– “كورونا” أفسدت فرحة الأسر المصرية واصطحاب أبنائها للعرس الانتخابي في انتخابات “الشيوخ”
– مشاركة المرأة في انتخابات “الشيوخ” .. تقوية لموقف مصر وظهير شعبي قوي و داعم لايستهان به أمام العالم
“تحية لكل امرأة وطنية مصرية” تثبت للعالم بأكمله مدى وطنيتها وفعاليتها تجاه كل استحقاق انتخابي تشهده مصر عبر سنوات لاستكمال بناء مؤسسات الدولة, لتأتي مشاركتها المعهودة في انتخابات مجلس الشيوخ ليس بالأمر الجديد أو الغريب عليها وإنما كعادتها تتصدر المشهد الانتخابي ونجدها مبادرة تتفاعل بإيجابية مع كل حراك سياسى دون توجيهها أو تحفيزها .. فقط حسها الوطنى وانتمائها وغيرتها على مستقبل بلدها هو ما يدفعها من أجل المشاركة الوطنية والإدلاء بصوتها لمن يستحق وقادر على قيادة المرحلة الراهنة التي نمر بها بما يعطى انطباعا مشرفا لما تقدمه عن حب لوطنها كشريك اساسى فى صنع القرار و رسم مستقبل بلدها بما لا يدع احدا المزايدة على وطنيتها فلولا مشاركتها غير المسبوقة و التى فاقت كل توقعات ما كانت تستكمل المسيرة أو ما كان سطر التاريخ كفاحها باحرف من نور بكونها كتلة تصويتية مهمة يعول عليها لترجح كفة على حساب اخرى .
ورغم انطلاق مراسم الاستحقاق الانتخابي الجديد الخاص بمجلس الشيوخ وسط أجواء مختلفة بعض الشىء عن كافة الاستحقاقات التى شهدتها مصر عبر سنوات ماضية نظرا لما تمر به البلاد من ظروف استثنائية نتيجة أزمة “كورونا” والمخاوف من انتشار العدوى , ومن ثم كانت الاستعدادات لاجراء الانتخابات مشددة لمواجهة ذلك التحدى من تأمين العملية الانتخابية من الناحية الامنية كما هو متبع فى كل الاستحقاقات التى شهدتها مصر الى جانب التأمين من الناحية الصحية منعا لانتشار عدوى كورونا , لاحظنا ان مشاركتها لن تتأثر باى ظروف لنجدها تتقدم الصفوف الاولى أمام المقرات الانتخابية منذ الصباح الباكر و ربما قبل فتح اللجان، تقف فرحة بعزيمة وإرادة واصرار مع اتخاذها كافة الاحتياطات اللازمة لسلامتها درء من الاصابة بعدوى “كورونا “, فجاءت مشاركتها أيضا هذه المرة عن وعي صحي بجانب الوعى السياسى و الوطنى بارتدائها الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعى مع إتاحة البعض منهن مطهرات للتعقيم فى صورة حضارية توضح كيف تتحرك المرأة و تتصرف وفق المناخ العام السائد , فلم تدع أزمة “كورونا” تسيطر عليها وتمنعها عن المشاركة و تلبية نداء واجبها الوطني.
حرصت المرأة المصرية على المشاركة في الاستحقاق الانتخابي الجديد رغم ظروف ” كورونا ” نظرا لإدراكها قيمة صوتهن فى تقرير مصيرهن و بناء مستقبلهن , جاءت المشاركة التى اعتادنا عليها من ” بنت البلد ” سواء كانت زوجة أو ابنة أو اخت لتجعل من خروجهن للانتخاب يوم تعبير عن ارادتهن الحرة ليقلن كلمتهن بكل امانة امام صندوق الاقتراع ليعطين صوتهن لمن يستحق للمرحلة و من قادر على المشاركة فى صنع القرار , خرجن فى انتخابات مجلس الشيوخ ليقلن ” نعم ” لاستكمال بناء مؤسسسات الدولة , ” نعم ” لاستقرار الدولة المصرية , ” نعم ” للبناء, “نعم” للعطاء , “نعم” لتثبيت دعائم الدولة المصرية , “نعم” من أجل مستقبل أفضل لأبنائهن وأبناء وطنهن .
