* حفاظا علي سلامة الإكليروس والشعب تركنا لكل إيبارشية تقدير الموقف والاستمرار في تعليق القداسات أو الأخذ بالفتح التدريجي
* كنيستنا القبطية تعرف طريقتين للتناول .. والآباء الكهنة اعتادوا مناولة المرضي بغمس الجسد في الدم
* قداسات يوما الأحد والجمعة معلقة بكل الكنائس وفقا لقرار مجلس الوزراء
* 6 إيبارشيات فتحت كنائسها.. و28 إيبارشية مازالت معلقة الصلوات
* قرار فتح كنائس القاهرة والإسكندرية سيناقش منتصف الشهر
* 5 اجتماعات و4 بيانات للجنة الدائمة للمجمع المقدس حول الوباء الزاحف
* للجنة الدائمة اتخاذ القرارات في الظروف الطارئة فيما عدا ما يخص الإيمان والعقيدة
مع كورونا أشياء كثيرة تغيرت في حياتنا.. وأشياء كثيرة بدأنا نسمع عنها.. أقصد هنا اللجنة الدائمة للمجمع المقدس حقيقي إنها ليس من مواليد زمن كورونا وشهادة ميلادها تعود إلي بداية العام الماضي -فبراير 2019- لكننا لم نسمع اسمها يتردد إلا مع كورونا.. هي لم تولد في الخفاء.. وأعمالها لا تتم في سرية.. لكن اسمها لم يتردد كثيرا.. رجالا لأنها إحدي ثمار قداسة البابا تواضروس الثاني التي يزرعها في صمت..
هو البابا المدبر بحق.. وأذكر هنا في أول حديث مع قداسته -نوفمبر 2012- بعد ساعات من اختيار السماء له بطريركا للكرازة المرقسية, أن قال لي: مهمتي الأولي ترتيب البيت من الداخل ومن يومها وكلماته ترن في أذني كلما رأيت إضافة جديدة داخل البيت.. وظلت الثمرة الجديدة تعمل في الظل إلي أن جاء الوباء في الزمن الصعب, وظهرت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس وذاع اسمها في الملء..
وذهبت إلي نيافة الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس في حديث عن الثمرة الجديدة في بستان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية..
اصطحبني نيافته بهدوئه وعزارة معلوماته وترتيب أفكاره وقوة ذاكرته في رحلة طويلة توثق لميلاد اللجنة الدائمة للمجمع المقدس وشغلها الشاغل في زمن كورونا.. وأدعوكم معنا في رحلة التوثيق عبر السطور القادمة.
* خمسة اجتماعات .. وأربعة بيانات
* بداية وقبل أن نبحر مع نيافتكم في رحلة الكنيسة وكوفيد-19 نود أن نتعرف علي اللجنة الدائمة للمجمع المقدس.. ميلادها ودورها بعد أن ذاع صيتها, وارتبط اسمها بكل أحداث الكنيسة مع الوباء الذي غزا العالم وبلادنا المحروسة؟
** من المعروف أن المجمع المقدس هو السلطة الكهنوتية العليا والتشريعية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتشمل سلطته الإكليروس وكل الشعب, وله أن يسن قوانين للكنيسة بما يتفق والاحتياجات الجديدة.. ومع زيادة أعداد أحبار الكنيسة إلي 124 مطرانا وأسقفا وانتشارهم في العالم مع اتساع الكرازة المرقسية في كل المسكونة, أصبح تجميع كل الآباء ومن كل العالم كلها جد جديد يتعين عرضه لعي المجمع المقدس أمرا صعبا أو شبه مستحيل, فالمجمع المقدس لا يجتمع بكامل أعضائه إلا في موعدين ثابتين كل عام, الأول قبل عيد العنصرة وهي الجلسة الرسمية التي يحضرها كل أعضاء المجمع, والثاني في سيمينار بحثي لمناقشة موضوع أو عدة موضوعات محددة سبقها إعداد دراسات وأبحاث عنها, وهي جلسة ليس بالضرورة أن يحضرها كل أعضاء المجمع وغالبا ما تكون في شهر نوفمبر من كل عام..
من هنا رأي المجلس في حبرية قداسة البابا تواضروس الثاني تشكيل لجنة مجمعية دائمة برئاسة قداسته تكون في حالة انعقاد دائم في الفترة ما بين انعقاد الجلسات الرسمية للمجمع, ويكون لها اتخاذ القرارات في الظروف الطارئة فيما عدا ما يخص الإيمان والعقيدة.
