نظمت سفارة فنزويلا البوليفارية، مؤتمرًا بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد الزعيمين، سيمون بوليفار، محرر أمريكا اللاتينية، وهوجو شافيز، قائد الثورة البوليفارية، حضره بعض من أصدقاء وداعمي فنزويلا من الأحزاب اليسارية بمصر، وعدد من الصحفيين.
وأكد سفير فنزويلا البوليفارية بمصر، ويلمر أومار بارينتوس، خلال اللقاء أن سيمون بوليفار وهوجو شافيز وأيضًا الزعيم المصري جمال عبد الناصر عملوا على محاربة الاستعمار، لافتًا إلى أن مصر وفنزويلا دولًا توحدوا على محاربة الإمبريالية واحترام سيادة الشعوب وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى.
وتحدث بارينتوس عن سيمون بوليفار مشيرًا إلى أن أفكاره وضعت في 92 كتاب و2632 مقالة، ومؤكدًا أنه زرع المقاومة والروح القتالية في الشعب الفنزويلي، ولهذا السبب لم يرضخ الفنزويليون لضغوط الولايات المتحدة.
وقد وُلد سيمون خوسيه أنطونيو دي لا سانتيسيما ترينيداد بوليفار وبونتي بالاسيوس إي بلانكو في 24 يوليو 1783 في مدينة كاراكاس، بفنزويلا. وهو ابن أرستقراطي من أصل إسباني، دون خوان فيسنتي بوليفار إي بونتي، ودنيا ماريا دي لا كونسيبسيون بالاسيوس إي بلانكو.
ويعتبر سيمون بوليفار، أب لأرض جمهورية فنزويلا البوليفارية، وهو فاعلًا أساسيًا في التحرير الأمريكي ضد الإمبراطورية الإسبانية، التي كانت حملاتها العسكرية حاسمة في استقلال ست دول في أمريكا الجنوبية: بوليفيا وكولومبيا وإكوادور وبنما وبيرو و فنزويلا. وتم تلقيب سيمون بوليفار رسميًا بلقب المحرر من قبل كونغرس هذه الدول الست.
وكان بوليفار مؤسس جمهوريتي كولومبيا وفنزويلا، وكذلك كولومبيا الكبرى، حيث حاول توحيد دول فنزويلا وكولومبيا والإكوادور وبنما في كتلة واحدة. وتم تسمية بوليفيا تكريما له. وكان لحملاته العسكرية تأثير مهم على الفعل التحرري لخوسيه دي سان مارتين في الأرجنتين وشيلي وبيرو.
وقد اختارت هيئة الإذاعة البريطانية في لندن (BBC) سيمون بوليفار كأهم رجل في القرن التاسع عشر؛ حيث خاض 472 معركة وهو في سن 47 سنة فقط ، وهُزم 6 مرات فقط. وتسلط وسائل الإعلام الأوروبية الضوء أيضًا على أن “المحرر حرّر 6 دول ، استقلت ، بمجال 123 ألف كيلومتر ، أي أكثر مما تبحر به كولون وفاسكو دي جاما متحدين”. وكانت الحروب ضد أطماع الولايات المتحدة في المنطقة في ذلك الوقت.
وتابع السفير قائلًا: “ولكن الفنزويليين كانوا يعرفون أن دور المحرر لم ينتهي بعد وكان هذا دور هوجو شافيز الذي كان مقتنعًا أن عمل المحرر لم ينتهي بعد وعليه أن يكمله، لأنهم كانوا قد استقلوا سياسيا من دون الاستقلال الاقتصادي في ذلك الوقت، في حين وُجد أن هناك ثروات تحصل عليها الولايات المتحدة تقريبًا بلا مقابل؛ حيث هبط سعر برميل البترول ليصل إلى 4 دولار. ونهض الشعب لطلب معيشة أفضل اقتصاديًا واجتماعيًا، فحينئذ خرج الشعب للمطالبة بأبسط حقوقه عام 1989 فحاولت الحكومة آنذاك قمعهم ونتج عن ذلك استشهاد 4000 شخص. وهذا ما أدى بتشافيز في ذلك الوقت إلى تأسيس الحركة البوليفارية (نسبة إلى سيمون بوليفار) مما أدى إلى اعتقاله عام 1997 هناك وتم القبض عليه ثم خرج من السجن واتخذ الطريق السلمي عبر الانتخابات، وبأفكار المحرر سيمون بوليفار انتقل إلى المعركة الانتخابية، وتوجه إلى الشعب بالحقائق العارية. وفي ديسمبر 1998 وصل إلى الحكم بأغلبية ساحقة.”
وأوضح السفير ويلمر أومار بارينتوس أن شافيز لم يتوقف وكان طموحه وأمله أن يستطيع التغيير، واستطاع أن يرتفع بالمستوى الاجتماعي إلى مستوى لائق، لافتًا إلى أنه كان يتحدث في ذلك الوقت عن عالم تعدد الأقطاب، له أكثر من مركز. وقام بعمل منطقة تجارة حرة في أمريكا اللاتينية وتحرير التجارة بها. وكان هدفه الرئيسي تحرير البترول من الاحتكار ولذلك دعا للقمة الثانية لرؤساء دول الأوبك وكان ذلك في سبتمبر 2000. وكان كل ذلك معارضًا لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية بأمريكا اللاتينية.
وأشار السفير إلى أن شافيز استطاع أن يقود مجموعة من الحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية، مثل كرستينا إليزابيث فيرنانديز في الأرجنتين، وخوسيه دانييل أورتيجا في نيكاراجوا، رفاييل بيسينته كوريا دلجادوفي الإكوادور. موضحًا أن تلك الأسباب هي ما دفعت الولايات المتحدة للضغط على حكومة فنزويلا والسعي لإفشال الحكومات التقدمية في الدول الأخرى ودعم اليمين للوصول للحكم.