعب مصر، كما يحمي شعوب العالم من أي مكروه.. لكي يعيشوا في سلام بالود والمحبة .. وخاصة شعب لبنان الشقيق.
وينعم على جميع البشر بالخير والحق والجمال .. وكل عام وأنتم بخير.