— مالك يا نفسي تئنين فيا .
ها أنينك أحرق كياني …
— مالك تنوحين وتبكين .
صراخ دمعك مزق أحشائي.
— مالك فى حُزنٍ وكربٍ .
مُرك قد طفح على لسانى .
— ماذا جرى لكِ يا شقية .
فمن زارك اليوم وبلانى .
— كَفَى أرجوكى كَفَى .
يامصدر ألَمِى وكل أشجانى
— كيف أرضيكى يا نفسى .
حتى أجدُ فيكى سلامى .
— تعبتُ منكِ يا معشوقتى.
تقتليننى وأحيّا لقتلانى .
— حملتينى مافوق طاقتى.
والآن تصرخينَ من أحمالى.
— أنتِ من أوصلتينى لهذا الحال .
ومازلتِ تواصلين السعى لإهلاكى .
— لقد كرهتُ أسمكِ . ففى
كلَ نائبةٍ أجدُكِ أنتِ الجانى
— أتركينى أحيّا لربى وإلهى
فأنتِ لستِ من كيانى .
— إننا غريبان تائهان .
وأنتى تطردين كل هادى .
— لِمَا أوصلتينى لهذا الحال …
أأبكيكى كيف وأنتِ من أبكانى .
— آهٍ . لوصفك أبحث عن معانى .
ليتَ شعرى ينطقُ بما أعانى
— فحين نوَيّتُ وصفَكِ ..
بينَ الهجاءِ والرثاءِ حارت المعانى .
— إحترقتُ إنصهرتُ . مِن
برودِكِ من غروركِ الفانى
— متى نرتاحُ متى يا حبيبتى .
متى يا قاتلتى يا نَبْعَ أشجانى .
— هل لنا من وقتٍ لنتلاقى
نتصالحُ ويتناغما وجدانك ووجدانى ..
— لنوْجَدَ بعد ضياعٍ وضلالٍ
وبعدَ موتٍ نحيّا لمن أحيانا
— فنسعد بالرجاء سويا .
وكلانا عن حاله راضٍ .
— إسعى يا نفسى لنتقابل .
وبحب سآخذك بين أحضانى .
— ننسى مامضى وكفانا عتاب .
ولا نتساءل من منا الجانى .
— تعالى نسكب أمامه دموعنا . فيغسلنا .
من حزنٍ أضناكى وأضنانى
–تخللى الآن عن عنادك .
وكفى تجاهل أعياكى وأعيانى .
— تنقِ من مكرك وإطرحى
كلَ خُبثٍ عرٌاكى وأعترانى
— انا فى إنتظارك حبيبتى
ربما نتصالح وتعودى لكيانى .
— لقد دللتك كثيراً ولم
يبقَ اكثر مما مضى من زمانى .
— وها الأيامُ تنسابُ سريعاً
فإحذرى ستهلكين وأنتِ الجانى .
— لحظة من فضلِك
لماذا تضحكين ولِما السخرية .
إخفضى صوتك الأحمق فأنه شيطانى .
— لا . لم أجهل ولم أنسَ .
أننا واحدُ ولستُ لكِ الثانى
— ولكنى لم أستطع أن أحتمل .
أن أدفع ثمن جُرمك وأنال جزائي .
— نعم ! ماذا تقولين ؟! أنسى ! كيف !
— كيف وسيأتى يومٌ رهيب
فيه بسببك سأندبُ كل أيامى .
— كيف وسوف أندم على كل لحظةٍ .
أطعتك فيها ونسيتُ من لم ينسانى
— وأتجرعُ مرارة الندم .
على عدم توبتى طيلة أيامى .
— سنذكر حينها كلَ شرٍ أقترفناه .
من فكرٍ وقولٍ وفعلٍ حتى أحلامى .
— آه . آه يا نفسى وألف آه
ليتنى متُ طفلا ولم تطُل أيامى .
— حتى لا أعرف الشر وأحياكى .
انتى ياصديقتى ستكونين سبب حرمانى
— ماذا ! لا لن أكفُ . لن أسكت .
لن أسكت يا رفيقة زمانى .
— عجباً أتبكين ! فأين ضحكك وصخبك ؟!
ولما خفَتَ وضعف صوتك ااشيطانى
— لقد قلتُ لكِ لن أكفُ .
قبل ان اُظِهرُ لكِ حقيقتك.
— تعالِ وأسمعينى الآن .
لعلك تفهمين حقيقتك .
— تقولين أريد الحياة .
وفى الموت بغيتك .
— تقولين ألتمس النجاة .
ولم أركِ مددتِ لها يدك
— تقولين ظمئتى للحرية .
وللآن لم تنظفِ لها كاسكِ .
— تقولين سئمتى الأسرَ .
وأراكِ تذوبين عشقاً فى أغلالكِ .
— متكاسلة وفى تراخى تطلبين .
— والآن كفاكى بكاءاً وعناداً .
لنعود لحديثنا لعل فيه شفائكِ .
— كنتُ أتكلم عن شَرٌك .
وأنك انتِ سبب حرمانى
— حرمانى من أبٍ وهو السيد .
حرمانى من الذى سترنى وفدانى .
— حرمانى مِن الذى بسببك عاديته .
وهو المحب الذى بدمه أشترانى .
— وكنا نتكلم عن يومٍ مخيف
يوم الحساب الآتى .
— يوم نوح وبكاء وعويل .
إن أهملنا هذا الخلاص المجانى .
— فلا تنسِ ان تغنى يانفسى .
على نغمات ندمى وطبول أحزانى .
— وترقصين على صرير أسنانى .
وتبدعى كما كنتى على عزف أشجانى .
— سنتقابل وسأذكرك. ولِمَا
والماضى
حينها يكون حياً أمامك وأمامى
— كل لحظة مرت بنا سوف
نعطى عنها حساباً قاسى
— ويالكَ من مسكينة وحيدة
أمام جلسة الحكم النهائي
— ستقفين فى رعب وخجل
فلا حجة أمام الديان بها تتحاجى
— فلا مفر ولا نقض ولا تأجيل .
فالحكم بالعدل نافذ ونهائي
— فتنبهى من ترفضيه الآن
يوم الحساب هو القاضى
— فتوبى يا نفسى وإرجعى
فيكون لك لا قاضٍ بل محامى
— فطوباكى إن وجدك بلا عيب
فحكمه براءتك فأين الشاكى
— إخضعى له عن خوفٍ
وإستعطفى قلبه الحانى
— اسلكى من الآن حسب وصاياه
وفى كتابه نبراسه الهادى
— وإسعى لذا الهدف ان
تقفى حينها مكان البريئ لا الجانى
— قومى الآن فهوذا اليوم يوم خلاص عظيم ومجانى
— والوقت قبل الموت وقت مقبول
إنهضى للوقت يعدى ومايجيش تانى
النهاية .. لا البداية
انتهت القصيدة ولكن لتبدا حياتك مع المسيح