– سامح أديب “صيدلي”: بعض المصانع تعيد تدوير المخلفات الطبية و5% فقط من جامعي القمامة يرتدون الجوانتي
– وزارة البيئة: تم رفع 6770 طن مخلفات ومتابعة التخلص الآمن من المخلفات في نحو 46 منشأة خلال الأيام الماضية
تشكل النفايات الطبية خطرًا داهمًا على الصحة العامة للإنسان والمجتمع إذ لم يتم التعامل معها والتخلص منها بالشكل المناسب الذي يقي الإنسان من خطر الإصابة بالأوبئة والفيروسات، فوفقًا للبيان الصادر عن منظمة الصحة العالمية، تسببت المعالجة غير السليمة للنفايات الطبية (استخدام الإبر والحقن الملوثة بشكل أساسي) في عام 2000 بالإلتهابات التالية في جميع أنحاء العالم: التهاب الكبد B: 21 مليون إصابة، والتهاب الكبد C: 2 مليون إصابة، وفيروس نقص المناعة البشرية 260 ألف إصابة، ويبلغ احتمال عدوى الشخص الذي يجرح مرة واحدة من إبرة سبق استعملها مريض مصاب بالعدوى 30% إذا كانت العدوى بفيروس التهاب الكبد B وتتفاوت نسب العدوى في الفيروسات الأخرى، مما يوضح أهمية معالجة النفايات الطبية، فمخاطر نقل النفايات الخطرة كبيرة وعوامل الخطر الكامنة في بعض المواد تزيد بشكل يومي ولا سيما في ظل جائحة الكورونا التي يتعرض لها العالم وفي ظل تواجد النفايات الطبية ليس فقط في المستشفيات والصيدليات وإنما أصبحت النفايات المعدية متداولة داخل المنازل مما يحتم علينا معرفة الطرق السليمة والآمنة للتخلص من النفايات الطبية دون التعرض لخطر الإصابة بالعدوى.
عمال النظافة على خط النار في ظل كورونا:
يقول “عم سامح” كما ينادونه أصحاب الصيدليات بمنطقة الخصوص عامل نظافة في جمع النفايات الطبية: أجمع النفايات وأخي في سيارة نقل خاصة بنا من الصيدليات والمستشفيات منذ زمن بشكل يومي وتخرج هذه النفايات إلى مقالب القمامة في منطقة أبو زعبل ثم نقوم يتم حرقها، فهناك أكياس العمليات الجراحية وأكياس أخرى مخصصة للإبر والأقنعة والجوانتيات وغيرها، ولم يمر علينا يوم إلا وتنجرح أصابعنا في جمع هذه المخلفات، ومن المعروف في مجالنا أن عمر جامع النفايات الطبية هو الأقصر نظرًا لما يتعرض له من الأمراض، ولا سيما أننا لا نستخدم القفازات أو الكمامة أثناء عملنا فهي تعجزنا عن العمل، لافتًا إلى أنه لا يتم صرف الجوانتي أو الكمامة لعامل النظافة خلال عمله، وإن كان بعض أصحاب المستشفيات يعطونها لنا أثناء جمع القمامة.
إعادة تدوير المخلفات الطبية
يقول دكتور سامح أديب صيدلي بمنطقة الخصوص: إن التخلص الآمن من النفايات الطبية في المستشفيات يتم عن طريق جمع هذه النفايات وحرقها و إعدامها في الأماكن المخصصة لها، لأنها مصدر للعدوى بشكل كبير ولا سيما في ظل فيروس كورونا، ويفضل لو تم التخلص من هذه النفايات في المستشفيات أو العيادات، ومن المفترض أن يكون في المستشفيات أفران ووحدات مخصصة لحرق النفايات الطبية لأن نقل هذه النفايات معدي فيكون من الأفضل ألا تخرج من المستشفيات، وكذلك الأمر بالنسبة للصيدليات يفضل أن يتم حرق المخلفات الطبية وتمزيقها وحرق الإبر الطبية قبل خروجها من الصيدلية، ومن المفترض الالتزام بعدم استخدام المستلزمات الطبية في الصيدليات من “السرنجات والكانيولا والاسترة”، ولا بد من تشديد الرقابة على عدم بيع هذه المستلزمات في الصيدليات وتكون متواجدة في المستشفيات فقط، لأن استخدامها في الصيدلية أمرًا خطيرًا ويعرض للعدوى وكذلك يعرض جامع القمامة للعدوى عن طريق ملامسة هذه المخلفات، ويستمر مسلسل تناقل العدوى والأمراض متفشيًا، وبالنسبة للتخلص من النفايات الطبية في المنازل فلا بد من جمعها ولفها في أكياس مخصصة للقمامة وربطها.
