ماذا حدث لتركيا أبان حكم إردوغان؟ أنها حالة انفصام في شخصية النظام ؟ أم هي حالة من الترهل الشديد في أطر وبرتوكولات ونظم السياسة التي تتعامل بها مع شعبها والعالم من حولها ؟ هل تجهل أو تتناسى ما يدور في كوكب الأرض من حولها وهي بقعة تحتاج للتكيف والعيش مع العالم لتعمل من أجل الحفاظ علي الشعب حتي لا تجرفها دوامة قوي العالم ؟ كيف يري الرئيس أردوغان ونظامه ساحات ومحيط العالم من حوله . فمن الواضح أنه يستخدم عدسة مصغرة جداً ويقول في نفسه العالم كبعوضه صغيرة ويخدع نفسه ومن حوله أنه هكذا العالم بالنسبة له . يري الانقضاض علي ثروات البلاد هي غنيمة له كقطاع الطرق واحتلال البلاد أنه الإمبراطور ملك العالم بحسبة شيطانية . فكلما يتحرق مع عصابات المافيا والمرتزقة كالبربر في زمنهم يتصور أن العالم يرتعب منه أو أنه يتمتع بحصانة لكن من يعطيها له وهل هي نوع من الاحتلال في أتزان عقلية السياسة , فما جري بسورية والآن بليبيا ما هو إلا تمزيق وتقطيع في أوتار و شرايين بلادة ودم ينزف لحالة الفشل الذي يلاحقه الذي جعل قلبه في هبوط حاد مما يدفعه يتجرع كأس منقوع التفرقة والتمييز علي أصول الدين ظننا إنها ترفع من ضغطه للمعدل الذي يجعله في حالة هياج وتخبط.
فلما وجد أن قوي العالم تتحرك ببطء نحو وقفه عما يفعله بليبيا لأن تلك الدول الرافضة له تريد حلول سلمية سياسية لا لإراقة دماء واغتصاب ظن في نفسه أنه يسير بقوة وأنه قوي عظمي بمن يسيجون حوله من المرتزقة والعصابات ومال دويلة الشر وأعداء المنطقة مع ارتدائه قناع الزيف الديني لكي يكون هو الخليفة للعالم زاعماً أنه يتحرك من خلال أرواح أجداده أنه هو من يحقق ذلك ” مرض العظمة والجبروت” ونسي قوة الله فمن خلال مرضه يريد أحلال حرب دينية بين مسيحي العالم ومسلمي العالم فما صنعه بتحويل أيا صوفيا الكاتدرائية لمسجد ما هو إلا دفع دول العالم والمسيحيين لحالة من الغضب حتي يصرفهم عن مخططته الهيمنة وعودة الخلافة ليكون هو الخليفة والأمر والناهي , يفعل هذا دون أن يدري أن حكماء العالم من المسلمين والأزهر وكل المسلمين الفاهمين لأصول وحقيقة الدين أنهم يتعايشون في سلم ومحبة ووئام مع المسيحيين كنيسة قبطية أرثوذكسية الفاتيكان وكل الطوائف المسيحية ، ففعله لهذا يقطع باقي أوتار وشرايين جسد بلادة وبالتالي تنهي دورة القلب التركي ويموت.
لم يفرق أن أي دولة ناجحة ومتقدمة هي من تحافظ علي تاريخ وجغرافية كل مقدراتها وأثارها وكل ما هو غالي ونفيس لديها الذي يعمل علي ترابط الشعوب والأجناس مع بعضها لتتواصل أواصر الإخاء حتي تجدهم في زمن الشدة والتعب زمن الانهيار والغرق في دوامات الهلاك لكن من الواضح حكم أردوغان ونظامه يسير خلف سراب واضعاً حواجز ومتاريس تحول وصول نور الحقائق وطبيعة العيش وسط العالم . للأسف يسير وراء سرابه يحمل خنجر يضرب شمالا ويساراً دون أن يدري أن من يساندونه ما هم إلا الرابحين وغداً يقف هو متهم في محكمة سواء أرضية أو محكمة العدل السمائية . نخشى أن تكون النهايات سريعة ونتمني له الرجوع إلي نفسه ويعيد حساباته وأفكاره فيجد مخرج والله غفور رحيم قبل أن يسير في عصيانه فيمزق كل وتر وشريان فيه ولبلاده وشعبه ويتركون ينزفوا الدماء ويكتب عنه التاريخ نيرون القرن الحديث أحرق نفسه وإتباعه وتنتهي أسطورته الكاذبة في زمن الكل يسعي لخلاص نفسه والعيش في حياة أفضل بالسلام والاستقرار والخير ..