“عندما اقوم برسم اى قديس فإني أقوم بتكوين صداقة بينى وبينه اولاً ..حتى يخرج العمل مطعم بروح القديس “.. هذا ما قاله الفنان الرسام “امير عادل” ،والذي تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، صور دينية من أعماله ، ولاقت اعجب الكثيرين ، فهو رسام يخدم بفنه .. ويسعى ان يقدم فنا روحياً طقسياً قبطياً يليق بتاريخ كنيستنا المجيدة .. ولمعرفة تفاصيل اكثر عن لوحات وحياة “أمير عادل” كان لنا هذا الحوار معه ،والذي عرف فيه نفسه قائلاً:” اسمي امير عادل ثابت حكيم ، من محافظة المنيا – مركز سمالوط ،قرية نزلة العمودين ، وانا من مواليد ٢٦-٥-١٩٩١ ، واعمل فنان تشكيلى”.
وتابع “أمير عادل” قائلاً :” بدأت رحلتى مع الرسم منذ الصغر ،كنت فى داخلى احب الرسم جدا ،ولكنى لم اكن موهوبا بالقدر الذي يجعلني اسطتيع التعبير او رسم شيئا احبه ،وكنت اهتم بالرسم والحصص الفنية ،فى كل مراحل التعليم وانتظرها وكان اشعر بالوقت يمر سريعاً وقت تعلمي الرسم ،ودائما كنت اتقرب من معلمي الرسم حتى اتعلم شيئا منهم ، وتعلمت من بعضهم ،ولكن ما تعلمته لم يروي عطشي ،لم أملك في داخلي سوى الحب تجاه الرسم ولكنى افتقد القدرة على التعبير ، هذا كان حالي أثناء الدراسة .
موقف طريف حدث معي في امتحان الثانوية العامة ، كعادة جميع الطلاب وقت الامتحانات الفنية والموسيقى أن يخرجوا بعد مرور نصف الوقت ،وبالفعل عندما مر منتصف وقت الامتحان وخرجوا الطلبة ،اما انا فظللت مستمتع بالرسم ،وحتى المراقبين كانوا يقولون لي “خلاص انت رسمت حلو .. يمكنك أن تذهب ، وكانوا منتظرين لي حتى أفرغ من رسمي “.
يحكي “أمير عادل” ويقول :” في الاجازة كنت اعمل في مهن مختلفة اتذكر منها على سبيل المثال مجال الزراعة ،واشكر الله كنت بتميز فى اى شغل اتواجد به ،لاني املك نوع من النشاط والجرأة فى التجربة،وعدم الخوف ،لأنى اعرف ان الخوف هو السبب الرئيسي لمنع الانسان عن النمو ،وكنت على يقين أن العمل بمجالات مختلفة يصنع خبرة ،وفي الأخير كل المجالات” بتخدم على بعضها”،وكل هذه الخبرات التي قمت بتكوينها اعطتني دفعات في عملي الان، لم اكن ساعرفها ان لم امر بكل هذة الاعمال المختلفة “.
وتابع “أمير عادل”:”التحقت بكلية تجارة جامعة اسيوط، وكنت اقوم ايضا بالعمل بجانب الدراسة ، وفي هذه الفترة ايضاً كنت أعمل بمجال “مهنة النقاشة” في احدى كبرى الشركات المصرية في مجال البناء والعقارات ،وكنت اصلي بكنيسة العدرا الزيتون،وهناك التقيت بالفنان سمعان شحاته ، وهو من نفس قريتي ،ويعمل في مجال الرسم ،وعملت معه في فترة الثورة عام 2011 ، وتعلمت منه الكثير والكثير ،وكان العمل بإحدى كنائس القوصية ،التابعة لمحافظة أسيوط التي صادف فيها وجود جامعتي،وشعرت وقتها ان الرب يرتب لي حياتي ،فكنت اذهب ايام المحاضرات المهمة فى الكلية، وباقى الايام كنت اعمل بالرسم واتعلم مع مستر سمعان”.
وقال “أمير عادل”:”وبعد التخرج ودخولي الجيش كنت اعمل ايضا في المرسم فى القاهرة،لاني كان لازماً لي العمل دئماً ،فنحن 6 اخوات،وانا اكبرهم سناً، وتعودت على تحمل المسئولية منذ صغرى”.