لافتًا إلى أن هناك بعض المصانع في منطقة الخصوص يتم فيها جمع المخلفات الطبية وإعادة تدويرها ولا سيما فيما يتعلق بالأجزاء البلاستيكية منها، ومشيرًا إلى أن بعض جامعي القمامة بنسبة لا تزيد عن 5% فقط يرتدون القفازات الطبية والكمامة أثناء جمع القمامة، إلا أن السواد الأعظم منهم لا يتعامل من خلال الجوانتي أو الكمامة وهو ما يعرضه للعدوى، مؤكدًا على أن جامعي القمامة هم الذين يبتاعون هذه المستلزمات الطبية خوفًا على أنفسهم ولا يتم صرفها لهم من قبل النقابة المختصة بشؤونهم أو غيرها.
غسل الكمامة والجوانتي ثم تمزيقها قبل التخلص منها
يقول الأستاذ الدكتور وليد أبو السعود عضو بلجنة الطب الوقائي ،إن التخلص الآمن من النفايات الطبية في المنازل يأتي باستخدام المقص أولًا ويكون المقص مخصص لهذا الأمر فقط، أي أقوم بقطع القناع الطبي أو الجوانتي لقطع صغيرة باستخدام “جوانتي” والتخلص منهم في حقيبة بلاستيكية آمنة ،لأن هناك بعض ذوو النفوس الضعيفة يقومون بغسل هذه المستلزمات وإعادة بيعها للصيدليات والجمهور بشكل عشوائي لإعادة استخدامها مرة أخرى، مؤكدًا على أن الفيروس يعيش على أسطح الكمامات الطبية ما يقرب من 72 ساعة وهو ما يشكل خطرًا داهمًا في حال عدم التخلص منها بشكل صحيح.
وأما عن المستشفيات يقول “أبو السعود” إن التخلص لا يكون بداخل المستشفى ولا يوجد بالمستشفيات وحدات لحرق النفايات الطبية، فوفقًا لتعليمات وزارة الصحة يكون التخلص في أماكن مخصصة ومعزولة لإعدام النفايات الطبية، مؤكدًا على أن التخلص من النفايات الطبية في المستشفيات آمن بنسبة 100% ولا يتم إعادة تصنيعها أو استخدامها على الإطلاق.
لافتًا على أن الطب الوقائي يقوم بالتفتيش عما يتعلق بالنفايات الطبية، كما أن هناك جهات مسؤولة تابعة لوزارة الصحة والمباحث ووزارة الداخلية تقوم بالتفتيش المستمر عن هذا الأمر ويقومون بالتخلص الآمن من النفايات الطبية في المستشفيات، إلا أن التخلص من النفايات المنزلية غير آمن لذا يجب الحرص كل الحرص أثناء التخلص منها باتباع الطريقة سالفة الذكر.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور هشام قاسم بجامعة طنطا : إن التخلص من النفايات له طريقتان لعل أهمها الطريقة التي من المفترض أن تتبع من قبل المواطنين،_ ويجب القيام بحملة توعية كبيرة عبر كافة أجهزة الدولة ولا سيما في وسائل الإعلام_ ويتم التخلص كالآتي: يقوم المواطن بعد العودة لمنزله بغسل “الكمامة الطبية” والجوانتي خاصته لمدة تتراوح ما بين 15 : 20 دقيقة بالماء والصابونة ، ثم يتم تقطيعهم بمقص مخصص لهذا الأمر والتخلص منهم في شنطة بلاستيكية مغلقة حتى لا يتثنى لأي شخص آخر لا يدرك مفاهيم الوعي الصحي إعادة استخدامهم، وتعد هذه الإجراءات أهم ما أوصت به منظمة الصحة العالمية، ليس هذا فقط وإنما عدم اتخاذ هذه التدابير من قبل الأشخاص يعرضنا لأقصى درجات تفشي الوباء في حال ما إذا تم استخدام هذه الكمامات أو الجوانتيات مرة أخرى سواء عن غير وعي من المواطن البسيط أو عبر جهل بهدف طمع نفوس جامعي القمامة للحصول على مبالغ مادية بواسطة جمعها وإعادة بيعها.
