قصتان تحكيان عن العدد الصحيح لمشاركة الأقباط في حركة الضباط الأحرار التي قامت في 23 يوليو .
القصة الأولى تقول أنه لم يكن فى تنظيم الضباط الأحرار سوى عنصر قبطى وحيد هو ( شكرى فهمى )الضابط المسيحى الذى كان فى تنظيم الضباط الأحرار، وكان من جنده هو عبد الناصر نفسه، وكان عضوا فى الصف الثانى من التنظيم وهو من مواليد 1919 وخريج دفعة 1942، وبعد الثورة شغل منصب مديرا للسجن الحربى وترقى لأركان حرب ثم شغل وظيفة فى جهاز التنظيم والإدارة.
القصة الثانية تحكي عن عضوية كل من اللواء أنور عبد الله، والملازم واصف لطفى حنين والتى تشير بعض الآراء إلى مشاركته فى اللحظات الأخيرة من تحرك التنظيم ،والذي حضر اجتماع بالصدفة للثورة لأنه كان قريب فقط من زملائه ،وشارك في الثورة في معسكر الجيش بالعباسية .
الجدير بالذكر أن حركة الضباط الأحرار أدركت التخوف من قبل الأقباط وبدأوا بزيارات لمقار الأسقفية بالمحافظات للم الشمل بعد أيام من الثورة لبث خطاب الطمأنة وإثبات حسن النوايا تجاه الأقباط، كما أرسل اللواء محمد نجيب، رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، بطاقة تهنئة بعيد الميلاد سنة 1953 وبها رمز لهذا التآخى.
وكان أول مطالب تم رفعها من جانب الأقباط جاءت عن طريق مقال تحت عنوان “الأقباط يطالبون بالمساواة والإنصاف عملاً لا قولاً” نشر بجريدة “المصرى” آنذاك، وجاء أغلب مطالب المقال حول مطالبة الأقباط بفصل الدين عن الدولة والسياسة ورفع القيود الصارمة المفروضة على بناء الكنائس وتمثيل الأقباط فى المجالس النيابية بعدد يتناسب مع تعدادهم الفعلى، وأن يصرح رسميا بإذاعة الشعائر الدينية يوم الأحد وعدم التفرقة فى الوظائف والترقيات والبعثات، إضافة إلى الجندية والبوليس، وأن تمنع الحكومة أى دعاية للتفرقة بين المسلمين والأقباط فى جميع الشؤون العامة.
وقد وافق مجلس قيادة الثورة فى ذكرى الثورة الأولى، على منح العاملين الأقباط فى الدولة خمسة أيام إجازة خاصة بأعيادهم، وهى: عيد الميلاد، والقيامة، والغطاس، وأحد الشعانين، وخميس العهد، والسماح لهم بالتأخير ساعتين كل يوم أحد حتى العاشرة صباحا لحضور القداس.