** تتشكل اللجنة الدائمة للمجمع المقدس من قداسة البابا رئيسا, وعشرين عضوا يمثلون سكرتير المجمع المقدس ولجنة السكرتارية التي تتشكل من ثلاثة أعضاء, ومقرروا اللجان الرئيسية وعددهم عشرة أعضاء, بالإضافة إلي ستة أعضاء بالتعيين يختارهم قداسة البابا.. وعلي هذا فاللجنة الدائمة للمجمع المقدس في دورته الحالية تتكون من قداسة البابا تواضروس الثاني رئيسا, وأعضاء سكرتارية المجمع المقدس الأربعة, وهم: ضعفي -نيافة أنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير عام المجمع المقدس- والأحبار الأجلاء أنبا غبريال أسقف بني سويف, أنبا جبريل أسقف النمسا, أنبا يوليوس أسقف عام كنائس مصر القديمة.. والأحبار الأجلاء الستة المختارين من قداسة البابا أنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية, أنبا هدرا مطران أسوان وكوم إمبو وإدفو, أنبا بولا مطران طنطا, أنبا موسي أسقف عام الشباب, مثلث الرحمات أنبا صرابامون.. والآباء الأجلاء العشرة مقرري اللجان أنبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة ومقرر لجنة الإيمان والتعليم, أنبا بسادة مطران أخميم وساقلته ومققر لجنة الطقوس, أنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا ومقرر لجنة شئون الأديرة, أنبا يوأنس أسقف أسيوط ومقرر لجنة الرعاية والخدمة, أنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا ومقرر لجنة الأسرة, أنبا إبرآم مطران الفيوم ومقرر لجنة الإعلام والمعلومات, أنبا بيمن أسقف نقادة وقوص ومقرر لجنة العلاقات العامة, أنبا توماس أسقف القوصية ومير ومقرر لجنة العلاقات المسكونية, أنبا تادرس مطران بورسعيد ومقرر لجنة شئون الإيبارشيات, أنبا برنابا أسقف تورينو بإيطاليا ومقرر لجنة شئون المهجر.
** وتعد اللجنة الدائمة للمجمع المقدس من الأفكار الحكيمة لقداسة البابا تواضروس الثاني, وتضاف لرصيد أعمال قداسته في التدبير الإداري للكنيسة, فميلاد اللجنة الدائمة للمجمع المقدس ليس ببعيد, فلم يمض علي تشكيلها سوي عام وعدة شهور, وعقدت أول اجتماع لها في 2 أبريل 2019 لوضع خطة عمل للجنة, وتحدث فيه قداسة البابا عن المؤثرات العصرية التي تواجهها الكنيسة من تغيير في أفكار الشباب وسلوكهم ودور الآباء في متابعة هذا وجذبهم للخدمة وإلي أحضان الكنيسة..
وكان الاجتماع الثاني في 12 يونية 2019 في أعقاب التشكيل الجديد لهيئة الأوقاف القبطية, ولعرض ما يدور من تصرفات في إيبارشية ملبورن, وبحث طلب الكنيسة الروسية لعرض أجساد قديسين مصريين في بلادهم..
وجاء عام 2020 وزحف وباء كورونا إلي البلاد وواجهت الكنيسة موقفا صعبا لسلامة أبنائها -إكليروس وشعب- وتوالت اجتماعات اللجنة الدائمة لهذا الشأن.. كان اجتماعها الأول في 5 فبراير 2020 من قبل أن تعلن الدولة علي انتشار الوباء بالبلاد, ومن بعده أربعة اجتماعات متتالية صدر عنها أربعة بيانات.. ونشكر الرب إذ دبر للكنيسة في هذا الزمان لجنة دائمة للمجمع المقدس تجمع كل عدة أسابيع, وتعد كمجمع تصدر عنها قراات ما كان لها أن تصدر إذ كان سيصعب دعوة المجمع المقدس بكل أحبار الكنيسة في هذه الظروف وهذه الفترات المتقاربة.
* أول بيان .. وأصعب قرار
* كيف عاملت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس مع الفيروس وه يلوح في الأفق بكارثة لم نواجهها منذ أن رحل عن بلادنا -1948- وباء الكوليرا أيام مثلث الرحمات البابا يوساب الثاني البطريرك الـ115.
