المصري القديم عرف وظيفة (الشفيع)، بمعنا القتال وحماية الآخرين!
من مرحلة الكتابة بالحرف الهيروجليفي، معنا الجدر اللغوي (شفع) = قاتل/ حارب/ حما!
والأصل فـ (المحاماة), تقديم (الحماية), ترجمة لأصلها من الرومانية القديمة (اللاتينية)!
أصل الحكاية صورة من مشهد المحاكمة الأوزيرية:
حورس بيقود المرحوم وبيدافع عنه قدام رئيس محكمة الآخرة (أوزوريس)!
ايزيس بتقود المرحوم وبتدافع عنه قدام رئيس محكمة الآخرة (أوزوريس)!
وبإختلاف البرديات واختلاف العصور، لمتوفين متعددين، بتختلف شخصية الشفيع المحامي عن المتوفي ما بين النترو المقدسين، نفتيس وتحوتي وأنوبي.. لخ!
خلونا نقف لحظة هنا، ونفكر نفسنا، ان المصري القديم مش ممكن يكتب فـ النصوص المقدسة عن حاجات بتحصل فـ الآخرة، ويكون ميعرفهاش فـ حياته اليومية!
يعني مش ممكن يتكلم عن قضاة ومحاكم، إن كان ميعرفش فـ حياته الطبيعية القضاء والمحكمة!
ومش ممكن نصدق مشهد الميزان اللي بتتوزن فيه أعمال المتوفي، فـ محكمة الآخرة، ان كان ميعرفش لا شكل ولا وظيفة الميزان فـ حياته الطبيعية!
المصري القديم وصف حقول اليارو فـ الآخرة، بأنها غيطان، زاي غيطان الفلاحين، بيخططها بالمحرات وبيبدر بذرتها بإيديه، ويرويها ويشق بينها ترع، ويجمع ويحصد محصولها.. لخ شغل الفلاحين!
مادام كل اللي بيحصل فـ الآخرة، لازم يكون المصري القديم كان يعرفه فـ حياته الطبيعية، يبقا اشمعنا وظيفة الشفيع اللي بيتشفع للمتوفي (بيحامي عنه)، ليه متكونش وظيفة حقيقية فـ حياته الطبيعية؟
الشفيع, المقاتل أو المحامي, وظيفة مارسها الكاهن الكاتب، التماسات وتظلمات وشكايات!
الشفيع أو الشفاعة, مهنة اقتبسها الرومان من المصريين, والعجيب أن مشاهير المحاماة الرومان كانو فـ الأصل مقاتلين او محاربين!
الشفيع والشفاعة, مهمة مقدسة واصل القديسين المسيحيين مهمة القيام بها فـ القبطية الأرثوذكسية!
الشفيع والشفاعة, مهمة مقدسة اتبناها الفكر الصوفي الإسلامي!
المقال مش تأصيل ولا تجذير ولا تعميق لأصول مهنة المحاماة، بقدر ما هو قراية جديدة لمعارف مصر القديمة، ولاحظو ان معظم معلوماتنا عن المصريين القدام وصلت لنا بفضل نصوص الكتب المقدسة!
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.