عشرة مجالات للفعل
استخدام جميع مسارات التدفق لتأمين سيولة وانتشارية الطاقة علي الأساس العالمي والمحلي هو غاية يسعي الجميع إليها, وقد تم تحديد عشر فرص جديدة في الطاقة للرخاء المستدام وشعوب الأرض.
1ـ فلنعتمد زعامة قيادية مؤثرة جديدة
إن إدارة الانتقالية الطاقية العالمية علي نحو ناجح لهي تحد معقد لا يمكن إدراكه مرة واحدة وإلي الأبد.. فنظام الطاقة يتميز بتنوعية متزايدة في المشاركين فيه, والاهتمامات, والتحديات.
ولا تستطيع تكنولوجيا الطاقة الجديدة وحدها مناولة الحلول العلمية المواقتة التي يمكن أداء مقابلها (أي دفع ثمنها), ولذا فالقادة المسئولون يعملون الآن علي حفز الاقتراب إلي نظام كلي whole system يتأصل من خلال التجدد التعاضدي, والتجارب المشتركة, والانفتاح للتعلم المتواصل, ويمكن للسيناريوهات المرادفة أن تفيد في تصفية تعقدية التغيرات في شبكات الإمداد, ومصادر الطاقة وخدماتها, وفي تمهيد الأرضيات المشتركة الجديدة.
2ـ ولنقاوم فخ حلول التثبيت السريع و المسمار الفضي
ليس هنالك مقاس واحد يناسب كل الحلول, ولا توجد فسحة للإطراء أو الإجحاف والتحامل تجاه أحد مصادر الطاقة أو غيره, فتبني التوليفة ذات الكربون الصفري الخالص, والفحم النظيف عالي الكفاءة منخفض ابتعاثات غازات الدفيئة, وآليات التخفيف الكربوني, والطاقة المتجددة التي يعول عليها ويمكن أداء مقابلها, يعد أمرا جوهريا إذا تعين علينا أن نحرز انتقالا مواقتا بيئيا وفي المتناول اجتماعيا, وأن نمكن للخيارات السياساتية الأفضل.
3ـ ولنعجل بالتجارة في الموائع النظيفة
تبزغ الآن مسارات جديدة للحرارة والموائع والغاز والتخزين ذات الكربونية الصفرية الخالصة (الزرقاء), وصفرية الأحفوريات (الخضراء) التي بمستطاعها التمكين لصعود المتجددات, والوصول إلي أطراف في نظام الطاقة لاتزال مكلفة جدا في انتزاع كربونها, فيمكن زيادة تدفقات الطاقة النظيفة (السيولة) بالتحويل فيما بين الإمداد والتخزين, وتحقيق التقدم في التكامل الإقليمي, والتمكين لأسواق جديدة لتجارة الطاقة النظيفة ووفقا لدراسات النمذجة والدراسات التحليلية فإن الهيدروجين هو مبدل الوضع والتنافس, وقد يبلغ نقطة الارتفاع ذات 2.5% (11 إكساجول) من الاستهلاك الإجمالي النهائي للطاقة بحلول عام 2040, ثم يتعجل فيما بعد.
ويتعين علي الحكومات والمنظمين علي المستويين الإقليمي والوطني أن يؤسسوا مجالا لمستوي التداول للوقد المائعة, وأن يؤكدوا القبول الجماعي للوقد الخضراء المستوردة.
4ـ ولنمكن لتخطيط عمل البنية الأساسية للطاقة
التخطيط المسبق المتقدم لتأمين الاستثمار الضروري للبناء الجديد, وإدارة التمديد للمحطات, وإعادة الاستهداف للأصول القائمة, يتعين أن تأخذ بعين الاعتبار أن قسما متناميا من نظام الطاقة صار أقل وضوحا لصانعي السياسات ومشغلي الشبكات, ولذا فالتخطيط المسبق يتطلب تنسيقا للبيانات في علاقتها بترسيم خرائط هياكل البنية الأساسية الحرجة, وتشارك والتحام مقسمي ومجمعي الطاقة.
5ـ ولنحتضن تصميمات للأسواق الجديدة
تقود اللاتمركزية أو التوزعية في القوي الكهربية إلي تغيرات مهمة ذات مغزي لقواعد تصميمات الأسواق, وإلي الأخذ بالتكنولوجيات الجديدة وانتشارها. وتحتاج الحكومات أن توصل بأمانة استراتيجيات متكاملة للانتقال الطاقي, لا تتحدي فقط الأعمال الكبيرة وتقدم وعودا بالدعوم للعامة, بل بديلا عن ذلك يتحتم أن تقنع المجتمع أن اللا في فنائي الخلفي nimbyism معناها الصريح ألا تذهب للتغيير, بينما كل واحد مطالب بأن يساهم وأن يغير سلوكه.