** من قبل أن يعلن عن وصول الفيروس المستجد Covid-19 إلي مصر كانت الأخبار القادمة من بلاد كثيرة حول العالم تحمل بشائر غير مطمئنة عن هذا الوباء الشرس الذي يأخذ في الانتشار السريع ويتنقل من دولة إلي أخري.. وكان قلق قداسة البابا علي أبنائنا في الخارج وكنائسنا في بلاد الغرب والمهجر.. كنا في بداية العام -5 فبراير 2020- ودعانا قداسة البابا لمقابلته في المقر البابوي, وعرض علينا خطورة الموقف وشراسة وباء زاحف لا يعرف له مصل ولا علاج.. كانت دعوة للصلاة وللتفكير فيما قد يحدث.. ولم تمض أيام كثيرة وكان الفيروس قد وصل لبلادنا.. وبدأت المواجهة.
** كان قداسة البابا في المقر البابوي بكينج مريوط, ودعا قداسته اللجنة لاجتماع عاجل وكان أول اجتماع للجنة الدائمة للمجمع المقدس بشأن فيروس كورونا.. صباح السبت 21 مارس 2020, وكانت الدولة قد أعلنت عن إجراءات حاسمة لمنع التجمعات التي تمثل الحظر الأكبر الذي يؤدي إلي سرعة انتشار الفيروس.. وكان الموقف أمام اللجنة واضحا لا يحتاج إلي مناقشة إذ كنا نتابع لأكثر من شهر البيانات التي تصدرها تباعا منظمة الصحة العالمية والتي تظهر الانتشار السريع للفيروس في مختلف دول العالم.. ولم يكن أمام الكنيسة ممثلة في اللجنة الدائمة والتي تشكل المجمع المصغر للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية..
لم يكن أمامها إلا أن تقرر غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة.. وكان أصعب قرار في تاريخ كنيستنا حمله أول بيان صدر عن اللجنة.. القرار الذي صدر في 21 مارس 2020 لم يكن يمكن له أن يعرف ماذا ستحمله الأيام القادمة, لهذا رأت اللجنة أن يسري لأسبوعين فقط وتعاود اللجنة اجتماعها في 2 أبريل 2020.
* سيذكر لأقباط مصر عندما أغلقت الكنائس تحولت بيوتهم إلي كنائس ترتفع من داخلها الصلوات والابتهالات.. لكن كيف واصلت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس متابعتها للموقف؟
** اجتمعت اللجنة كما كان مقررا لها يوم الخميس 2 أبريل 2020 والذي جاء قبل أيام من الأسبوع والأخير من الصوم الأربعيني وهي أكثر أيام السنة ترتفع فيها الصلوات والتسابيح, لكن لم يكن أمامنا حيال تطور انتشار الوباء بصورة صارخة إلا أن نقرر استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس بما فيها صلوات أسبوع البصخة والتي تعد من أغني طقوس كنيستنا روحانية ويحرص كل أبناء الكنيسة علي المشاركة فيه.
وفي هذا الاجتماع صدر عن اللجنة البيان الثاني والذي أعلن فيه أيضا تأجيل إعداد زيت الميرون وكان من المقرر البدء في إعداده بعد أيام, إذ كان من الصعب وسط هذه الظروف الوبائية التي كشفت عن تصاعد انتشار الفيروس بمعدلات عالية في كل بلاد العالم..
كان من الصعب والمستحيل أن يلتقي قداسة البابا مع جميع الأحبار مطارنة وأساقفة المجمع المقدس الذين سيفدون من كل المسكونة حيث تنتشر إيبارشيات الكرازة المرقسية في الداخل والخارج للقيام بهذا الطقس الذي يلزم لإتمامه مشاركة كل أحبار الكنيسة..
كانت كلها أمور صعبة علينا, ولكننا كنا مضطرين حفاظا علي سلامة الجميع, ولهذا أذكر أننا بدأنا البيان بقول بولس الرسول إلي أهل رومية: فرحين في الرجاء, صابرين في الضيق, مواظبين علي الصلاة.
