من أعماق الفضاء أتي، ومن خلف ملايين الأميال الضوئية جاء، ومن وسط الظلام السرمدي إنطلق، ونحو هذا الكوكب الأزرق المأهول إتجه، مقتربا من مداره ، ليخترق نطاق جاذبيته، ويرتطم به في حادث مروع، ليصنع فجوة عملاقة تظهر حتى الآن في جوف الصحراء المصرية.
تم إعلان منطقة نيزك جبل كامل بمحافظة الوادى الجديد محميةً طبيعيةً عام 2012 بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 271 بتاريخ 18/3/2012.
وقد تم اكتشاف نيزك جبل كامل فى فبراير 2010 أثناء الرحلة الاستكشافية الجيوفيزيقية التى ضمت فريق من الباحثين المصريين والإيطاليين وتم نشر هذا الحدث العلمى العالمى العظيم فى كثير من المجلات العلمية العالمية خلال شهر يوليو 2010.
يقع هذا النيزك فى منطقة توشكى فى المساحة بين جبل كامل وجبل العوينات بالقرب من محمية الجلف الكبير فى الصحراء الغربية على بعد حوالى 2 كم من الحدود السودانية وحوالى 150 كم من الحدود الليبية ويصل وزنه إلى حوالى 10 طن ويصل طول فوهته إلى حوالى 45 م كما يصل عمقه إلى حوالى 16 م ويقدر عمر تلك الفوهة ما بين 4000 إلى 5000 عام.
تم تجميع بعض من العينات الصخرية الناتجة عن اصطدام النيزك بالأرض وأظهرت التحاليل المعملية لتلك العينات معلومات فلكية ذات أهمية علمية عالمية أثبتت بأن النيازك الكبيرة لها قدرة على أن تتغلب على الغلاف الجوى الأرضى، وتم وضع بعض من هذه العينات بالمتحف الجيولوجى المصرى. كما أثبتت أيضاً أن تلك العينات تتكون من الحديد والنيكل وهو مماثل لمكونات الأرض.
يعتبر العثور على الآلاف من قطع النيزك المنتشرة حول الفوهة حالة نادرة لكونها أحسن فوهة موجودة على سطح الأرض مما يساعد على دراسة كيفية تصادم النيزك مع سطح الأرض. وتشير الدراسات إلى أن هذا النيزك سقط من منطقة قريبة من كوكب المريخ لم يتم تحديدها بدقة حتى الآن بين كوكبي المريخ والمشترى.
وصف فوهة نيزك جبل كامل:
تتميز فوهة موقع سقوط نيزك جبل كامل بأنها حوضية الشكل ذات قطر يصل إلى حوالى 45 متر وأطراف ترتفع عن سطح الأرض بحوالى 3 متر وعمق يقترب من 16 متر، وقد غطت الرمال منه ما يقرب من حوالى 6 أمتار بفعل الطبيعة، ويحتفظ الموقع المحيط بالفوهة بالآثار الموجية على شكل أشعة ممثلة المقذوفات النيزكية مؤكداً بذلك حداثة عمر النيزك وأيضاً ندرته.
الوصف الجيولوجى لموقع فوهة نيزك جبل كامل:
تقع منطقة فوهة نيزك جبل كامل أعلى تكوينات الحجر الرملي المتكون من الكوارتز آرنيت والتى يرجع عمرها إلى العصر الكريتاسى السفلى يعلوه طبقة محدودة (سنتيمترات) من الرمال شمالاً وبأسفله توجد صخور القاعدة من عصر ما قبل الكمبري ويحيط بالمنطقة العديد من الجبال ومسارات الأودية الجافة القديمة مما يعطى للمنطقة مظهر جمالى فريد.
أهمية تحويل منطقة نيزك جبل كامل إلى محمية طبيعية : –
– الندرة، حيث يوجد على سطح الأرض فقط 15 موقعاً من هذا النوع ومع ذلك فهى لا تماثلهم.
– العمر الحديث نسبيًا.
– الحالة النادرة التي تحتفظ بها المقذوفات والحالة البيئية المتميزة للفوهة النيزكية حيث لا تتوفرالبيئات المماثلة إلا على سطح القمر أو المريخ.
– وجود قرى إنسان ما قبل التاريخ وما تحمله من أدلة تاريخية وعلمية وأثرية وجيولوجية وبيئية.
– تمثل المكونات المعدنية لنيزك جبل كامل من الحديد والنيكل العناصر الأساسية لمكونات مركز الأرض ومعظم كواكب المجموعة الشمسية ولذلك تتعاظم أهمية الاحتفاظ بها وبمقوماتها البيئية حيث يندر وجود مثل هذه الحالة على كوكب الأرض ولذلك فلها أهمية عظمى فى دراسة تراكيب باطن الأرض والكواكب ودراسة مكونات النيزك.
