كشف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، إن خسائر قطاع السياحة
قد تصل قيمتها الإجمالية إلى 1.2 تريليون دولار، بما يعادل نحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بسبب توقف القطاع خلال الأربعة أشهر الماضية تقريبًا نتيجة لعمليات الإغلاق التي طبقتها غالبية دول العالم لمواجهة جائحة انتشار فيروس كورونا.
وأكد (أونكتاد)، أن الخسائر التي يسببها فيروس كورونا في السياحة قد يكون لها تأثيرًا سلبيًا أيضًا على القطاعات الاقتصادية الأخرى التي توفر السلع والخدمات والتي يبحث عنها المسافرون أثناء إجازاتهم مثل الطعام والمشروبات والترفيه وقدرت المنظمة أنه مقابل كل مليون دولار يفقد في عائدات السياحة الدولية يمكن أن ينخفض الدخل الوطني للبلد بمقدار مليوني دولار إلى 3 ملايين دولار.
وقدر “أونكتاد” الخسائر في السيناريو الأكثر تشاؤما وهو فترة انقطاع في السياحة الدولية تصل إلى 12 شهرا بنحو 3.3 تريليون دولار أو 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال التقرير استنادًا لمنظمة السياحة العالمية، إن فيروس كورونا أوقف قطاع السياحة العالمي وبما تسبب في عواقب اقتصادية وخيمة على الصعيد العالمي.
وأشار إلى أن السياحة تمثل العمود الفقري لاقتصادات العديد من البلدان الناشئة وشريان الحياة لملايين الأشخاص حول العالم وذلك بعد أن كانت قيمة السياحة قد تضاعفت من 490 مليار دولار إلى 1.6 تريليون دولار في السنوات العشرين الماضية.
وأكد أن إجراءات الإغلاق السائدة في بعض البلدان وقيود السفر وتخفيضات الدخل المتاح للمستهلكين وانخفاض مستويات الثقة، يمكن أن تؤدي إلى إبطاء تعافي هذا القطاع بشكل كبير.
ولفت إلى أنه حتى مع عودة السياحة ببطء في عدد متزايد من البلدان فإنها لا تزال في حالة جمود في العديد من الدول.
وذكر التقرير أنه بالنسبة للعديد من البلدان مثل الدول الجزرية الصغيرة النامية فإن انهيار السياحة يعني انهيارا في آفاق التنمية وبما لا يمكن تحمله، مؤكدا أن البلدان النامية يمكن أن تعاني من أكبر خسائر الناتج المحلي الإجمالي.
وقال تقرير الـ”أونكتاد”، إن الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان النامية قد يتكبد خسائر كبيرة، فمن المتوقع أن تخسر دولاً مثل جاميكا وتايلند 11% و9% على الترتيب من ناتجها المحلي، وفقا لسيناريو الأكثر تفاؤلاً.
وتوقع التقرير أن تفقد بعض المناطق السياحية الأخرى مثل كينيا ومصر وماليزيا أكثر من 3٪ من ناتجها المحلي الإجمالي.
ونوه التقرير إلى أن قطاع السياحة في العديد من الدول الغنية أيضا سيشعر بالضيق، لافتا إلى أنه ووفقا لتوقعات (أونكتاد) فإن الوجهات الشعبية الأوروبية وأمريكا الشمالية قد تخسر مليارات الدولارات بسبب الانخفاض الكبير في السياحة الدولية.
ونوه التقرير إلى أن الانخفاض الهائل في عدد السائحين قد ترك كذلك عددا متزايدا من العمال المهرة وغير المهرة عاطلين عن العمل أو ذوي دخل أقل.
وحث تقرير “أونكتاد” الحكومات على مساعدة المؤسسات السياحية التي تواجه خطر الإفلاس مثل الفنادق وشركات الطيران، موضحا أن أحد الأساليب للتخفيف المالي هو القروض أو المنح منخفضة الفائدة.