كثيرا ما تأملنا فى بطولة داود و فى قوة ايمانه و هو جدير بهذا إذ وقف أمام جليات متفردا فى شجاعته، منفردا فى مواجهته ، متجردا من أى سلاح إلا سلاح الإيمان قائلا “انت تأتى إلىّ بسيف و و برمح و بترس و انا اتى اليك بإسم ربالجنود” (١صم٤٥:١٧ ) .
و لكن فى نفس الوقت لا ننسى أن يوناثان أيضا له موقف مشابه حين خرجبمفرده هو وحامل سلاحه و جابه الفلسطينيين فى عقر دارهم هاتفا فى ثقة الإيمان “ليس للرب مانع عن أن يخلص بالكثير او بالقليل” ( ١صم٦:١٤) .
إذن إن كان يوناثان هو الأمير و ولى العهد لملك شاول فهو بالحسابات البشرية أولى من داود و لا نستطيع أن نلومه لو تمسك بملكه و تحالف مع شاول أبيه فى حربه ضد داود لكن هنا تظهر المحبة الخالصة التى لا تطلب ما لنفسها فبرغم أنداود يعتبر غريمه فى الملك لكننا نجد أنه يقف فى صف داود ضد أبيه لدرجة ان شاول تعجب و قال له “انك قد اخترت ابن يسى لخزيك” (١صم٣٠:٢٠ )
هذه هى المحبة التى تبنى المجتمعات و تسمو بها
المحبة اساس وحدة الكنيسة وسبب نموها و ازدهارها و أساس وحدة البيوت و تماسك الأسر و العائلات و الكنيسة ككل ، لو ملكت المحبة على القلوب لإنتهتالمشكلات و اغلقت المحاكم أبوابها ، و هذا ما طلبه القديس بولس بالفعل “اجلسوا المحتقرين فى الكنيسة قضاة” (١كو٤:٦ )
لو سادت المحبة لقطعت الطريق على كثير من الخطايا “و لكن قبل كل شئ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا” (١بط٨:٤ )
القديس يوحنا حتى فى شيخوخته لا يكل من الوعظ عن المحبة فكانوا يحملونه و هوشيخ كثير الأيام ليعظ المؤمنين كان يكلمهم عن المحبة مرددا :يا اولادى حبوابعضكم بعضا فلما سأم السامعون تكرار نفس العبارة و تساءلوا لماذا يعيد هذهالكلمات و يكررها اجابهم لأنها هى وصية الرب و هى وحدها كافية لخلاصنا لواتممناها.