– يشير صغر حجم فوهة النيزك إلى صغر حجم ووزن النيزك قبل دخول الغلاف الجوي ويشير أيضاً إلى ظاهرة يجب دراستها من حيث إمكانية نفاذ مثل هذه النيازك عبر الغلاف الجوي دون أن تنفجر بالكامل ثم تصل إلى سطح الأرض ممثلة خطراً داهماً على حياة الإنسان وحضارته وبيئته .
“نيزك جبل الكامل”.. وصف بإنه أندر النيازك التي أخترقت الكرة الأرضية، فمنذ 5 آلاف سنة عبر هذا النيزك أجواء الفضاء، وشق طريقه بين النجوم، ليختار موطنه الجديد، وسط صحراء مصر الغربية، ويخلف وراءه فجوة هائلة، وملايين من القطع المتناثرة التي تُشكل إحدى أهم مقتنيات مصر الجيولوجية في العصر الحديث.
“نيزك جبل الكامل”.. وصف بإنه أندر النيازك التي أخترقت الكرة الأرضية، فمنذ 5 آلاف سنة عبر هذا النيزك أجواء الفضاء، وشق طريقه بين النجوم، ليختار موطنه الجديد، وسط صحراء مصر الغربية، ويخلف وراءه فجوة هائلة، وملايين من القطع المتناثرة التي تُشكل إحدى أهم مقتنيات مصر الجيولوجية في العصر الحديث.
في عام 2010 عثرت إحدى البعثات الجيولوجية المصرية الإيطالية على فجوة هائلة، تؤكد على إرتطام نيزك عملاق في هذه المنطقة، وكان أول من شاهد تلك الحفرة الباحث الإيطالي “فينتشنزو دي ميكيلي”، المنسق السابق لمتحف التاريخ الطبيعي بميلانو، عندما كان يمسح ويحلل الصور الملتقطة ببرنامج جوجل إيرث، عثر على تلك الحفرة التي تقع شرق العوينات، شمال شرق الوادي الجديد، على بُعد 2 كيلو متر شمال الحدود المصرية السودانية، كما تبعد 116 كيلو متر من الحدود الليبية.
بجوار الحفرة النيزكية عثر الفريق العلمي المشترك على 5 آلاف و178 شظية من شظايا هذا النيزك، تبلغ أحجامها ما بين واحد جرام و35 كيلوجرام، ويبلغ وزن مجموعها 800 كيلوجرام، أما أكبر عينة عُثر عليها فتزن حوالي 83 كيلوجرام، وهي الموجودة حاليا في المتحف الجيولوجي.
الدراسات الجيولوجية التي أُجريت فيما بعد أكدت أن النيزك المُكتشف كان يزن 10 أطنان، وإنه يتكون من 90% من الحديد، و10% من النيكل، وقد تحرك من منطقة الكويكبات الموجودة بين كوكبي المشترى والمريخ، وإن سرعته كانت قبل الارتطام بالأرض تبلغ حوالي 12 ألف كيلو متر في الساعة.
وتُعتبر الحفرة التي خلفها الارتطام واحدة من بين 15 حفرة مشابهة تنتشر على سطح الأرض، ولكنها تتميز عنهم جميعا، فالحالة البيئية التي توجد عليها الآن جيدة جدا، على خلاف الحالات التي توجد عليها قريناتها في جميع أنحاء العالم، حتى أن هذه الحالة البيئية لا يتواجد مثيل لها إلا على سطح القمر أو المريخ، كما أن مكوناته المعدنية تشكل العناصر الأساسية لمركز الأرض وكواكب المجموعة الشمسية، لذا فإن دراسة تلك المكونات لها أهمية كبيرة في دراسة تركيب باطن الأرض والكواكب.
يبلغ قطر الحفرة التي نشأت من اصطدام النيزك بالأرض، والتي تقع جنوب الجلف الكبير بالقرب من الحدود السودانية، حوالي 45 مترا، بعمق 16 مترا، وتسمى “فوهة كامل” نسبة إلى جبل كامل القريب منها، وتشير الدلائل أن الإرتطام كان بزاوية ميل وليس عموديا، ويعتقد العلماء أن كتلة النيزك لم تتفكك في الجو، إنما انفجرت عندما وصلت إلى الأرض، وهذا ما تسبب في صنع تلك الحفرة الكبيرة.
وتُعتبر الحفرة التي خلفها الارتطام واحدة من بين 15 حفرة مشابهة تنتشر على سطح الأرض، ولكنها تتميز عنهم جميعا، فالحالة البيئية التي توجد عليها الآن جيدة جدا، على خلاف الحالات التي توجد عليها قريناتها في جميع أنحاء العالم، حتى أن هذه الحالة البيئية لا يتواجد مثيل لها إلا على سطح القمر أو المريخ، كما أن مكوناته المعدنية تشكل العناصر الأساسية لمركز الأرض وكواكب المجموعة الشمسية، لذا فإن دراسة تلك المكونات لها أهمية كبيرة في دراسة تركيب باطن الأرض والكواكب.