إن المقبولية الاجتماعية لأي نوع من التكنولوجيا الجديدة, سواء طاقة سلسلة الكتلة أو الفحم النظيف, أو النووية الجديدة, أو الهيدروجين, أو تخزين الطاقة حديث العهد, أو مزارع الرياح لم تعط إجمالا بعد, وهي حاسمة للعهد للجديد.
إن الوقد الأحفورية ستظل مناط الاحتياج لعقود عدة قادمة خاصة الفحم النظيف, ولذا يتعين أن تصير نظيفة مع بقائها في الوقت ذاته يعول عليها, ويمكن دفع ثمنها.
6ـ ولنعزز الحوار العالمي بشأن الوصول الأنفع والأعدل مجتمعيا للانتقال الطاقي
بغض النظر عن التقدم الحادث في إغلاق الفجوة الأساسية أو القاعدية في الوصول للطاقة, يوجد علي وجه التقريب بليون من البشر لا يزالون يعتمدون علي حرق روث البهائم والخشب للطهو والتسخين, وهو السبب الرئيسي المؤدي للموت المبكر.
إن إحراز 100% وصولا للطاقة بحلول عام 2030 يبدو مجديا للغاية, ولكنه يتطلب البناء علي الخبرة المتحصلة من الدول المتقدمة, والنماذج الناجحة في قطاع الأعمال.
وفي ظل تنامي فقر الطاقة في بعض دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية, يبدو ما يسمي بالوصول الأساسي أو القاعدي للطاقة إجراء كليلا لا يؤمن تدفقات الطاقة النظيفة النافعة المطلوبة لتمكين الرفاه العالمية, وبلايين الأرزاق والمعايش الجديدة, علي أن التعاون الدولي والإجراءات الصلبة تتعاظم ضرورتها لتقوية الوصول النافع للطاقة, وتنمية وتنويع ونزع كربنة الاقتصادات جميعا.
7ـ ولنوفر أمنا مشتبكا ومرنا ولنستثمر في المطاوعة الدينامية
طالما تميز أمن الطاقة القومي تقليديا بقوة وشدة ونشاط نظم الطاقة, وبالأرصدة الاستراتيجية من النفط. ويكشف الارتحال إلي نظم للطاقة تتميز بالرقمنة, والتوزع, واللاكربونية عن تحديات جديدة لأمن الطاقة ـ بما في ذلك الأحوال الجوية المتطرفة, ورؤيانية الشبكة, والعولية, والمطاوعة والاحتمالية, وتهديدات الأمن السيبراني. وتعتبر المطاوعة والاحتمالية الدينامية إطارا جديدا للعمل يمكن تبنيه من قبل الحكومات وقطاع الأعمال لاحتضان فرص التعلم خلال محاكاة الكوارث, وإعداد استجابات معجلة, والارتقاء بالمنظومة.
8ـ ولنقو استراتيجيات الترابط والاقتران نحو استخدامات أعمق انتزاعا للكربون يمكن أداء مقابلها للحرارة والغاز والوقود
مخرجات مسارات التكامل السياساتي واستراتيجيات الترابط والاقتران القطاعي ضرورية لمقابلة التحديات الأعمق لنزع الكربنة, المرتبطة بالاستخدامات غير المكهربة للطاقة, بما في ذلك التدفئة والتبريد الفراغي, والنقل علي المسافات الطويلة, والاستخدامات الصناعية للحرارة, والوقد الغازية والمائعة.. فالآليات التخفيفية للكربون, سواء كانت موضع الترحيب أم لا, ستكون هي مناط الاحتياج في حالات كثيرة.
9ـ ولنطور اقتصاديات جديدة للانتقال الطاقي
التكلفة الكلية لمجمل الانتقال لنظام الطاقة ليست هي ذاتها كالتكلفة الحدية للإمدادات الجديدة, فإذا استهدفنا 100% قدرات متجددة نحتاج أن نأخذ بعين الاعتبار التكلفة المضافة للتقطعية والترجحية التي تعتور المتجددات في خدمة عولية الطلب علي الكهرباء, والقدرة علي أداء مقابله.
10ـ ولنغلق فجوة المهارات والقدرات والاستطاعة
تحاول قطاعات الطاقة علي اتساع العالم أن تجتذب الموهبة والألمعية ونبوغ الأذكياء, وأن تعالج الفجوات الحرجة في المهارات.
ولسوف لا يكون أخصائيو الطاقة المستقبليون كلهم من المهندسين, لكنهم سيحتازون مهارات متعددة مختلطة, وسيأتون من كل شرائح المجتمع, فالتعليم الهندسي وبناء القدرات هما مرتكزان جوهريان لخلط المهارات والقدرات ومزجها, وقد صارا يتلقيان الآن فصاعدا اهتماما لجوجا.