رغم أن فيروس كورونا جديد على الشعوب الحديثة, التي لم تشهد أوبئة مثل الطاعون والكوليرا من قبل, ورغم ما خلفه من ضحايا ومصابين وهذا وحده أمرا يجعلنا ندعو الله أن يرفع هذا الوباء وأن يحمي أرواح البشر, ولكن كل الأشياء تعمل معا للخير, فبالقطع وباء كورونا كان له آثاره السياسية والاجتماعية الإيجابي منها والسلبي..
كورونا علم العالم سلوكيات جديدة, أري أنها باتت صحية أكثر, كذلك ساهم في إنقاذ الأرض من التغيرات المناخية السريعة التي شهدها العالم مؤخرا.
فبالإضافة إلي وجود الناس في منازلهم فترة أطول خوفا من النزول والاختلاط بالآخرين وإنخفاض معدل أنشطتهم اليومية, وحركتهم وتفاعلهم مع بعضهم, وبالتالي تقليل حركة السيارات, وتوقف حركة الطيران لفترة, وبعض المصانع وأيضا قلة استهلاك النفط, وهذا بالطبع أثر سريعا علي النظام البيئي بالإيجاب طبعا, أنخفضت نسبة تلوث الهواء في المدن الصناعية الكبري, وبالتالي أنفضت نسبة التلوث بشكل عام إلي أكثر من 50%, ويري العلماء أن ذلك سوف يكون له أثر علي النظام البيئي, فيما بعد.
وإذا أنتقلنا لموضوع آخر, خاص بامتحانات الثانوية العامة, وما يبذله أولياء الأمور مع أبنائهم من جهد طوال العام الدراسي, حتي يصل بهم الحال لي الوقوف أمام اللجان أثناء تأدية الامتحانات!!!, ولكن بعد تجربة الامتحان الأول وجد الكثيرون أنه لا داعي للوقوف أمام المدارس منعا للزحام وانتقال العدوي, كذلك جعلنا نتأمل في هذه الثقافة الغريبة أن يقف اولياء الأمور في حرقة أعصاب حتي يخرج الأبن أو الابنة بالنتيجة الوقتية وهي تقييم أدائهم في الامتحان, وإما أن تبكي الأم وينهار الأب, فور رؤية أبنهم خارج من الامتحان, ينقلب الأمر لمحزنة غير مبررة.
أري أن منع التجمع والزحام أمام اللجان قد يساعد في اختفاء هذه الظاهرة على مدى السنوات القادمة, فلا فائدة من التواجد في الشوارع أثناء انعقاد الامتحان, فلا جديد يضيفه الأهل للطالب, فهناك منزلا يصل إليه الطالب وفيه يتحدث الجميع في المنزل عما حدث في اللجنة وعلي ورقة الامتحان.