وتابع :”بعد انهائي الخدمة العسكرية ،أعتبرت من وقتها الرسم هو رسالتى فى الحياة لحين تدبير الله لرسالة أخرى لي ، وخاصة فى مجال رسم الأيقونات الكنسية،فانا أشعر بلمس يد الله العجيبة،واقف منبهراً بما يعمله الله أنني حقيقة أقف أمام الأيقونة ولا اصدق ان يدى هى التى فعلت هذا بل يد الله ، وعندما اقوم برسم اى قديس فإنني أبدأ جمع معلومات عنه لأعرفه ،لذلك لابد ان اقرأ عن هذا القديس حتى يخرج العمل حاملا روح الشخص نفسه، ولو لم أفعل ذلك يخرج العمل جافاً ليس به روح،وايضاً لابد وباستمرار ان احافظ على سلامى الداخلى لكى يخرج العمل به هذه الانفعالات ،لان مصدر الإحساس الذهن (الفكر) ،فأن كان الذهن غير صافيا يكون الإحساس غير صافيا ،والانفعال يخرج فى العمل”.
وقال “أمير عادل”:”كل ما اسعى اليه هو بنعمة الله اولاً ان أقدم فنا روحيا طقسيا قبطيا يليق بتاريخ كنيستنا المجيدة ، لذلك نسعى لتنمية مهاراتنا، وانا اقوم الان بـ دراسات بالفن الايطالى او الأكاديمي باستمرار،وندرس ولا نكتفى بمستوى معين ،مع النمو بالفن القبطى، ولذلك قمت بالتقديم فى معهد الدراسات القبطية ونأمل من الله التوفيق ،ونشكر الله لدينا علاقات طيبة بالفنانين اللذين تعاملنا معهم وبأستمرار،و نسعى لنستفيد من خبراتهم واستشارتهم ،ونؤمن ان الله خلق كل انسان بتميز خاص فنسعى لنستفيد من كل أحد مهما كان مستواه او شخصه.
وذكر” أمير عادل”الكنائس التي عمل بها فيقول : لقد قمت بالعمل في “كنيسة الشهيد ابسخيرون بدير الأنبا مكاريوس السكندرى-كنيسة رئيس الملائكة بقرية سمالوط -كنيستين الانبا توماس بمزرعة الخطاطبة – كنيسة العدرا والملاك بالمرج -كنيسة مارجرجس بمنوف – وشرقية بكنيسة العدرا – الوحدة بإمبابة – وأيقونة بكنيسة العدرا والقديس ابانوب،وانا حاليا اعمل بكنيسة العدرا والملاك بنى غنى فى سمالوط ، كل هذا بخلاف كنائس عديدة قمت بالعمل فيها مع رسامين كبار وكان لينا دور كبير فيها نشكر الله .
وعن احب اللحظات لقلبه حكي “أمير” عن وقت احتفال الكلية الاكليريكية، عندما طلب منه ابونا بيشوى حلمى ،تقديمه هديه لقداسة البابا ،وكان فى هناك فكرة ربنا ارشدنا ليها، فقمت برسمها ،وتقديمها للبابا ،وفي وقت الحفل طلب مني ان أتحدث وأقوم بشرح الفكرة ، ولم يكن هذا ضمن برنامج الاحتفال ، وكنت سعيد جدا ، لانه كان وقت صعب عندي وبه اعباء وضغوطات ، ولكني اخذت بركة كبيرة عندما قابلت قداسة البابا تواضروس .
وانهى “امير عادل” حديثه قائلاً : “نريد ان يكون مرسم الأمير له رسالة خدمية فى المستقبل، وله مبادئ فى طريقة عمل الايقونة ،او اى عمل فنى آخر ،و نأمل من الله ذلك، و ان الايقونة لا تكون فقط لأجل العمل والمكسب المالى او الشهرة، بل يكون لها رسالة لهذا نسعى فى الابتكار والاهتمام بأن تكون انفعالات الاشخاص تلائم الحدث، لا لاستعراض المواهب وقدرة الرسم”.