كانت مشاركتهن المشرفة لاستكمال المشوار بمثابة تقوية لموقف مصر امام العالم باجمعه لتعلن بجانب الرجل ان لمصر ظهير شعبى قوى و داعم لا يستهان به و انه كما يقاتل اشقائنا و ابنائنا على الجبهة , ينبغى علينا جميعا القتال امام صناديق الاقتراع لنرسم معا طريق وطننا الحبيب , فتحول المشهد من مجرد انتخابات و واجب وطنى الى ” عرس ” حقيقى بوقوف الجميع يد واحدة من اجل استقرار وطنهم لنجد رغم اختلاف اماكن تواجد المرأة بانحاء الجمهورية و مراحلهن العمرية و توجهاتهن السياسية و الفكرية و الاجتماعية و هويتهن الدينية فمنهن من هن متقدمات فى السن و ربما منهن من تعانى من ظروف صحية و منهن من هن من ذوى القدرات الخاصة الا ان شىء واحد يجمعهن هو حب الوطن و الخوف على مستقبله .. و من فرحة المشاركة كان للمرأة دور فى اشاعة الفرحة و البهجة داخل بعض المناطق منهن من يطلقن الزغاريد خارج المقار الانتخابية و داخل اللجان و منهن من يشيرن بعلامة النصر فى مشهد يعطى انطباعا عن مدى الحرية و الرضا تجاه ما يعايشونه حاليا من اوضاع سياسية مستقرة .
بطبيعة الحال , فرضت الظروف الراهنة على غالبية الاسر المصرية بسبب ازمة ” كورونا ” و لاسيما ” الامهات ” بعدم اصطحاب اطفالهن الصغار معهن للاحتفال معا بالعرس الديمقراطى حيال ذلك الاستحقاق الانتخابى خوفا عليهن من العدوى بخلاف ما كان اعتادنا عليه من حرصهن على المشاركة مع ابنائهن الصغار تجاه كافة الاستحقاقات التى شهدتها مصر خلال فترات سابقة , و دخولهن اللجان معا بالاعلام المصرية و العمل على ” غمس ” اصبع اطفالهن فى الحبر الفسفورى – الذى منع استخدامه هذه المرة تفاديا لانتشار الاصابة ب ” كورونا ” – الى جانب التقاط الصور التذكارية ليتشاركن معا فرحة الانتخابات بما يغرس فى نفوسهم حب الوطن و الاعتزاز للانتماء اليه لاسيما فى ظل الاوضاع السياسية المضطربة و ما بها من تحديات حيث حرب الدولة ضد الارهاب و قوى الظلام , و ربما افسدت ” كورونا ” تلك الفرحة بكونها كانت فرصة عملية لاعادة النظر بشأن طرق تربية ابنائنا و حمايتهم ممن يستهدفون اضعاف وطنيتهم ليصبحوا السيف الذى يطعن به وطنهم , و لعل المسئولية مشتركة بتفعيل دور الاسرة و المدرسة و الجامعة بجانب الكنيسة و المسجد فلكل منهم دور فعال فى التوجيه بشكل صحيح لزرع لبنة صالحة للمجتمع محبة لوطنها معتزة بانتمائها اليه و مدركة حدود مسئوليتها و لا ينبغى التعويل على احدهم أو الفصل فيما بينهم , و ان كان حب الوطن من خلال الاسرة لا يكتمل الا اذا كانت العلاقة بين الاباء و الابناء صادقة و سوية يبدأ باشكال بسيطة ربما يتخذها الاباء لتربية ابنائهم على حب الوطن و تعميق المواطنة من منطلق القدوة العملية و ليكن عندما يرى الابناء والديهم يتابعون الاحداث و يتفاعلون معها لاشك انه عامل ايجابى فى تنمية ذلك الاتجاه فى محاولة لننأى بابنائنا عن حالة السلبية و اللامبالاة التى قد يعايشونها البعض و لسان حالهم ” خلينا ماشين جنب الحيط ” ليحيوا بمعزل عن مجتمعهم , رافضين له ليصبحوا يوما فريسة سهلة لمن يستقطبهم من الجماعات الارهابية كى تطوعها كما تشاء مثلما رأينا من قبل فى اعتصامات رابعة و النهضة باستغلال برائتهم باعطاء الطفل احساس بقيمته و اهميته من منطلق مغلوط بكونه يقوم بعمل من شأنه ارضاء الله و ان ما يسلكه هو طريق الجنة من خلال نشر افكار هدامة مدمرة , و هو ما ينبغى علينا زرع قيمة التسامح و المحبة و التعاون و الانتماء فى وجدانه و عقله حتى لا يصبح السيف الذى يطعن به الوطن لخلق مواطن مفيد ايجابى يتفاعل مع مجتمعه و يعمل لبنائه و تقدمه , ليصبحوا خير الارض و القيادة و الشعب لتراب ذلك الوطن انقاذا لابنائنا مما نعايشه اليوم و ما نأسف اليه باقدام البعض لانتهاج سلوك سلبى يستهدف التخريب و استخدام العنف .