** مضت أيام الصوم المقدس.. وعاش الشعب القبطي أحلي أيام السنة في ابتهالات وصلوات داخل بيوتهم.. واحتفلنا مع قداسة البابا بعيد القيامة المجيد داخل الدير.. ومضت آحاد الخماسين أسبوع وراء الآخر إلي أن احتفلنا بعيد الصعود, وبعده بيومين -السبت 30مايو 2020- كان قد مضي علي اجتماع اللجنة الدائمة ما يقرب من ستين يوما فعدنا إلي الاجتماع للمرة الرابعة لمناقشة عودة الصلوات الطقسية والخدمات التعليمية المعلقة, إلا أن متابعتنا لمجريات الأمور فيما يخص انتشار فيروس كورونا المستجد كانت تؤكد تزايد أعداد الإصابات اليومية واتجاه منحني الإصابات نحو الذروة التي ستستغرق زمنا غير معلوم, لهذا رأت اللجنة استمرار تعليق الصلوات بالكنائس حتي يوم السبت 27 يونية علي أن تنعقد اللجنة في هذا التاريخ لمناقشة الموقف.
* القرار للإيبارشيات
* كانت كل العيون معلقة علي هذا الاجتماع -27 يونية- فقلوب الشعب القبطي مشتاقة إلي بيت الرب, والدولة رفعت الحظر وعادت بالحياة إلي طبيعتها.. كانت هذه صورة الوجه الأول للعملة في عيون الشعب القبطي, لكن صورة الوجه الآخر كيف كانت في عيون آباء الكنيسة وكيف صارت أجندة الاجتماع؟
** كانت رؤية قداسة البابا من البداية أن يكون هذا الاجتماع عبر تقنية الفيديو كونفراس ليشارك فيه كل أعضاء اللجنة بعد أن تأكد صعوبة حضور البعض أما لوجودهم في إيبارشيات خارج البلاد, أو في إيبارشيات محافظات بعيدة, وكان قداسة البابا حريصا علي مشاركة جميع أعضاء اللجنة في هذا الاجتماع, وفي اليوم السابق التقي قداسته مع سكرتارية المجمع المقدس, وشارك معنا القمص بولس حليم المتحدث الرسمي للكنيسة لوضع الترتيبات لاجتماع الغد.
وفي هذا اللقاء تم تجميع كل البيانات الإحصائية في كل المحافظات لتكون الصورة واضحة أمام الجميع.. وفي الساعة من صباح السبت الماضي كان كل أعضاء اللجنة كل في مكانه أمام الشاشة.. كانت المؤشرات بالأرقام واضحة.. نسبة الإصابات في القاهرة والإسكندرية والجيزة عالية جدا, وفي مرسي مطروح وبورسعيد والبحر الأحمر قليلة.. وهكذا تتفاوت معدلات حالات العدوي والإصابات والوفيات من إيبارشية إلي أخري, وبمستويات تتراوح بين شديدة ومتوسطة وخفيفة.
** من هنا عرض قداسة البابا بموضوعية رؤيته والتي لخصها في أنه ليس من المقبول وضع نظام عام لكل الإيبارشيات, وأنه إزاء هذا التفاوت في نسب الإصابات ما بين إيبارشية وأخري يترك لكل إيبارشية اتخاذ القرار بما يتناسب مع ظروفها من حيث درجة انتشار الوباء, ومن حيث إمكانياتها أيضا فهناك إيبارشيات عدد الكنائس فيها كثير وإيبارشيات عدد الكنائس فيها قليل.. وهناك كنائس متسعة المساحة وكنائس ضيقة لا تسمح بتوفير المسافة الآمنة بين الكهنة والشمامسة والشعب المشارك في الصلاة.. وهناك كنائس التهوية بها جيدة وكنائس أخري لا تتوفر فيها التهوية المناسبة.. وهكذا.
** كانت المبادرة لقداسة البابا فقرر تأجيل فتح الكنائس بالقاهرة والإسكندرية حتي منتصف يوليو القادم, ويعاد وقتها تقييم الموقف باعتبار أن القاهرة والإسكندرية هي إيبارشية الكرسي المرقسي.. وبعدها دارت المناقشات التي استغرقت ساعة ونصف الساعة.. البعض كانت له تحفظات علي فتح الكنائس, والبعض كان يري الإرجاء حتي نهاية يوليو, وبين هؤلاء وأولئك كان من يري إعادة تقييم الموقف بعد 15يوما, وهذا الأخير هو ما تم الأخذ به مع ترك اتخاذ قرار القتح اعتبارا من اليوم لكل إيبارشية علي حدة حسبما يتراءي للأب الأسقف مع مجمع الكهنة.. وفي جميع الأحوال تعلق الصلوات بكافة إيبارشيات الكرازة المرقسية يومي الأحد والجهة وفقا لقرار مجلس الوزراء.