وتأتي الطريقة الثانية وهي التي تقوم على المشاركة بين كلًا من وزارة الصحة ووزارة البيئة من خلال تجهيز مدافن صحية لإعدام وحرق وطمر النفايات الطبية.
وشدد على تعقيم السيارات التي تقوم بجمع القمامة وكذلك الأشخاص المختصين بالنقل والقائمين على التخلص من هذه النفايات في المدافن الصحية، مستطردًا :”لعل أهم ما نخرج به من هذه الأزمة هو أن صحة المواطن هي أهم استثمار وأغلى ثروة حقيقية يجب أن يسعى إليها المواطن والدولة معًا، فلن نجد اقتصادًا قويًا إلا إذا تمتع المواطن بصحة جيدة، فيبقى الإنسان هو عماد المجتمعات والقادر على الإنتاج والعمل وبدونه تسقط المجتمعات”.
التشديد على المستشفيات بتدمير المخلفات الطبية
يشدد الدكتور أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب على ضرورة الاهتمام بالتخلص الآمن من النفايات الطبية ولا سيما في مستشفيات العزل و الصدرية والحميات في ظل جائحة كورونا، وضرورة إعدام المخلفات الطبية سواء بالحرق أو الطمر أو التطهير الكيميائي والمعالجة الحرارية أو التعقيم بالبخار وأن الأمر يستلزم رقابة شديدة، مشيرًا إلى وجود قسم معني بهذا الأمر تابع لوزارة الصحة يقوم بالرقابة لأن هذه المخلفات وسيلة لنقل العدوى، فيما لفت إلى ضرورة التنبيه على المستشفيات بتدمير الأقنعة الطبية والقفازات وغيرها من المخلفات الطبية قبل التخلص منها لمنع إعادة تدويرها.
وزارة البيئة: الوزارة تعمل على قدم وساق للتخلص الآمن من النفايات الطبية في ظل كورونا
قالت هبة معتوق المتحدث باسم وزارة البيئة في السياق ذاته: إن الوزارة تعمل على قدم وساق فيما يتعلق بهذا الأمر نظرًا لخطورته، مشيرة إلى أن مصير النفايات الطبية الخاصة بفيروس كورونا، يبدأ بإضافة المواد المطهرة قبل نقلها من المنشآت الصحية ثم يتم حرقها ودفنها بالطرق الآمنة ، كما لفتت إلى أن التعامل مع مخلفات القرى التي تم عزلها تحت الحجر الصحي يكون من خلال فتح خلية منعزلة عن النفايات العادية ودفنها ثم تغليفها بطبقة من الجير.
كما أنه تم التنسيق مع عدة وزارات خلال الفترة الماضية وهي وزارة الاتصالات ووزارة الصحة ووزارة التعليم العالي فيما يتعلق بالتخلص الآمن من النفايات الطبية، والتنسيق مع المستشفيات الجامعية على تكليف مسئول لإدارة النفايات بكل منشأة صحية من قوة العمل بذات المنشأة لمتابعة تنفيذ خطة إدارة النفايات ولا سيما فيما يتعلق بالفصل السليم وتقليل كمية المخلفات من الانشطة الطبية العادية لتوفير السعة اللازمة لاستيعاب معالجة النفايات المتولدة من جائحة كورونا ولا سيما بعدما كثرت بشكل مبالغ فيه، فيما لفتت “معتوق” إلى أن الوزارة قامت بتدريب وإعداد 68 مدربًا في نحو 15 محافظة ،وبتوجيه ومتابعة أعمال مسئولي النفايات لتقليل الانتقالات، كما أنه تم رفع 6770 طن مخلفات ومتابعة التخلص الآمن من المخلفات في نحو 46 منشأة خلال الأيام الماضية،كما يقوم جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع للوزارة بتكثيف أعماله في السيطرة اللازمة حيال المخلفات للحد من التلوث المحتمل.
كما أشارت إلى أن الوزارة خصصت موقع إلكتروني لتلقي الشكاوى وتسجيلها وإرسالها عبر البوابة الالكترونية على الانترنت فيما يتعلق بالمخلفات وهو: www.shakwa.eg وكذلك تطبيق الهاتف المحمول “في خدمتك” أو عبر الخط الساخن لمجلس الوزراء 16528 أو أرقام الواتس آب المخصصة لتراكمات القمامة 01555516528 – 01555525444