في شهر أغسطس عام 1945، أسقطت قاذفة أمريكية قنبلة ذرية فوق مدينة هيروشيما، مما أسفر عن مقتل نحو 140 ألف شخص ، ثم تم إسقاط قنبلة نووية ثانية على مدينة ناغازاكي، بنهاية أغسطس كانت قد استسلمت اليابان منهية الحرب العالمية الثانية.
بنهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، استسلمت ألمانيا لقوات الحلفاء (انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة) في مايو عام 1945، لكن الحرب العالمية الثانية استمرت في آسيا، حيث حارب الحلفاء الجيش الياباني، واعتقدت الولايات المتحدة أن إلقاء قنبلة نووية – بعد أن رفضت طوكيو مهلة سابقة للسلام – من شأنه أن يفرض استسلامًا سريعًا دون المخاطرة بخسائر أمريكية على الأرض.
وبالفعل في السادس من أغسطس، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الأولى – التي سميت بـ”الولد الصغير” – على هيروشيما، حيث كان الهجوم هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدام سلاح نووي خلال الحرب.
ويُعتقد أن ما لا يقل عن 70 ألف شخص لقوا مصرعهم على الفور، في الإنفجار الضخم الذي دمر المدينة، كما توفي عشرات الآلاف جراء الإصابات الناجمة عن التسمم الإشعاعي، في الأيام والأسابيع والأشهر التالية، عندما لم يأت استسلام فوري من اليابانيين، تم إسقاط قنبلة أخرى، أطلق عليها اسم “Fat Man” أو “الرجل البدين”، بعد ثلاثة أيام على بعد نحو 420 كيلومترا إلى الجنوب فوق مدينة ناغازاكي.
وأعداد القتلى المسجلة هي مجرد تقديرات، لكن يُعتقد أن نحو 140 ألف من سكان هيروشيما، البالغ عددهم 350 ألفا قد قتلوا، وأن نحو 74 ألفا آخرين على الأقل لقوا حتفهم في ناغازاكي.
وأدى الهجوم النووي إلى نهاية مفاجئة للحرب في آسيا، إذ استسلمت اليابان للحلفاء في 14 أغسطس 1945.
والواقع أن مدينة هيروشيما لم تكن هي المقصودة بالقنبلة النووية ولكن كانت “كوكورا” إحدى المدن التي اندمجت في عام 1963 لتشكل مدينة كيتاكيوشو التي تضم أقل من مليون نسمة.
فقد كانت كوكورا واحدة من الأهداف المختارة للقصف بالقنابل النووية لليابان في عام 1945 وقد نجت بأعجوبة من الدمار في أواخر الحرب العالمية الثانية، وفي الواقع، كانت كوكورا على بعد دقائق فقط من القصف بالقنابل النووية .
لكن لم يتم قصفها بالقنبلة النووية أبدًا، حيث أجبرت مجموعة من العوامل مثل انعدام الرؤية وسوء الأحوال الجوية، القوات الجوية الأمريكية على التوجه نحو الهدف البديل ناغازاكي.
وقامت الطائرات الأميركية خلال الليل بقصف مدينة ياواتا الصناعية المجاورة باستخدام القنابل الحارقة؛ ما أسفر عن تصاعد كميات كبيرة من الدخان غطت سماء كوكورا، وبالإضافة لكل ذلك عمد عمال أحد المصانع المحلية إلى إحراق كمية هائلة من الفحم القاري بهدف حجب الرؤية حول مدينتهم؛ وبذلك نجت المدينة مرة أخرى، و أفلتت من ارتباط اسمها بتاريخ الكوارث، ونجت كوكورا من الدمار ، ولكن ليس من الفزع.
وعندما ظهرت أنباء أن القنبلة التي ألقيت فوق ناغازاكي كانت في الأصل موجهة إلى المدينة اختلطت مشاعر الراحة بالحزن والتعاطف، ويوجد في كيتاكيوشو نصب تذكاري للقنبلة الذرية التي ألقيت على ناغازاكي، وتم وصف مدينة كوكورا بالمدينة المحظوظة .