* إرشاد الروح القدس .. و29 إجراء
* أعرف أن الوصول إلي هذا القرار لم يكن بالأمر السهل فشهوة قلب قداسة البابا العودة للصلاة بالكنائس.. كيف رأيت نيافتك الصورة خلال الاجتماع؟
** منذ بداية الوباء وقداسة البابا يقول: إن النفس الواحدة لها قيمة غالية عند الله محب البشر, وليس من الأمانة أن يكون الإنسان سببا في إصابة الآخرين أو فقدان أحد أحبائه, ونحن في زمن وباء وعدوي وإصابات تفوق إمكانيات المستشفيات والأطباء والأجهزة.. زمن يحتاج إلي وقاية وحرص بالغ..
ومن هنا فقد وضعت اللجنة في هذا الاجتماع مجموعة من الإجراءات -29 إجراء- وأوصت كل الإيبارشيات التي ستأخذ بالفتح من اليوم بالالتزام بها, وأيضا الإيبارشيات التي ستأخذ بالفتح التدريجي مستقبلا.
** نحن نري أنه عمل الروح القدس الذي أرشدنا إلي حكمة القرار, فلقد لقي القرار ترحيبا من كل الإيبارشيات خاصة إيبارشياتنا في الخارج حيث تختلف درجة الإصابات من إقليم إلي آخر داخل الولاية الواحدة, ولهذا ترك لكل كنيسة داخل الإيبارشية الواحدة اختيار الموقف الذي يتوافق مع الحالة الصحية في محيطها.. وفي الداخل بدأ الآباء المطارنة والأساقفة مع مجمع الكهنة في كل إيبارشية تقدير الموقف, وحتي الآن رأت إيبارشيات فتح كنائسها فيما رأت إيبارشية استمرار تعليق القداسات بكنائسها.. وندعو الله أن يرفع عن بلادنا وشعبنا الوباء, وتفتح الكنائس أبوابها, ويعود كل الشعب إلي بيوت الرب, واثقين في الحكمة الإلهية التي جاءت علي لسان الملك سليمان كما سجلها سفر الجامعة لكل شيء زمان, ولكل أمر تحت السموات وقت..
* طقس الكنيسة.. وترتيبات للرب
* هكذا اخذت أبحر مع نيافة الأنبا دانيال من اجتماع إلي اجتماع وأعيش معه صعوبة الأيام وقسوتها علي آباء نذروا حياتهم للرب حماة للإيمان المستقيم.. وسألت: عندما تأخذ الكنائس بالفتح التدريجي فماذا عن التناول وهو أكثر الموضوعات المثارة للجدل مع استمرار الوباء؟
** في طقس كنيستنا القبطية الأرثوذكسية طريقتان للتناول, الطريقة المعتادة للتناول في كل القداسات, وطريقة مناولة الكاهن للمرضي بغمس الجسد في الدم.. ولأنه يصعب أيضا تحديد درجة انتشار الوباء من مكان إلي مكان فقد ترك للأب الكاهن اختيار الطريقة الأنسب لشعب كنيسته, خاصة وأن كاهن واحد هو الذي يؤدي صلاة القداس.. وقد حددت الإجراءات الواجب اتباعها في الإيبارشيات التي ستقوم بالفتح التدريجي أن يشاركه أربعة شمامسة فقط داخل وخارج الهيكل, وعشرين فردا من الشعب ليصبح إجمالي المشاركين في القداس 25 فردا, وزيادة في الإجراءات الاحترازية يتولي الكاهن إتمام طقس صرف سر الإفخارستيا, ويتناول بمفرده ماء غسل الأواني المقدسة دون مشاركة الشمامسة كما هو معتاد في الظروف العادية.
** ونحن في اللجنة الدائمة للمجمع المقدس لم نفتح ملف التناول.. حقيقي أن تعليقات كثيرة تتردد حول هذا علي وسائل التواصل الاجتماعي, ولكننا نشكر الرب أن طقس كنيستنا القبطية يضع ترتيبا لتناول الأسرار المقدسة في الحالات العادية, وترتيبا لتناول المرضي.. ومن هنا نحن لم نتطرق إلي هذا, ولم تصدر عنه أية إشارة في بيان اللجنة الدائمة, وبالتالي فالأمر متروك لكل أب كاهن حسبما يقدر موقف شعب كنيسته وموقعها من منحني الإصابات, ويناول في هذه الظروف الاستثنائية بالطريقة المناسبة.