معنى اسم (اجيا صوفيا) باللغة اليونانية: الحكمة المقدسة، وتعود قصة الكنيسة للقرن السادس الميلادي فى عهد الإمبراطور يوستنيان والذى كان طموحه وقتها أن يشيد كاتدرائية فريدة فى نوعها على مستوى العالم فجلب لها أمهر المهندسين المعماريين واستغرق العمل بها نحو خمس سنوات حيث تم افتتاحها فى ٢٧ ديسمبر عام ٥٣٧م .
ويقول الأنبا هدرا فى كتابه (السبع المنابر الذهبية بآسيا الصغرى – تركيا) انه عند افتتاحها دخل الإمبراطور يوستنيان الكنيسة بالهتاف من شدة فرحته وذلك كان يعد خروجا عن التقاليد الملكية وقتها وتبلغ مساحة الكنيسة ٧٥٠٠ م بارتفاع ٥٥ م
وتعرضت الكنيسة طوال القرون الماضية للكثير من العوامل الطبيعية مثل الزلازل والنيران وفى كل مرة كان يتم ترميمها بطريقة أفضل، وعند دخول الأتراك إلى القسطنطينية فى القرن ١٥ تحولت الكنيسة إلى جامع ومن أجل هذا الغرض تغيرت بعض المعالم فيها فشيد منبر للخطابة فى صحن الكنيسة و أربع مآذن تحيط بالكاتدرائية من الخارج وفى القرن ١٦ تم تغطية جميع صور الموزاييك بالجص وأزيلت صورة المسيح من القبة الرئيسية التي كانت فى صحن الكنيسة ونقشت آيات قرآنية وزخارف إسلامية على الجدران
ويلاحظ أى زائر كما هو موجود بالصورة ان هناك ٨ مستديرات خشبية لون أرضيتها اخضر زاهى موضوعة بارتفاع يصل إلى نصف الكاتدرائية اثنين منهما داخل الهيكل والباقي فى صحن الكنيسة مكتوب عليهما
الله- محمد- اسماء الأربع خلفاء الاول – الحسن- الحسين
واستمرت الصلاة فى هذا الجامع على مدى خمسة قرون حتى جاء مصطفى كمال اتاتورك وحوله إلى متحف وذلك فى أول فبراير عام ١٩٣٥ وعندما صار متحفا أزيلت طبقة الجص التى كانت تغطى صورة السيد المسيح والعذراء مريم وظلت الأيقونات المسيحية مع الكتابات القبطية والنقوش الإسلامية متحفا طوال تلك السنوات حتى أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرارا بتحويل “آيا صوفيا” في إسطنبول إلى مسجد وقال فى تويتة له (ان إحياء آيا صوفيا من جديد بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصى).
وأوضح أردوغان أن القرار “اتخذته السلطات القضائية والتنفيذية في البلاد”، في إشارة إلى حكم المحكمة الإدارية العليا بإلغاء المرسوم الحكومي الصادر في عام 1934 بتحويل “آيا صوفيا” إلى متحف.
فى حين أن منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) عبرت عن “أسفها الشديد” للقرار الذي حوَل الموقع المُدرج في قائمة التراث العالمي إلى مسجد “دون أي إشعار مُسبق” لها. وأكدت اليونسكو أن الدول الأعضاء بالمنظمة مُلزمة بضمان ألا تؤثر أي تعديلات على المواقع المُدرجة في قائمة التراث العالمي على قيمتها البارزة.
وتواجه تركيا وأردوغان، انتقادات دولية واسعة، على خلفية القرار، حيث وصفت وزير الثقافة اليونانية، الخطوة، بأنها “استفزاز للعالم المتحضر”، فيما كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في وقت سابق، دعا إلى التراجع عن الخطط فيما يخص هذا المعلم التاريخي الذي تعتبره منظمة اليونسكو “إرثًا تاريخيًا”.
القديسة صوفيا
بحسب السنكسار فإنه في ٥ توت استشهدت القديسة صوفيا بعد أن كانت تتردد على الكنيسة مع جارات لها مسيحيات فآمنت بالسيد المسيح وأرادت أن تصير مسيحية فقصدت أسقف منف. فعمدها ولازمت الكنيسة فوشى بها إلى اقلوديوس الوالي أنها تعمدت، فأستحضرها وسألها عن ذلك، فأقرت فعذبها بعذابات كثيرة حتى أمر بقطع لسانها وأعادها إلى السجن واخيرا قطع رأسها ونالت اكليل الشهادة فأخذت امرأة مسيحية جسدها الطاهر بعد أن قدمت للجند أموالا كثيرة ،ولفته بلفائف ثمينة، ووضعته في منزلها، وكانت تظهر منه آيات كثيرة. وكانوا يوم عيدها ينظرون نورا عظيما يشع من جسدها الطاهر. وتخرج منه روائح طيبة. ولما سمع الملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة عن الكثير من المعجزات التي تتم علي اسم القديسة وجسدها في مصر، أمر بنقل جسد صوفيا القبطية إلى مدينة القسطنطية بعد أن بنى له كنيسة ووضع جسدها فيه تكريما لها وقد احترقت الكنيسة القديمة في شغب، و شيد مكانها كنيسة اجيا صوفيا.