إن كنت أما أو أبا, رجلا كبيرا أو شابا, زوجا أو زوجة.. كيفما يكون وضعك ومجتمعك فسفر الأمثال يحكي لك كيف تكون إنسانا.. وكيف تكون ناجحا في حياتك.. وكيف تمارس إنسانيتك بالصورة التي رسمها الله في خلقتك علي الأرض.
لذلك يمكن أن نطلق علي سفر الأمثال دائرة معارف, فهو يعلمنا الحكمة وإحدي مشكلات الإنسان اليوم أنه ناقص في الحكمة, ليس لديه قدر كاف من الحكمة سواء في كلامه أو أفعاله أو ممارساته وأقواله.. سفر الأمثال يعلمك كيف تكون حكيما..
========
العيون المتعالية
الإنسان المتعالي.. كيف يري نفسه وكيف يتعامل مع الآخرين.. كيف يراه الآخرون وكيف يتعاملون معه.. ثم كيف يراه الله ويتعامل معه.. وأيضا طرق علاج العيون المتعالية.
وهذا العدد نتأمل في:
اللسان الكاذب
اللسان.. شر لا يضبط, مملوء سما مميتا. به نبارك الله الآب, وبه نلعن الناس الذين قد تكونوا علي شبه الله. من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة! ألعل ينبوعا ينبع من نفس عين واحدة العذب والمر؟!.. هل تقدر يا إخوتي تينة أن تصنع زيتونا, أو كرمة تينا؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحا وعذبا! من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة
(من رسالة يعقوب- الأصحاح الثالث)
الكذب
الكذب هو الخداع, سوء التبليغ, المراوغة, تشويه الحقيقة, الادعاء والتزوير, اللف والدوران.
ويبدو أن الكذب خطية صغيرة, وربما من أوائل خطايا الإنسان, وأكثرها انتشارا, وأكثرها سهولة, وأمام الله هو سبب للهلاك الأبدي.
إن تاريخ الكذب تاريخ طويل منذ بداية الخليقة, فهو العلامة الأولي في كلام الشيطان, فحينما كذب الشيطان علي أبوينا آدم وحواء وقال لهما: لن تموتا فهو صفة بارزة في الشيطان, ولذلك قال عنه السيد المسيح: كذاب وأبوالكذاب (يو8:44).
والشخص الكذوب يلقي بالمسئولية علي غيره لتبرير ما قد يقع فيه من مواقف محرجة أو تقصير في المسئولية.
هناك شخصيات تتصف عن غيرها بخداع الآخرين, فتجد الكذب يبدو طبيعيا مع البعض.
والإنسان الكذاب لديه قدرة سريعة علي التكيف مع مختلف المواقف دون التزام بالمثل والمبادئ والقيم.
الإنسان الكذاب دائما يتلون, دائما طريقته غير مريحة ولا يعتمد عليه, وبهذه الصور يكون الكذب هو الخطية التي حذرنا منها الكتاب المقدس, حيث حذرنا من الأنبياء الكذبة, فالكذب ليس عند الشيطان فقط, بل هناك من نطق في أفواههم مثل الأنبياء الكذبة, ويظهر ذلك في قوله عن إغواء آخاب الملك ليهلكه: وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه (1مل22:22).
لقد حذرنا السيد المسيح بقوله: إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتي يضلوا لو أمكن المختارين أيضا (مت24:23-24).
وكما يتكلم الشيطان علي أفواه الأنبياء الكذبة يتكلم في أفواه السحرة والعرافين والمنجمين ومدعي معرفة الغيب.
ولذلك:
* الله يكره الكذب, لأن الله هو الحق (يو14:6) كل كذب ليس من الحق (1يو2:21).
* يقول إشعياء: أنا الرب متكلم بالصدق (إش45:19).
* قالوا للسيد المسيح: يا معلم نعلم أنك صادق (مت22:16).
* ودعي في سفر الرؤيا الشاهد الأمين الصادق (رؤ19:11).
* الله يكره الكذب, يقول الكتاب: كراهية الرب شفتا كذب, أما العاملون بالصدق فرضاه (أم12:22).
اللسان الكاذب خطية قد تطيح بالإنسان أن يبعد عن السماء, والشيء العجيب أنك عندما تقرأ في سفر الرؤيا في الأصحاح قبل الأخير تجده يضع قائمة من ثمان أنواع من الناس لن يدخلوا السماء, ويضع معهم خطايا ثقيلة, ومن هذه الخطايا الثقيلة خطية الكذب. من يغلب يرث كل شيء, وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا. وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة, فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت, الذي هو الموت الثاني (رؤ21:7-8). وهنا تظهر الخطورة الشديدة لهذه الخطية أن صاحب الكذب مصيره الهلاك.