تخيل أنك تقود سيارتك يوميا عبر المزارع وتمر علي الحقول وبينما تسير في أحد الأيام لاحظت شيئا غريبا, فاكهة تتدلي من شجرة, هذه الفاكهة لونها أزرق, وبعد أن تحققت تأكدت أنها شجرة برتقال زرقاء اللون! وهل هذا يعقل؟ ألوان البرتقال برتقالي أو أخضر. ما معني هذا؟
هكذا عملك أو منتجك الذي تسوق له لو كان مثل البرتقالة الزرقاء, يحمل لونا أو طابعا مختلفا.. فقد جعلته مميزا, وملحوظا واستثنائيا. وسيكون قادرا علي أن يشد انتباه الناس حتي لو من بعيد.
أحد أهم الأشياء التي تجعل عملك مختلفا ومتميزا هي الاهتمام بالعميل. علي سبيل المثال تسعي الشركات بكل طاقتها لمضاعفة خطوط الإنتاج, ومع المنافسة الشرسة في السوق يحدث تراكم في المنتج وتباطؤ في حركة بيعه. ما يضطرها لتخفيض الأسعار و عمل عروض وحوافز تسويقية الأمر الذي يؤدي لانخفاض هامش الربح وبالتالي نقص الأرباح وإذا استمر قد يؤدي لخسائر كبيرة.
إن الهدف الأساسي من التسويق هو أن تغير الشركات من تركيزها علي إنتاج المزيد من المنتجات ووضعها بالمخازن إلي الاستحواذ علي قلب وعقل العميل, فأولا وأخيرا العميل هو الذي يستهلك المنتج لذا علي الشركات أن تعتني جيدا بتقديم خدمات مباشرة وغير مباشرة فالعملاء يمثلون الأرباح القادمة للشركة وجذبهم والحفاظ عليهم يحافظ علي رأس مال الشركة. وبناء علي معرفتها بحجم عملائها ستتمكن الشركة من تقدير حجم الطلب فتنتج الكمية المناسبة وتركز علي التوزيع الفعال والترويج المناسب وبالتالي تقديم خدمات أفضل وتحقيق أقصي ربح ما قد يزيد من حصتها السوقية. إن الهدف الأساسي مع التسويق هو صنع العميل وجذبه والحفاظ عليه, فأولا وأخيرآ العميل هو الملك.
وحتي يكون عملك مختلفا ومتميزا من الضروري أن تخلق له قيمة عالية. بالطبع يلعب السعر عنصرا حاسما في مرات كثيرة تقدير بقيمة المنتجات. ولكن اهتم بالتسويق فهو الذي يحول المنتج الذي يشترونه لقيمة فعلية. فنسبة كبيرة من المستهلكين لا يهمها السعر الرخيص فحسب بل يهمها أيضا القيمة التي تدفع مقابلها. لذا فبذل المزيد من المجهودات التسويقية كفيل بزيادة قيمة المنتج لدي المستهلكين. والقيمة هي نتاج جودة المنتج والخدمة المقدمة معه والسعر المدفوع فيه.
أهم شيء هو التركيز علي متلقي الخدمة, وكذلك التسويق لعملك عن طريق خلق قيمة عالية له وتذكر أن القيمة ليست في السعر وحده ولكن في التميز مع الاهتمام بتسويقه.