حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن كل هدف من أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 يتأثر بجائحة كوفيد-، 19.يأتي ذلك التحذير قبيل انعقاد المنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة بيوم واحد، و الذي يبدأ أعماله رسميا غداً الثلاثاء ، هو عبارة عن تقييم سنوي للتقدم العالمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. هذا العام، تجتمع شخصيات حكومية رفيعة المستوى، افتراضيا عبر تقنيات الفيديو، لبحث ومناقشة طرق معالجة بعض أكبر التحديات في العالم؛ من الفقر إلى تغير المناخ والسلام والأمن والمساواة بين الجنسين.
ستتاح للبلدان الفرصة لتقديم خططها المحدثة لجعل الأهداف الـ 17 لخطة التنمية المستدامة حقيقة (وهو ما يعرف بالمراجعات الوطنية الطوعية)، كما ستقدم العديد من هيئات الأمم المتحدة والهيئات الحكومية الدولية الأخرى مساهمات في المناقشات.
أما عن مدى تاثير جائحة كوفيد-19 على العديد من جوانب المجتمع والاقتصاد، فينعكس في برنامج 2020.ن اذ يعد موضوع “إعادة البناء بشكل أفضل” بعد الجائحة خلفية العديد من الجلسات خلال المؤتمر الرئيسي الذي سيمتد على 10 أيام، والذي يغطي مجالات مثل الحد من الفقر، وتمويل البلدان النامية، وحماية الكوكب، والحصول على الطاقة المستدامة.
يشير أحدث تقرير للأمين العام عن التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي ستشكل أساس المناقشات، إلى أن عام 2020 يمثل بداية “عقد من العمل والتنفيذ من أجل التنمية المستدامة”، سيتم خلاله زيادة سرعة ونطاق تحقيق الأهداف السبعة عشر.
ويشير التقرير أيضا إلى أن الأزمة العالمية الناتجة عن انتشار كوفيد-19، كان لها تأثير كبير على تنفيذ هذه الأهداف، حيث أُجهدت الأنظمة الصحية، وأُغلقت الأعمال التجارية، وأصبح 1.6 مليار طالب خارج المدرسة؛ كما تحمل الفقراء والضعفاء وطأة الجائحة، ومن المتوقع أن يعاني عشرات الملايين من الجوع والفقر المدقعين.
“المساواة وتغير المناخ”
كما ان التقرير الثانٍي للأمين العام، يركز على كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ضوء الجائحة، المناقشات خلال المنتدى. في هذا التقرير، يسلط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على موضوعين رئيسين: الحد من عدم المساواة، من خلال جعل الاقتصادات أكثر استدامة وعدالة؛ والالتزام بخفض ثاني أكسيد الكربون على نحو “سريع ومستدام”،يُوصف الموضوع الأول بأنه استراتيجية رئيسية للحد من الفقر العالمي. فقد تباطأ التقدم نحو الحد من الفقر في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أنه في عام 2020 وحده، أن تؤدي الجائحة إلى سقوط ما يصل إلى 49 مليون شخص في براثن الفقر.
ويقول التقرير إن تحسين توزيع الدخل يمكن أن يكون له تأثير كبير، ليس فقط في على إبقاء الناس فوق خط الفقر، ولكن أيضا في المساهمة في نمو اقتصادي أسرع، حيث يكتسب الفقراء في المجتمع قدرة إنفاق أكبر.
ويحذر التقرير من أن السياسات والاستراتيجيات المعمول بها حاليا لا تفعل المطلوب، وهناك خطر حقيقي من عدم تحقيق الهدف.يعلن الأمين العام، في التقرير، أن الإجراءات المناخية الطموحة والفورية هي المسار الوحيد القابل للتطبيق الذي يحد من تغير المناخ، فيما تتم حماية الناس وسبل العيش والنظم الإيكولوجية الطبيعية. سيعود مثل هذا الإجراء أيضا بفائدة اقتصادية صافية ملموسة، مما يوفر على الاقتصاد العالمي عشرات تريليونات الدولارات.
الجدير بالذكر أن المشاركين سيناقشون موقف العالم من أهداف التنمية المستدامة في ضوء تأثير جائحة كوفيد-19، ويفكرون في الكيفية التي يمكن بها للمجتمع الدولي تسريع التقدم خلال العقد المقبل.