رحل عن عالمنا اليوم ١٠\٧\٢٠٢٠فنان من طابع خاص يعد من اساطير الرقص الشعبي المصري ومن رواد الفن بما يعرف بالزمن الجميل
الذي ظهر في نهاية الخمسينيات و بدأ هاويا للرقص الإيقاعي حتى كون أول فرقة خاصة للفنون الشعبية ثم عمل كممثل في أدوار استعراضية مميزة في الأفلام السينمائية وصمم العديد من الرقصات سواء في الأفلام أو في المسلسلات التلفزيونية.
إنه الفنان القدير محمود رضا الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز ٩٠ عاما تاركا بصمة فنية وتراث من الفن الشعبي الجميل الذي خلد ثقافة وتذوق الفن المصري الشرقي الاصيل.
ولكي نخلد ذكراه وتاريخه الحافل بالفن اردنا ان نبحر في مشوار حياته لكي نتعرف على سيرته الذاتية وحياته الفنية والشخصية وكيف تزوج عندما احب بالرغم من علمه بمرض زوجته المزمن :-
وعن ميلاده :-
ولد محمود رضا في ١١ نوفمبر عام ١٩٣٠
بمحافظة القاهرة
حياته الاجتماعية :-
تزوج من السيدة خديجة فهمي (أخت فريدة فهمي).
ولديه ابنة هي الفنانة شيرين رضا
بداية حياته الفنية :-
بدأ هاويا للرقص الإيقاعي، ثم تتلمذ على يد أخيه الأكبر علي رضا، وتخرج من كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1954، ثم عمل راقصاً في العديد من الأفلام، وكون فرقة رضا للفنون الشعبية عام 1959 التي اعتمدت على استعراضات الرقص الشعبي. صمم العديد من الرقصات سواء في الأفلام أو في المسلسلات.
أسس الرقص الشعبي المصري :-
يعد رضا هو أول من أسس فرقة للرقص الشعبي في مصر حيث طاف بعدة بلدان الصعيد والأرياف حتى يتعرف على العادات والتقاليد وطريقة اللبس والرقص في الأفراح أو المناسبات .
ويرجع بداية فكرة تكوين الفرقة حينما فكر الفنان محمود رضا في تكوين أول فرقة خاصة للفنون الشعبية بالاشتراك مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي علي رضا، والراقصة الأولى فريدة فهمي بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف بالإضافة إلى خبرتها في التدريب وتصميم الأزياء، وهكذا قدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959، وقد بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و 13 راقصاً و 13 عازفاً، أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات، وصمم محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، وبفضل هذا التكوين الراقي اكتسب فن الرقص احترام كافة طبقات المجتمع.
قرارات التأميم الحكومية “طالت” فرقة رضا :-
حيث طالت قرارات التأميم الجمهورية فرقة رضا
ففي عام 1961 صدر قرار جمهوري بتأميم الفرقة ضمن قرارات التأميم العشوائي حينذاك . وأصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلي رضا، وفي عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي، ثم كان اللقاء الفني بين محمود رضا والموسيقار علي إسماعيل الذي أثمر أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين العديد من الأوبريتات الاستعراضية.
حصل رضا علي جوائز عديدة خلال مسيرته الفنية :-
حصل على الجائزة الأولى والثانية : عن رقصة “النوبة” (الميدالية الذهبية) الثالثة : عن رقصة “يا مراكبي” (الميدالية الذهبية). الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرج 1995، كما حصلت الفرقة على العديد من الشهادات التقديرية في جميع العروض الداخلية والخارجية وما زالت تشارك في العديد من المناسبات الفنية والقومية والعالمية والمؤتمرات الدولية والمهرجانات.
ومن الأفلام السينمائية التي شارك في اداء ادوارها التمثيلية :-
بعدما اشتهرت فرقة رضا
لاقت عروض من منتجي الأفلام السينمائية فكانت لرضا عدة أدوار تمثيلية وكان مشاركا في أدوارها البطولية
وبدأ محمود رضا مشواره مع السينما في عام 1949، حيث شارك في فيلم “أحبك أنت” في دور راقص، وبعدها شارك في فيلم فيلم “بابا أمين” للمخرج يوسف شاهين، ولعب دور راقص في الكباريه، الذي كانت تعمل به فاتن حمامة.
