لأنكم تحتاجون إلي الصبر حتي إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد..
(عب11:36)
في تاريخ كنيستنا القبطية وفي تذكارات الشهداء والقديسين نتقابل مع العديد منهم ممن كانوا يحتلون مراكز مرموقة في الجيش الروماني, من هؤلاء الأمير تادرس الشطبي صاحب هذا التذكار, ويلقب بهذا الاسم نسبة إلي أبيه يوأنس من بلدة شطب بمحافظة أسيوط.
يوأنس هذا كان ذا مكانة رفيعة في الجيش ولكن إزاء سوء المعاملة من زوجته الأميرة أوسانيا ذات الأصل الملكي تركها متوجها إلي صعيد مصر مستودعا ابنه الصغير تادرس في أحضان العناية الإلهية. وحينما كبر هذا الطفل واجه صراعات في بداية شبابه بين طريقين هما إيمان أبيه الذي علم بأنه ترك كل شيء لأجل خلاص نفسه وطريق آخر هو الوثنية مجسمة في أمه وتعاليمها المنحرفة.
ولكن الله الذي لا يترك نفسه بلا شاهد وإزاء صلوات وتضرعات أبيه أنار عيون الشاب تادرس فآمن واعتمد بل اهتدي إلي طريق أبيه قبل نياحته بأربعة أيام فكان ذلك عزاء وفرحا لقلبه, حقا نورا أشرق للصديقين وفرحا للمستقيمي القلوب (مز112:4).
وأخيرا جاءت النهاية الأكثر فرحا وهي نوال إكليل الاستشهاد إزاء وحشية الإمبراطور الوثني دقلديانوس الذي لم يستطع أن يثنيه عن الإيمان المسيحي.
يحل هذا التذكار غدا العشرين من الشهر القبطي أبيب, والأيقونة المنشورة توضح قصة المرأة التي تستنجد بشفاعاته لأجل خلاص ولديها, فإلي اللقاء في تفاصيلها بصورة قبطية لاحقة.
e.mail: [email protected]