أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن تغيير معالم أثر وتحويله من وظيفة إلى أخرى تصرف غير حضارى وقد حدث عبر التاريخ أن حولت معابد مصرية قديمة إلى كنائس ونقلت أعمدة معابد مصرية وأحجار إلى مساجد وحولت معابد فى اليونان إلى كنائس وحولت مساجد فى الأندلس إلى كنائس ،وكل هذه الأعمال عبر التاريخ مرفوضة وغير حضارية قديمًا ومرفوضة بالطبع حديثًا بعد أن وضعت المواثيق والقوانين الدولية للحفاظ على طابع المبانى وأصالتها، خاصة لو كانت مسجلة تراث عالمى باليونسكو مثل متحف آيا صوفيا بأسطنبول.
ويضيف الدكتور ريحان، أن متحف آيا صوفيا بأسطنبول مسجل على لائحة التراث الثقافي العالمي كمتحف بناءً على معايير معينة تخضع لمراقبة اليونسكو طالما الأثر يتمتع بالقيمة الاستثنائية الذى سجل على أساسها ،وأهم هذه المعايير هى الأصالة فيما يخص بعض الصفات مثل، الشكل والتصميم والمادة والجوهر والاستعمال والوظيفة ويجب أن يتوافر شرط الأصالة عبر تاريخ الممتلك وليس عبر مرحلة واحدة وأن تتلاقى أوجه أصالة الممتلكات الرئيسية الأربعة وهى: أصولية التصميم، أصولية الخامات، أصولية الحرفة، أصولية الموقع وفى حالة اختلال أى شرط ،من هذا فإن لليونسكو آليات للتدخل لمنع هذا وما حدث فى متحف آيا صوفيا هو تغيير وظيفة الممتلك واستعماله مما يخل بشرط أصالة الموقع وقد تم هذا دون موافقة اليونسكو وعليها أن تتدخل لحماية ممتلك مسجل تراث عالمى باليونسكو.
ويشير الدكتور ريحان ،أن هناك نظام لمراقبة الممتلك المسجل تراث عالمى باليونسكو يهدف إلى استمرار الممتلك على نفس المعايير الذى سجل عليها طبقًا للخطة الموضوعة واكتشاف الأخطاء فور وقوعها ووضع حلول فورية لها وتصحيح الانحرافات، فى حالة أن الأداء لا يطابق المعايير الموضوعة ومراقبة كيفية تعامل الدولة المالكة للتراث مع أغراض الحفاظ ،وضمان السلامة والأصالة وما حدث فى تركيا فهي مخالفة لهذه البنود ويحق لليونسكو تصحيح هذا وعودة الممتلك لوظيفته والمعايير التى سجل عليها.