وقدم أفلام “أغلى من عينيه، وقلوب حائرة، وفتي أحلامي، وساحر النساء، ونور عيوني، وغريبة، وعفريت سمارة، وغيرها.
وفي عام 1967، قدم فيلمه الأشهر “غرام في الكرنك”، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، وكان آخر أعماله مسلسل “قمر 14” في عام 2008.
ومنها افلام : عروسة وجوز عرسان عام ١٩٨٢
،حرامي الورقة عام ١٩٧٠
.غرام في الكرنك عام ١٩٦٧
.إجازة نصف السنة عام ١٩٦٢
،.وفاء إلى الأبد عام ١٩٦٢
،لا تذكريني عام ١٩٦١
///////
من الطرائف التي قالها رضا عن والدته :-
حيث قال محمود رضا، في أحد اللقاءات التلفزيونية إن والدته كانت تحب التنقل بين المنازل ولا تحب الاستقرار في منطقة ما، وكان والده يعمل أمين مكتبة جامعة القاهرة وعاد مرة من الجامعة قاصدا منزله فوجد زوجته نقلت إلى مكان جديد دون أن تخبره من كثرة حبها في التنقل، مشيرا إلى أنه كان له 9 أشقاء وكان ترتيبه وسط أخوته الثامن.
كيف أحب وتزوج بالرغم انه يعلم بمرض زوجته الخطير:-
تزوج الفنان محمود رضا من السيدة “خديجة”، شقيقة فريدة فهمي بطلة فرقة رضا، ولكنها توفيت، ثم تزوج اليوغسلافية روزا، وأنجب منها شيرين رضا.
حيث حكى محمود رضا في برنامج تلفزيوني أن زوجته كانت مريضة بالقلب وقد قالوا له أهلها أنها مريضة بروماتيزم في القلب، وحذره البعض أنه سيتزوج سيدة محكوم عليها بالموت، لكنه أحبها وقرر الزواج منها، وتزوج علي رضا من شقيقتها فريدة فهمي.
كيف وصفته السي إن إن وبماذا شبهوه :-
حينما اشتهر “رضا” فأن “سي إن إن” وصفته بأحد أهم المبدعين في الفن المصري، وشبهوه والراقص الأمريكي الشهير جين كلين
رقص رضا في المطعم الذي كان يجلس فيه الملك فاروق:-
فقال رضا في حديث قديم له في احدي البرامج إنه كان في فرنسا وقت قيام ثورة 23 يوليو 1952، وعلم أن الملك فاروق غادر مصر وتولى حكم مصر اللواء محمد نجيب، مشيرا إلى أنه كان يرقص في المطعم الذي يجلس فيه الملك فاروق في روما.
صعوبات واجهت فرقة رضا :-
فكما روي نبيل مبروك، أقدم راقص في فرقة رضا، في إحدى اللقاءات الصحفية أن هناك عددا من الصعوبات واجهت الفرقة منها قلة الأموال، وكان الراقص حينذاك يتقاضى 15 جنيهًا، ومن ساهموا في تأسيس الفرقة 40 جنيهًا، لأنهم يقومون بتدريب الجدد، أما أكبر مشكلة فكانت زواج البنات وتركهم للفرقة، في الوقت الذي وصل فيه عدد الراقصين لـ24 كان عدد الراقصات حوالي 7 فقط.
اخر محطات حياته وكيف نعته ابنته الوحيدة :-
رحل الفنان بعد صراع مع أمراض الشيخوخة حيث توفي عن عمر ناهز ٩٠ عاما
ونعت عبر حسابها الفنانة شيرين رضا، والدها قائلة: “توفى منذ قليل والدي الفنان الكبير محمود رضا، وبسبب جائحة ڤيروس كورونا تقرر أن يقتصر واجب العزاء على أفراد العائلة فقط، كما لن يتم الإعلان عن مكان الدفن للأسباب نفسها.. شكر الله سعيكم جميعًا”.